مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
في مفاكرته الهادئة ذات الطابع المرتب و المتزن الذي عرفت به – تناول الاستاذ مالك طه رئيس تحرير هذه الاصدارة الكريمة يوم أمس وتحت نفس العنوان أعلاه موضوع منح الاتراك حق الاشراف علي مشروع مطار الخرطوم الجديد وفقا لعقد أبرم بين الجانبين السوداني والتركي يقوم الاخير بموجبه ببناء المطار وفقا لمواصفات دولية حديثة ثم يقوم بادارته لفترة تمكنه من استرداد مصروفاته بالاضافة الي الارباح قبل أن يسلمه الي الجانب السوداني ، وهي النقطة التي اثارت مخاوف الاستاذ مالكمن أن يفشل هذا الاخير في ادارة المشروع عندما تؤول اليه وذلك قياسا علي تجارب كثيرة سابقة انتهت بالفشل ذكر منها مشروع الجزيرة والسكة الحديد والخطوط الجوية السودانية .
ثم عرجت الزاوية الي المطالبة بالاعتماد علي نظام ( البوت ) – اي البناء ثم التشغيل فالتحويل – في كافة المشاريع الاقتصادية والتنموية بالبلاد ، وذلك لأنه نظام يتناسب مع الحالة السودانية ، فمن يقوم بالتنفيذ في ظله هو المطالب بالتمويل ثم الادارة قبل أن يحول المسؤولية والمنفعة الي الطرف الثاني كما تقدم . لكن ، هذا النظام علي الرغم من الميزة أعلاه إلا أنه لا يشبه الدول وخاصة تلك التي تمتلك كل المقومات والمعطيات لانجاح مشاريعها بشكل ذاتي ، فالتمويل – علي أهميته – لكنه يبقي عنصرا واحدا فقط من بين عناصر كثيرة يتطلبها النجاح في المشاريع ويتوفر معظمها في السودان .
ونقطة أخري في غاية الأهمية نشير اليها – وهي أن التوسع في استخدام هذا النظام يحوي اعترافا ضمنيا– بل صريحا – بفشل العقلية الادارية السودانية ، وهو قول لا نجزم بصحته –ونعتقد أن أسبابا اخري هي التي قادت الي تدهور وفشل الكثير من المشاريع الكبيرة بالسودان خلاف التي وردت بالمقال .
النظام الاداري الجيد الذي صنعه الانجليز قبل خروجهم من السودان ظل يشكل حماية قوية لكل المشاريع التي تركوها وراءهم بعد الاستقلال ، وأثمر كل ذلك عن فترات استقرار اقتصادي ساهمت كثيرا في إنجاح عدد من مشاريع التنمية العظيمة بالبلاد قبل أن تتدخل بعض الحكومات لاحقا وتؤثر في استقرار تلك المشاريع .
تسيس العمل الاداري والخدمة المدنية هي العلة الحقيقية التي واجهت المشاريع الاقتصادية وليس سوء النواحي الادارية ، الفساد وغياب الضمير وسوء الاخلاق كلها عوامل قادت الي الفشل في مختلف مناحي الحياة وستظل تفعل ذلك ما لم ننتبه الي أنها العلل الحقيقية وليس ضعف الادارة ، فالعقليات الادارية السودانية مشهود لها بالكفاءة والتميز اينما حلت ، وهذه الكفاءات الادارية الوطنية هي التي ساهمت الي حد كبير في النجاح الاقتصادي الذي حققته الكثير من دول الجوار، وهي ذاتها القادرة علي تحقيقها في السودان متي ما وجدت المناخ المناسب .
عماد الدين عمر الحسن
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app