أبوعاقله أماسا
* إسترسلنا في حلقتين سابقتين في بعض جوانب شخصية أبوشوتال وخلفياته كرجل إدارة أهلية وصاحب مواقف متمردة، وأنه دائماً ما كان يملك القدرة على إيصال صوته مهما كانت الظروف، وسقنا مقدمات للظروف التي أجبرت رجل إدارة أهلية بالنيل الأزرق أن يغازل قوات الدعم السريع بكل خلفياتها الإثنية والعنصرية وكثير من الإشكالات التي تضع الطرفين على النقيض، وكتبنا أنه جاء من الروصيرص في أعقاب الصدامات القبلية الدامية بين قبيلته (الهمج) وقبيلة الهوسا.. وأنه يرى أن مالك عقار وبعض رجال المخابرات كانوا وراء تلك الفتنة التي راح ضحيتها المئات من المحليين في النيل الأزرق وكيف ربط ذلك بما حدث من فتن قبلية في توقيت واحد في كسلا وبورتسودان ولقاوة والجنينة في أقصى الغرب.. وإن كنت أنا كمحاور غير مقتنع ببعض ما ذهب إليه من تحليلات، ولكنني كنت حريصاً على إثناءه عن خطته للإنضمام إلى الدعم السريع، وذلك لعدة أسباب أولها أن الصورة الذهنية للدعم السريع عندي غير قابلة للتعديل مهما بذل من جهد ومال.. والأمر هنا لا علاقة له بالإثنيات ولا القبائل لأننا لن نعترض إذا جاء أي شخص من ذات المناطق التي قدمت الدعم السريع ولكن يأتينا بالعباءة القومية ومن خلفيات ليست قاتمة كما هو حال الدعم السريع، وهذا الرأي يحتاج منا لقرون حتى نحاول مجرد محاولة لنغيره.. وسبب آخر كنت مقتنعاً به أكثر من غيري وهو أن الدعم السريع وقتها كان يحشد عشرات الآلاف من قواته للحرب بعد أن تملك قياداته الإحساس بأنهم أقوى من الجيش بالفعل وأنها لا قوة في الأرض تستطيع أن توقفهم.. لذلك فإن تحالف الطرفين هذا لا تؤمنه رؤية مستقبلية مقنعة، بل هي مجرد أنفعالات وردة فعل، ولولا الهشاشة الأمنية لتم تدارك الأمر..!
* لم أفقد الأمل في إثناء المك عن موقفه، رغم معرفتي التامة بأنه إذا عزم شيئاً لم يتراجع، حتى إذا كان موعد لقاءه بمستشار الذي لم نكن نعرف غيره وقتها (محمد مختار) سألني: هل تعرفه؟.. أجبته: حق المعرفة.. منذ أن رافق بعثة المريخ لمباريات الأهلي بالقاهرة، وأخذ الموضوع مساحة من الزمن عن أدوار الرجل في نادي المريخ ورأيي في وجود إسم حميدتي في النادي وتأثيره على المشهد المعقد من قبل.. وكنت حريصاً على حضور لقاء بين الرجلين على هامش وجبة الغداء في مطعم (البيت اليمني).. وكانت المرة الأولى التي يربط فيها مستشار حميدتي شخصيتي بإسمي.. أو هكذا استنتجت، فخاطب المك في مستهل الجلسة وكأنه يشكوني: صاحبك ده بكتب عننا كلام شين ياخي..!!
* سألته مباشرة عن الشيء الذي لم يعجبه فيما أكتب؟.. وكذا سؤال مرادف ولم أجد إجابة شافية إلا ما هو موجود في مخيلتي وهو أنهم يريدون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فقلت له أن الفكرة الأولى التي بنيت عليها قواتكم وكما هو معلوم للجميع فكرة عنصرية وقبلية وتشكل خطر على النسيج الإجتماعي وعلى قومية السودان، فاجتهد في نفي هذه الإتهامات وقال أن أبوابهم مفتوحة لكل القبائل.. حتى أبناء النوبة إن كانت لديهم رغبة في الإنضمام فالباب مفتوح أمامهم.. وطلب مني ترشيح عدد منهم كبيان بالعمل..!!
* خلال تواجدنا بمطعم باب اليمن إكتشفت وجود والي غرب دارفور الشهيد خميس أبكر بالقرب من مكاننا وكان بيننا سابق معرفة وعند خروجه وقفنا للتحية والمجاملة وكنت مستغرباً كيف أن مستشار حميدتي لا يعرف والي غرب دارفور.. فتلك الولاية كانت مسرحاً مهماً لأنشطة الجنجويد الخارجة عن القانون والإجتهادات اللاحقة محاولة للتجميل.. قبل أن تعود إلى المربع الأول بواسطة اللواء دعم سريع عبدالرحمن جمعة، والذي قامت جماعته بتصفية الوالي والتمثيل بجثته.. وهو الحدث الذي كان بمثابة نقطة تحول في الحرب الجارية وأفقد الدعم السريع تعاطف من كانوا مخدوعين فيه، وأبان أنهم ليسوا أكثر من آلة قتل وتنكيل ببني البشر، وكل إنسان ليس من بني جلدتهم ترخص روحه إلى أقل من حشرة صغيرة.. وقد أظهرت هذه الحرب كيف وأن أرخص سلعة عند تلك المجموعات هي روح الإنسان..!!
* كان اللقاء التالي مباشرة للمك أبوشوتال مع المرحوم محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع بمكتبه في القصر الجمهوري.. وعندما أصبح واقعاً، كنت قد فقدت الأمل في إثناءه عن فكرة التعاون معهم وكل ما أذكره أن اللقاء بين الرجلين قد تعثر نسبة لسفر حميدتي إلى خارج البلاد، كما أن الإرتباك والإرتجال والفوضى كانت واضحة في برامج هؤلاء الناس وتحركاتهم.. ولا شيء لا يوحي بأن الأمر يتعلق بدولة ومناصب سيادية أو أي نوع من الهيبة التي تحيط عادة بالمسؤولين والرسميين..
* خلاصة الأمر أن وجود المك عبيد محمد سليمان أبوشوتال (أبوسليمان) في صفوف الدعم السريع الآن يحتوي بالفعل على مخاطر جمة، ربما يكون الرجل قد حقق مبتغاه وأوصل رسالته.. ولكن الأخطر أن هذه المرة ربما تكون مأزقاً حقيقياً ومغامرة غير مأمونة العواقب..!!
مقال ماعندو اي قيمة غير عبارة المرحوم محمد حمدان دقلو
عبارة الغير مرحوم محمد حمدان دقلو هي مذة وحلاوة المقال
عبارة ليس لها معني هل سأل نفسه إن ما جري في دارفور منذ 2003 حتي الان
راجل بس كلامو كلو قولات