أبوعاقله أماسا
* وعدت بالكتابة عن تفاصيل إنضمام المك عبيد محمد سليمان (أبوشوتال) في مرة سابقة بعد أن راجت فيديوهاته وخرج منه حديث كثير كان مثار إهتمام الناس في الأيام القليلة الماضية ضمن مايحدث من إقتتال في الساحة السودانية، وقد يتساءل أحد عن صفتي في هذا الشأن حتى أكتب عن تفاصيل ومعلومات في هذا التوقيت.. فغير صفتي المهنية كصحفي مهتم، تربطني علاقة صداقة قديمة بالمك، تجاوزت الرياضة والمريخ الذي يعشقه بجنون، إلى حيز الأسر وامتدادات العوائل في الخرطوم والروصيرص وأبوعشر وجبال النوبه، وقد تكون دهشة كل معارفه وأصدقاءه بالغة في أن يفكر ثم ينضم للدعم السريع مع كل خلفيات الطرفين التي أعرفها تماماً، فهو مك قبيلة قبيلة كبيرة تعد من أكبر قبائل النيل الأزرق، وفوق ذلك رجل يتسم بالإتزان الحكمة وكثير من المواقف القوية التي لا أحكيها كل ما سنحت الفرصة، خاصة وأنه رجل مجتمع وسياسة وصاحب شعبية وثقل في منطقته..!!
* للرجل تأريخ رياضي لابد لي من المرور به قبل الدخول في موضوع إنضمامه ومجموعته للدعم السريع، فهو إداري فذ تدرج في العمل من أندية منطقته الروصيرص حتى مجلس إدارة الإتحاد السوداني لكرة القدم، مروراً بالإتحاد المحلي لكرة القدم بالدمازبن، كما سبق له أن قاد بعثة المريخ إلى رواندا لمواجهة (التاكسي) في الدور الأول في البطولة الأفريقية.. ثم تقلد منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة مالك عقار قبل 6/6/2011، ثم مستشاراً لوالي الخرطوم وقد عرف بمواقفه الصلبة والمتعنتة أحياناً، ورغم أنه خرج مع مالك عقار بعد تمرد 6/6، ولكن المهم هنا أن بين الرجلين عداء تأريخي واحتكاكات مشهودة ربما لأنهما زعيمين قبليين في النيل الأزرق حيث يعتبر أبوشوتال من زعماء قبيلة (الهمج) القبيلة التأريخية الأكبر عدداً في الإقليم، بينما يتزعم عقار (الإنقسنا).. والصراع بينهما صراع نفوذ ومواقف قديم متجدد له تأثير مباشر في قراره لاحقاً بالإنضمام للدعم السريع..!!
* نشاط أبوشوتال الإقتصادي في السنوات الأخيرة إنحصر في الزراعة وله دور وتجربة رائدة في تطوير قطاع الزراعة في مشاريع النيل الأزرق المطرية من قطاع محدود الإنتاج إلى مايشبه الإنفجار في أرقام الإنتاج في السنوات الأخيرة، وبفضل إدخال الميكنة الزراعية والتقنيات الحديثة توسع المزارعون في المساحات المزروعة وحققوا أرقاماً غير مسبوقة في الإنتاج.. منا عزز أوضاعهم الإقتصادية..!!
* في السنوات الأخيرة لم ينقطع الإتصال معه، وفي الغالب نلتقي عند زيارته للخرطوم وننسق معاً في حركة الزيارات للأهل والأصدقاء، لذلك كنت على علم بزيارته التي أعقبت الأحداث الدامية بين قبيلته وقبيلة الهوسا بمناطق النيل الأزرق، وكنت متواصلاً متواصلاً أيضاً معه إبان تلك الأحداث ولكن عندما أبلغني بأنه بصدد زيارة الخرطوم كنت متحمساً لهذا اللقاء لمعرفة تفاصيل ما حدث بينهم والهوسا، لعلمي التام بمتانة العلاقات الإجتماعية التي تربطه بأفراد من الطرف الآخر.. ولمعرفتي التامة بأن القبيلتين في الأوضاع الطبيعية محبتين للسلام والتعايش.. وبالفعل.. عندما وصل إلى الخرطوم أبلغني بأنه نزل بفندق (إيواء) بشارع النيل فأسرعت لزيارته لمعرفة تفاصيل ما جرى هناك من أحداث طاحنة ومن ثم سبب الزيارة نفسها، فقد كان لدي إحساس بأنها زيارة عمل.. وعمل مهم للغاية وسيكون وراءها الكثير..!!
* المك أبوشوتال رغم مواقفه الصلبة والقوية وملامحه الجادة إلا أنه رجل طيب وعاطفي للحد البعيد، يتميز بعلاقات حميمة مع أصدقاءه وأبناءه وأبناء ولايته، ومن حيث الإنتماء السياسي تقلب في المواقف.. فهو في الأصل رجل قوات مسلحة وسبق له أن عمل في شبابه كضابط صف بالفرقة الرابعة مشاة بشندي، قبل أن ينضم للحركة الشعبية ومن ثم عاد بإتفاقية بينه وحكومة الإنقاذ.. ثم خرج مع مالك عقار في أحداث ٢٠١١ مع نخبة من وزراء ومعتمدي تلك الحكومة ولم يكن معظمهم أعضاء مؤصلين بالحركة الشعبية خاصة أبوشوتال وصديقه وبن منطقته الأستاذ/شكري محمد علي (معتمد الروصيرص الأسبق).. لذلك عاد أبوشوتال قبل الثورة واستقر بالروصيرص إلى اندلاع ثورة ديسمبر.. وفي هذه الناحية يمكن تصنيف الرجل بالمواقف أكثر من الإنتماء لحزب محدد..!!
الحلقة القادمة نخصصها لقرار إنتماءه للدعم السريع وكيف تم..!!؟
قد يعجبك أيضا