الموسيقار “عوض أحمودي : أي زول عايز يدخل الفن يعاين القبلو وقفوا وين ويبدأ
241
مشاركة المقال
الموسيقار “عوض أحمودي : أي زول عايز يدخل الفن يعاين القبلو وقفوا وين ويبدأ
(ما ضليت)!! “برعي محمد دفع الله” هو الذي دفعني إلى هذا الطريق
حوار ـــ محمد جمال قندول
بين الإعاقة والفن أكثر من جسر، وهنالك فنانون ارتحلوا بإبداعاتهم نحو عوالم المعاقين يواسونهم بالكلمة والريشة والأغنية والتمثيل، وآخرون تغلبوا على إعاقتهم ونهضوا ليعبروا عن أنفسهم ومجتمعاتهم بفنون لا تنتمي لتصنيفات (معاق وسليم).. وفي هذا الجانب يبرز الموسيقار “عوض أحمودي” الذي تحدى إعاقته وهزمها، وإن كان قد فقد بصره لكنه بقلبه الكبير يرى الجميع.. التقينا عوض “أحمودي” في حوار كشف من خلاله عن الكثير من تفاصيل حياته، وتحدث مطولاً عن مشاركته في برنامج (أغاني وأغاني).. فإلى مضابطه..
{ بداية كنت من ضمن المشاركين في برنامج (أغاني وأغاني).. ما هي تقديراتك للنسخة المنصرمة منه مؤخراً؟
ـــ على المستوى الموسيقي التنفيذ كان عالياً إضافة إلى جمالية الأستوديو الجديد الذي في نظري كان مميزاً بكل شيء، أضف إلى ذلك أن النسخة الحالية لها وقع خاص، حيث طغى عليها الجانب الاحتفائي بمرور (10) أعوام على البرنامج. وإن كان من الأشياء البارزة غياب عميد الفنانين بالبرنامج “جمال فرفور” لظروف وفاة والدته.
{ على مدار (10) أعوام كنت من المشاركين الدائمين في البرنامج.. فماذا أضاف لك؟
ــــ أضاف لي الكثير بلا شك، وهو برنامج يحظى بنسبة أعلى مشاهدة في رمضان كل عام، وله جانب إيجابي مقدر بأنه ساهم في انتشار الأغنية السودانية والتوثيق لها.
{ على عكس حديثك فإن البرنامج طالته الكثير من الانتقادات التي وصلت مرحلة المطالبة بإيقافه؟
ـــ الجديد مطروح في النسخ المقبلة له. ولكن انتقاد البرنامج أكبر دليل على نجاحه، وإذا لم يخلق النجاح لما وجد الانتقاد والتعليق. وإن كان أسفي على أن المنتقدين لا يتحدثون عن إيجابيات البرنامج، وأنا عبر هذه المساحة أوجه لهم رسالة بأن عليهم أن يكونوا أكثر عقلانية في طرح الانتقاد الذي يلامس جوهر البرنامج.
{ هل تتحدث بعاطفتك كونك من ضمن المشاركين؟
ـــ لا.. العفو.. أنا فقط أتحدث بالمنطق وبعيداً جداً عن التقييم عبر العواطف.
{ أغلب المشاركين بالبرنامج من الفنانين جنحوا إلى الظهور بأزياء وصفها الكثيرون بــ(المشاترة) وآخرون بــ(المستفزة) وغيرها.. ما تعليقك؟
ـــ في رأيي الشخصي أن على الفنان أن يكون منضبطاً في كل شيء يتعلق به.. من فنه وحتى لبسه.. وأن يعكس شخصية متكاملة، لكننا بشكل عام أمام فنانين شباب لا نستطيع أن نقف ضد ما يختارون.
{ تقييمك للساحة الفنية بشكلها الحالي؟
ـــ فيها حراك طبيعي، وحسب معرفتي بها ألاحظ النشاط المكثف خاصة من الفنانين الشباب في إخراج جديدهم.
{ لكن ثمة جدلاً وتكراراً دائماً في جزئية انتقاد الفنانين الكبار للصغار.. ما رأيك؟
ـــ الكبار كانوا صغاراً.. لكني أعتقد أنه يجب عليهم التركيز على الإتيان بجديد يذكر لهم. وأنا ضد التقليد الدائم عبر أعمال الغير.
{ فنان شاب ترى فيه شخصية فنية عظيمة مستقبلاً؟
ــــ “حسين الصادق”.. هذا الشاب مجتهد جداً وأنا معجب بنشاطه، فهو يعمل بقناعة دائمة أن الفن وظيفته الدائمة، لذا يعطيها وستعطيه أكثر وأكثر في قادم المواعيد.
{ تظل من الذين استطاعوا تحدي الإعاقة والتغلب عليها لتصبح واحداً من أفذاذ الموسيقيين في البلاد.. ماذا أنت قائل في هذه الجزئية؟
ـــ ظروف كثيرة خدمتني لأهزم الإعاقة، خاصة المراحل الأولى بحياتي، ولم تفرض عليّ أسرتي قيوداً للبقاء بالمنزل كوني كفيفاً، وكنت أخرج للعب مع الأطفال وتشبعت بطفولة عادية جداً خلقت لديّ الثقة وبناء شخصية متوازنة.
{ الأغنية السودانية لم تخرج من إطار محليتها.. كيف تنظر إلى هذا الجانب؟
ـــ أنا زرت عدداً كبيراً جداً من دول أوروبا وخلال مشاركتي في أكثر من (31) حفلاً برفقة الفنان “عبد القادر سالم” خارج حدود الوطن، وجدت الاحترام والانتشار للأغنية، ومدحها والإشادة بالتنوع الثقافي الموجود فيها.
{ لكن على المسارح العربية غائبة.. ألا توافقني في هذا؟
ـــ اتفق معك.. غائبة لأسباب متفاوتة أبرزها أن العرب يتعللون بأن اللغة العامية لدينا سريعة، أضف إلى ذلك أن الأغنية لكي تحظى بقبول إقليمي وتنتشر يجب تكثيف خدمتها عبر الدولة، لأن ما يحدث حتى الآن للارتقاء بها هو جهود شخصية لفنانين.
{ “عوض أحمودي”.. ماذا يتذكر من بداياته؟
ـــ بداياتي كانت في العام 1994م بالإذاعة، وأذكر أنني أتيت إليها لإجازة صوتي، ومنها انطلقت في الوسط الفني وعزفت خلف كل الفنانين الذين صادفتهم، الراحلين منهم والحاليين، من كبار وشباب.
{ بين مسارح العاصمة المختلفة وأنت تعزف.. مَن مِن الفنانين له بعد خاص لديك؟
ـــ هم حقيقة كثر، لكن استمتع جداً بالعزف خلف الفنان “عبد القادر سالم”، والراحل المقيم الفنان “محمد وردي” على مدار (10) أعوام، والراحل الفنان “التاج مصطفى”، و”الكابلي”، و”حمد الريح”.
{ البعض دائماً يردد أن “أحمودي” أتى ليكون فناناً وضل الطريق نحو العود؟
ـــ أنا (ما ضليت الطريق)، لكني في تلك الفترة التي ولجت بها الساحة الفنية كان الفنانون كثر، والعواد واحد، لذا وبوصية غالية من الراحل “برعي محمد دفع الله” ركزت في العود، والحمد لله أضاف لي الكثير.
{ رياضياً.. من تشجع؟
ــ هلالابي على السكين.
{ وفي السياسة؟
ـــ السياسة بحر كبير أتناولها كمتلقٍ فقط لا أكثر ولا أقل، وليس لديّ أي انتماء حزبي.
{ الرحيل؟
ـــ كثير من الأعزاء رحلوا، منهم “وردي” و”محمدية”.. والرحيل تعريفه لديّ مرير.
{ الحب؟
ــ إكسير الحياة.
{ المرأة؟
ـــ كل الحياة.
{ نصيحة فنية تهديها عبر هذه المساحة؟
ــ أي زول عايز يدخل مجال الفن يعاين القبلو وقفوا وين ويبدأ.