النابى..ضجيج بلا طحين

كورة سودانية

في كرة القدم والرياضة عموماً  كما في عديد المجالات تختلط  مقاييس الفشل وتتعدد بينما يتفق الجميع  على معايير النجاح فالمجتهد ناجح وان فشل اما الفاشل بغير اجتهاد او حلول فهو فاشل متقاعس يحاول تبرير فشلة وتغطيته باساليب مختلفه منها استغلال الاعلام وتجده يتصدر صدر الصفحات الأولى للجرائد وينظِّر في مختلف القنوات التلفزيونية..

ما حدث فى مباراة المريخ امام الاهلى امس والهزيمة القاسية التى تجرعها المريخ يدل على فشل فنى ذريع بطله مدرب فاشل اكثر من التصريحات فلم ندخل لأى موقع او قناة الا وجدنا تصريح لملك التصريحات التلفزيونية والاسفيرية نصر الدين النابى الذى كرس جهده فى الظهور الاعلامى اكثر من التركيز على قفل الشوارع الدفاعية..ثلاثية قاسية ستسجل فى تاريخ المريخ الى الابد.

يصرف المريخ على مدرب ومساعد مدرب ومساعد ثانى ومعد بدنى ومدير كرة ومحلل فنى وجيش جرار من المساعدين والنتيجة هى تفريط وافراط وهزيمة بطعم العلقم امام فريق لعب باسمه ولم يكن ذلك البعبع المخيف الذى لايقهر بينما كانت كل حلول القائد الفنى للفريق نصر الدين النابى خاطئة بدءاً من ادخال احمد تمبش قليل الخبرة فى المباريات الافريقية وانتهاءاً بتاخر دخول البدلاء المؤثرين فى الوقت المناسب.

انحصر تفكير المدرب في المشكلة ولم يفكر فى الحل لوقف سيل هجمات الاهلى فترك محمد مجدي أفشة ومحمد كهربا والزامبى والتير بواليا دون رقابة فكانت حركتهم داخل ملعب المريخ دون حسيب او رقيب بل سهل من مهمتهم بتقدم هجومى لم يملك مقوماته فكانت عرضيات الاهلى تنتهك حرمات منطقة المريخ فى غفلة من المدرب وكتيبته الفنية المرافقه ففشل فى الدفاع والهجوم معاً

لم تعد كرة القدم   جلداً “منفوخاً” تتقاذفه أرجل اللاعبين هنا وهناك بل هي مهنة وحرفه يقتات منها الآلاف حول العالم وتدر المليارات لكثير من الافراد وحتى الدول لذا برزت سياسة الحساب والجزاءات فى حال النصر والهزيمة بل اصبحت جزء من البنود التى تسجل فى العقود التى تحكم العلاقة بين النادى ومدربه ومحترفيه ونحن فى السودان نسمع ونرى الكثير من الحوافز للاعبين والمدربين ولم نسمع بجزاء وغرامات على المتقاعس منهم.

بعد هذه الهزيمة يحق لنا ان  نتساءل مَن المسؤول المباشر عن اختيار “نصر الدين النابى” مدرباً للمريخ وهو مدرب فاشل بكل المقاييس؟ ما هي معايير التعاقد مع المدربين؟  ولماذا لا يقال فوراً هذا المدرب “الجبان” الذي اضاف تاريخ اسود لسجلات النادى بنفس ثقافة الحوافز والجزاءات بعد ان نجح بامتياز فى اضافة هزيمة تاريخية لارشيف المريخ الناصع.

لماذا تم استقدام النابى ويدفع له بالعملة الصعبة ليخسر بثلاثية فى مبارة مرئية فى جميع انحاء العالم ولماذا لايستعان بالمدربين الوطنين ان كنا خانعين للهزائم وموقنين بتفوق الآخريين علينا وماهى الصعوبة فى فرض الرقابة على ثلاثه لاعبين من الاهلى المصرى ليحد من خطورته ويقلل من ديناميكية هجومه بدلا من التمترس الدفاعى والاندفاع الهجومى الذى كشف ظهر الفريق تماماً ليتبارى افشا وكهربا وبواليا فى تسجل اهداف من اخطاء التساهل مع الكرات العرضية التى دخل بها مدرب الاهلى فى الشوط الثانى كورقة لخلخلة متاريس النابى المتضعضه.

خسر المريخ ولم يخسر النابى الذى لم يستحى بأن يصرح بانه تعلم درس من هذه المباراة فان كنت اتيت لنا لتتعلم فاذهب حيث شئت لتتعلم فقد استقدمناك خبير  لتعلمنا لا تلميذ لتتعلم على حساب تاريخنا وسمعتنا وان كنا سنعطى دروس ودورات فلتكن لمدربينا الوطنيين الذين سيتفيد منهم السودان في المستقبل.

قد نكون قسونا على المدرب نصر الدين النابى لحداثة تجربته ولكن ليس له العذر فى عدم معرفته بامكانيات لاعبى المريخ فى وجود مساعد مدرب ومحلل تقنى يجب ان يكونو ملكوه كل صغيرة وكبيرة عن لاعبيه  و لن نجد له العذر فى عدم تقفيل مفاتيح لعب الاهلى برقابة جاثمة تحد من الخطورة وتريح الجبهه الدفاعية  ولن نجد له العذر فى تأخير التبديلات الى وقت صعب فيه التدارك والتعويض ولن نجد له العذر فى كثرة الحديث لكل من حمل قلماً وقرطاساً…