العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال بين التاريخ والقرار… من يصنع الغد؟
من شهادة سبت دودو إلى واقع الاتحاد المنكوب… حين يغيب الفعل ويتكلم الصمت!**
في الأيام القادمة، سأفتح معكم صفحات من التاريخ الحقيقي لكرة القدم السودانية، سلسلة توثيقية دقيقة يرويها صقر السودان وحارس مرمى الهلال والمنتخب القومي **سبت دودو**.
سلسلة ليست مجرد حكايات من زمن جميل، بل شهادة من رجلٍ عاش الأحداث ورآها بعينه، لتصحيح كثير من المغالطات التي التصقت بتاريخ **الهلال والمريخ**، وإعادة الأمور إلى نصابها من لسان شاهدٍ على العصر.
انتظرواها… فالتاريخ سيُكتب كما كان، لا كما حُكي.
أما الحاضر، فالهلال هو العنوان الأول.
الفريق يعيش مرحلة مفصلية تحتاج إلى **تكاتف الجميع**، لأن ما يُبنى الآن يحدد مستقبل النادي لسنوات قادمة.
المدرب **ريجيكامب** يعمل في ظروف دقيقة، ورأي الجماهير فيه ما زال منقوصًا، لأن التقييم الحقيقي لا يأتي من مباراة أو اثنتين، بل من مسارٍ كامل يتضح في قادم الجولات، وأولها مواجهة “البوليس” القادمة، التي ستكون **معبراً حقيقياً** لقياس تطور العمل داخل الفريق.
لكنّ ما يقلق أكثر من نتائج المباريات هو **صمت المجلس**.
فالهلال لا يُدار بالصبر فقط، بل بالمتابعة والمساءلة والمشاركة الفاعلة.
في المجلس كفاءات جديرة بالثقة، تمتلك الفكر والخبرة، ولا يشترط أن تمتلك المال لتصنع الفرق، لكن المطلوب أن تُمنح الفرصة لتتحرك وتشارك.
أما أن يظل القرار محصورًا في يد شخص واحد، فذلك ما جرّنا إلى تكرار الأخطاء ذاتها.
والقول الفصل هنا عند **الرئيس هشام السوباط**، فهو من يملك مفتاح التغيير، وهو المسؤول عن تحريك المجلس وتفعيل أدواره، لأن ترك الأمور بيد العليقي وحده يعني أن التجربة الماضية تُعاد بنسخة جديدة.
وبينما يحاول الهلال تصحيح مساره، يعيش **المنتخب الوطني** ذات المعاناة ولكن على نطاق أكبر.
ضاع حلم التأهل إلى كأس العالم بسبب **ضعف الإدارة وسوء التنظيم** لا ضعف اللاعبين.
نملك المواهب، لكن نفتقد النظام.
نمتلك الشغف، لكن نفتقد الخطة.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه دول صغيرة مثل الرأس الأخضر إلى المونديال، ما زلنا نقف في ذات المحطة نبحث عن أعذار، ونُقنع أنفسنا أن “الحظ” هو من ظلمنا!
اتحاد الكرة يعيش في دوامة من التردد والوعود المؤجلة، لا محاسبة، ولا تخطيط بعيد المدى، ولا إحساس بالمسؤولية تجاه اللعبة.
بل وصل الإهمال حدّ أن يُصاب **الحكم الدولي صديق الطريفي** ويُترك يعاني بلا علاج ولا اهتمام، نموذج مؤلم يختصر حجم التجاهل الذي يضرب جسد الرياضة السودانية من رأسها إلى قاعدتها.
**اضحك مع الاتحاد**
في اتحادنا العجيب، المواعيد “كروية” — تبدأ بالصافرة وتنتهي بالبلنتي!
الحكم مصاب؟ الرد: “أرسل خطابك القديم”!
المنتخب خسر؟ السبب “التحكيم”!
والتحكيم مريض؟ السبب “المنتخب”!
دوامة كوميدية لا تعرف أين الخطأ، لأن الجميع في إجازة دائمة من المسؤولية.
أما الإصلاح، فهو مثل “VAR” في ملاعبنا… موجود في التصريحات فقط!
**كلمات حرة**
* الهلال لا يحتاج إلى “مسكنات إعلامية” بل إلى قرارات شجاعة تُعيد الانسجام للمجلس وتمنح الفريق استقراره.
* المنتخب لن يتقدم طالما يُدار بمنطق المجاملة والتجريب لا بمنهج الدولة والمؤسسات.
* الاتحاد العام مطالب بأن يتعلم أن الإنسان قبل المباراة، وأن الحكم المصاب ليس رقماً في كشف النسيان.
* والسوباط أمام لحظة اختبار حقيقية: إمّا أن يقود الهلال بالقرار، أو يتركه للريح تعبث بمستقبله.
* والموعد قريب… مع **سبت دودو**، حين يتحدث التاريخ دون تجميل أو تبرير.