هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الهلال حقق الأهم .. النقاط أولاً والأداء لاحقاً
ـ حقق الهلال فوزاً ثميناً على مازيمبي الكونغولي في مجموعات دوري أبطال إفريقيا وهو انتصار نصفه ب(الضروري) أكثر من كونه (مقنعاً) ورغم هذا الإنجاز لم تسلم الإدارة الفنية بقيادة فلوران من سهام النقد حيث يرى البعض أن الأداء كان دون المتوقع وأن الفريق لم يظهر بالصورة التي تعكس قوته الحقيقية.
ـ انقسم الجميع بين جمال الأداء وحسم النتائج وطالما أثارت جدلية (الأداء مقابل النتيجة) حواراً بين عشاق الكرة السودانية والهلال نفسه مر بفترات كان يسيطر فيها على المباريات ويقدم عروضاً ممتعة وأداءً مذهل لكنه كان يخرج خالي الوفاض مكتفياً بالإشادة بجمال أدائه لكن في النهاية يخسر وتذهب النقاط للخصم ونقول خرجنا من المباريات برؤوس مرفوعة وطرنا ب(شرف) ولعبنا مبارة جميلة وفي النهاية لا نصل للبطولات وبلا إنجازات وبعد مواجهة مازيمبي التي خرج الهلال فيها بنتيجة إيجابية لم تهدأ الانتقادات وخصوصاً نحو المدرب فلوران مع أنه حقق النتيجة المرجوة وهي الفوز والحصول على النقاط.
ـ في مرحلة ما يصبح التركيز على أهمية النقاط مهماً حتى وإن جاء ذلك على حساب متعة الجماهير.
ـ في كرة القدم تبقى النتائج هي المحفوظة في الأرشيف بينما تتلاشى تفاصيل الأداء مع الزمن. جماهير المريخ مثلاً تفتخر بكأس مانديلا حتى اليوم رغم أن أحداً لا يتحدث عن تفاصيل الأداء في تلك البطولة إذاً يبقى الإنجاز وتُنسى التفاصيل.
ـ يجب أن نعلم أن الأداء الجميل وقتي ولا يدوم ونستمتع به في لحظات المباراة والنتائج تصنع التاريخ وتبقى محفوظة في الأرشيف على مر الأجيال.
ـ الكرة التجارية هي السائدة الآن لأنها تركز على النتائج والإنجازات التي تُسجل في التاريخ بينما الكرة الجمالية رغم متعتها اللحظية تظل بلا قيمة إذا لم تترجم إلى بطولات ما الفائدة من الأداء الممتع إذا كانت النهاية خسارة ..؟ كرة القدم الحديثة لا تعترف إلا بمن يحقق الألقاب لأن الجماهير والإدارة لا تحتفل بالجمال بل بالكؤوس والإنجازات التي تبقى شاهدة على عظمة الأندية عبر الأجيال.
ـ قدم لاعب الهلال الأسبق السادة قراءة وملخصاً تحليلياً لمباراة الهلال ومازيمبي أكد فيه أن فلوران استخدم الأسلوب الأنسب أمام مازيمبي حيث اعتمد على القوة البدنية في المحور والتغطية الدفاعية المنظمة بينما أظهر الفريق تطوراً تكتيكياً واضحاً وهو ما ساهم في حصد النقاط.
ـ مباراة الهلال القادمة أمام مولودية ستكون اختباراً صعباً وتتطلب عملاً جاداً من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين خاصة في ظل الضغط الكبير الذي تفرضه هذه المرحلة من البطولة.
ـ ربما لم يكن الأداء في مباراة مازيمبي مثالياً لكن الهلال نجح في تحقيق المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من البطولة ويجب على الجماهير والإعلام أن يكونوا داعمين للفريق مع الأخذ بعين الاعتبار أن البطولات تُكسب بالنقاط وليس بالأداء فقط والمهم الآن هو البناء على هذا الفوز والاستعداد للمواجهات القادمة بعقلية تحقيق النتائج لأن التاريخ يكتب بالنقاط لا بالأداء.
ـ علينا أن نترك الخبز لخبازيه ونعطي الجهاز الفني واللاعبين الثقة والدعم الكامل بدلاً من الانشغال بالتنظير والانتقاد غير البناء. المرحلة القادمة تحمل تحديات كبيرة تحتاج إلى التكاتف بين الجميع من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير والتركيز يجب أن يكون على دعم الفريق لتحقيق الأهداف والطموحات لأن الانتقادات في غير محلها تشتت الجهود وتضعف المعنويات فالهلال الآن في وضع يحتاج إلى العمل بروح واحدة لأن البطولة لا تحسم بالكلام بل بالجهد والعمل والتضامن.