العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال في افتتاح النخبة… الوطنيون في الميدان والغائبون في حماية الإدارة!
يفتتح الهلال عصر اليوم مشواره في دوري النخبة بمواجهة المرغني كسلا، الفريق الشاب الذي يضم لاعبين صغارًا جلّهم لا تتجاوز أعمارهم التسعة عشر عامًا، في تجربة جريئة وجديدة لهم في بطولة الكبار.
لكن المفارقة أن الهلال نفسه، يدخل اللقاء منقوصًا، لا بسبب الإصابات أو الإيقافات، بل بقرار إداري غريب! غياب كامل للمحترفين الأجانب، وبإذن رسمي من القطاع الرياضي… ليجد الفريق نفسه بلا دكة بدلاء حقيقية، ولا أوراق رابحة، إلا الوطنيين الذين ظلوا مهمّشين طوال الموسم، ثم طُلب منهم فجأة أن يحملوا راية الهلال في أهم مراحله!
هذا الواقع يجعلنا نضع كامل ثقتنا في الكوتش خالد بخيت، وفي كوكبة أبناء الهلال الذين تولوا المهمة بكل تجرد، و”شالوا الشيلة” في غياب الكبار، ووسط إدارة تتفرج، وقطاع رياضي يوقّع إذن الغياب بدلًا من أن يُحفّز الحضور!
ومن هنا… تبدأ الحكاية الأعمق.
والأسئلة تتكاثر…
عوض طارة، نائب رئيس القطاع الرياضي، موجود بالسودان! نعم، الرجل في البلد، والبِعثة في الشمال، لكن لا حراك ولا حركة، لا حضور ولا حتى اتصال!
فهل ينتظر إذن خروج الهلال ليظهر في المنصة بكلمات الشكر والتبرير؟
إن كان ممنوعًا من الذهاب بأمر المجلس، فتلك مصيبة، وإن كان غيابه خيارًا شخصيًا، فالمصيبة أعظم.
عضو مجلس إدارة، مسؤول عن قطاع رياضي، في عزّ المنافسة، والهلال يلعب من دون أجانب، ومن دون بدلاء، والمعسكر بلا دعم… والرجل صامت؟
ما يدور داخل الهلال أصبح لغزًا، وفك شفراته يحتاج لشيخ طريقة، لا لسكرتير نادي!
الهلال اليوم يشارك في واحدة من أصعب محطات موسمه: دوري النخبة…
لكن من يلعب؟ من يقاتل؟ من يحمل هذا الكيان الثقيل على أكتافه؟
لا الإدارة، ولا سوباط ، ولا العليقي… بل أبناؤه الذين اعتبرهم البعض “تكملة عدد”، فإذا بهم يتحولون إلى عصب الفريق وسنده وبوصلته!
في لحظة فراغ إداري مخجل، وصمت يُشبه التواطؤ، ظهر أبناء الهلال الحقيقيون ليرتقوا ما مزقه “مشروع” العليقي. ظهروا دون ضجيج، ودون لقطات، ولا “بوسترات شكر”… ظهروا لأنهم يعرفون الهلال، ويحبونه، ويعرفهم جمهور الهلال الحقيقي.
مدير الكرة عبدالمهيمن الأمين، ترك موريتانيا التي شارك فيها الهلال، وعاد مباشرة إلى الخرطوم، ثم إلى ملعب الهلال، ثم شمالًا نحو عطبرة والدامر، يتابع المعسكر، يستقبل اللاعبين، ويهيئ الأجواء. لا منصات، فقط عمل بصمت.
ومن خلفه… خالد بخيت، الرجل الذي رفض عروضًا كثيرة، أبرزها من فلوران، ليبقى مع الهلال مدربًا مؤقتًا، ومصلحًا دائمًا!
رفقة كوتش ياسر كجيك، وكوتش عمار مرق، وكوتش قبيلة… كوكبة وطنية تعرف وجع الهلال وتقاتل حُبًا لا منصبًا.
أما الكارثة الأكبر، فهي التكديس الغبي لأكثر من 12 لاعبًا أجنبيًا تم تسجيلهم خلال الموسم، ثم تهميش الوطني بالكامل، لا يُمنح ثقة، ولا يُستثمر فيه، ثم حين فشل المشروع وغاب الأجانب… يُطلب من الوطني أن يتحمّل الفاتورة وحده!
ثم يأتي رامي كمال نائب الأمين العام، الذي غاب عن كل المراجعات، ليكتب مقالًا عاطفياً في صحيفة النادي عن “التحوّل إلى شركات مساهمة”، وكأن الهلال انتهت مشاكله الفنية والإدارية!
الرجل كتب عن الرؤية والتمويل، وتناسى أن الفريق غارق في مشروع فاشل بدأ بتسجيلات مضروبة، وتكديس أجانب بلا جدوى، وصرف بلا رقابة… لم ينتقد العليقي، ولم يُطالب بمحاسبة، فقط كلام إنشائي عن المستقبل!
وهو ذاته رامي كمال، من قاد أحد أسوأ الملفات: ملف الروابط الخارجية، التي تحولت إلى مجرد لافتات وصور سفر بلا معنى، دون شفافية أو معرفة بالمال الداخل أو الخارج. وهذا ملف لن يُغلق.
أما السوباط، فغائب… والعليقي؟ صامت.
لكن المجلس فيه كفاءات… فقط يحتاج لمن يمنحهم الضوء الأخضر.
الشكر الحقيقي؟
لمدير الكرة عبدالمهيمن، والمدرب خالد بخيت، وكوتش كجيك، وكوتش عمار مرق، وكوتش قبيلة، ولكل أبناء الهلال البقولوا:
**”نحن لها… حتى لو الناس الكبار اتفرجوا من بعيد!”**
** كلمة حرة أخيرة:**
قالوا: “ستة محترفين في الطريق”… وكأنو الهلال ناقص طوفان!
كملوهم تمنتاشر أجنبي، بس بعدين ما تقولوا حليلك يا رؤوفا!”
أما مطبلاتية القروبات؟ فحالهم كما قالت الأغنية:
**”تصوّر حالنا كيف بعدك… وكيف فاضت مآقينا…”**
ليت الإداري يرحل بعد ان خلّف ناديًا مشلّع… لكن المصيبة إنو لسه قاعدين يغنوا، ويزغردوا في ذكراه!