صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال… لا يصنع المجد فقط، بل يحميه!

138

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلال… لا يصنع المجد فقط، بل يحميه!

في زمنٍ تتهاوى فيه الخرائط، وتنهار فيه المؤسسات، وقف الهلال شامخًا كالجبل… *لا يهتز ولا يلين.*
ثلاث سنوات من الحرب والدمار، والهلال لم يختفِ، لم يعتذر، لم يهرب.
صمد الفريق، واصل، قاتل، فاز، ورفع الرأس عاليًا… بينما غيره توارى خلف خطاب انسحاب.
الهلال، الذي شقّ طريقه وسط الركام، تأهل إلى ربع نهائي الأبطال، وخرج لا لضعف فني، بل لمدربٍ خانته الشجاعة. رحل الرجل، وبدأت مرحلة جديدة بمدرب يفهم قيمة اللاعب الوطني، ويقنّن وجود الأجانب حسب الحوجة لا العرض والطلب.
وفي أرض موريتانيا، حيث لا صوت إلا لصدى العزيمة، توّج الهلال بالدوري، بطولة كاملة، حاول البعض تسميتها بالشرفية، لكنها في حقيقتها بطولة *استحقاق لا هدية.*
ثم جاءت بطولة النخبة، فشارك رغم الصعاب، وحسمها في *مدينة الدامر* بنجومه الوطنيين، وأهدى جماهيره لقبًا جديدًا يضاف لسجله الذهبي.
وقبل كل ذلك، *دوّى المجد في الدامر… برباعية تاريخية في شباك المريخ.*
رباعية ليست مجرد مباراة، بل درس في فن الهيبة، تُدرّس وتُروى للأجيال.
واليوم… الهلال في بورتسودان، ينتظر النهائي، و*المريخ يطلب تأجيلًا بعد انسحابٍ موثق بخطاب رسمي وسرحان لاعبين!*
طلبٌ يعكس ارتباكًا، لا رغبة في منافسة.
لكن مهلاً…
في نهائي الدمازين، الهلال كان يمر بفراغ إداري، وطلب تأجيلاً لـ24 ساعة، فرفضه المريخ وتُوّج بالكأس دون رحمة!
فهل يُطلب من الهلال اليوم أن يكون أكثر رحمة ممن لم يُراعه سابقًا؟
هل يتحوّل الهلال إلى مُسعف طوارئ يُرمّم قرارات المريخ المرتجلة؟
الهلال لا يُدار بالعاطفة، بل بالعقل والمبدأ. والنهائي يجب أن يُقام في موعده، احترامًا للقانون، لا لمزاج فريق ارتبك بعد رباعية الدامر.
*الهلال لا يصنع المجد فحسب… بل يحميه من العبث!*
ومن يكتب خطاب الانسحاب، عليه أن يلتزم به.
*كلمات حرة:*
* الزعامة لا تُطلب… تُنتزع.
* من يهرب لا يُكافأ.
* الهلال ليس منقذًا لاتحاد عاجز، ولا جسرًا لفريق هارب.
* التاريخ لا ينسى من سلّم الكأس… ومن صنع الكؤوس.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد