صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

“الهلال ما ناقص دلوكة… والمريخ ما ناقص دموع”؟

10

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

“الهلال ما ناقص دلوكة… والمريخ ما ناقص دموع”؟

بكائيات الوالي… الهلال يمضي والمريخ رهين الذكريات إلى أين؟

راسلني صديق مريخابي معاتبًا: لماذا لا تكتب عن المريخ يا صديقي؟ أراك تحصر قلمك في المنتخب والهلال فقط، ونحن نتابع كتاباتك عبر الصحف وهي دائمًا تجهر بالحقيقة، لكنك تغفل نصف القمة الآخر.
قلت له: وهل قبل المريخاب بالحقيقة أصلًا؟ الحقيقة أن المريخ اليوم أسير صراعات داخلية لا تنتهي، من لجان تسيير متكررة إلى خلافات بين سوداكال ومجموعات أخرى، والنتيجة نادي عريق بلا استقرار. نادٍ كان يفترض أن يكون سندًا أساسيًا للمنتخب، وندًا مكتملاً للهلال، فإذا به يترنح ويعيش على ذكريات الأمس فقط.
المؤلم أن الحديث المريخي لم يعد يخرج من إطار أربعين عامًا من التاريخ، وكأن النادي يعيش على صور قديمة يحاول البعض تسويقها اليوم. بينما الواقع يؤكد أن الفارق مع الهلال ازداد، وأن “أبو شريعة” بينهما أصبح عريضًا، وعلى المريخاب أن يعترفوا قبل أن يطالبوا الآخرين.
مع ذلك، لا يمكن أن ننكر أن خطوة اختيار لجنة جديدة للمريخ تمثل بارقة أمل، لأنها جاءت من أطياف متعددة بعيدًا عن قوالب الانحصار التي قتلت النادي طويلًا. إن تكاتف المريخاب اليوم هو الضمان الوحيد للعبور إلى بر الأمان، لأن الموسم المقبل سيكون صعبًا، ولا مجال فيه للمجاملات.
الهلال من جانبه مر برؤساء كثيرين: الأرباب، البرير، الكاردينال، السوباط… وقبلهم البابا رئيس الرؤساء. لكن الهلال لا يعيش على ذكرى أحد، ولا يبكي على أطلال ماضٍ، بل يمضي مهما كانت الأخطاء والعثرات، لأن الهلال أكبر من الأفراد.
ما نحتاجه اليوم، في المريخ والهلال وكل أنديتنا، هو التخلص من الرأسمالية التي أرهقتنا. صحيح أن المال قدم الكثير، لكنه في النهاية كبّل الرياضة وجعلها رهينة لمصالح ضيقة. الطريق الصحيح ليس في جيوب الأثرياء بل في باب الاستثمار الحقيقي، وفي انتخابات حرة نزيهة تفرز قيادات شرعية دون تدخلات.
وعموما، نحن نكتب عن المريخ كما نكتب عن الهلال، وسنكتب عن كل الأندية، لأن قضيتنا ليست ألوانًا ولا شعارات، بل كرة سودانية تحتاج إنقاذًا قبل أن تذوب تمامًا في دوامة الصراعات والذكريات.
أما نحن فمع الهلال والمريخ والمنتخب، مع كرتنا السودانية… لا مع الأشخاص.
**كلمات حرة**
* المريخاب ما زالوا يبكون على جمال الوالي كأن النادي لم يعرف غيره، بينما الهلال مضى في تاريخه من البابا إلى السوباط دون أن يتوقف عند رئيس واحد.
* تفكيرهم محصور في الذكريات… في المقابل، الهلال يعترف بالأخطاء لكنه لا يعيش عليها.
* الأسوأ أن بعض جماهير القمة استبدلت روح الدعابة القديمة (“الرشاشات” و”الصهاينة”) بألفاظ غريبة ومبتذلة مثل “المرقوت” و”الزبالين”! دي ما كورة… دي إساءة مجانية قتلت متعة التنافس.
* لا الهلال يُهزم بالإساءة… ولا المريخ ينهض بالذكريات. كرة القدم تُبنى بالعمل، لا باللافتات ولا بالبكائيات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد