* تميز الهلال وتفرد على سائر الأندية السودانية بالممارسة الحقيقية والفاعلة للديمقراطية فقد عرف بالحراك الإيجابي منذ النشأة ولعل فكرة تأسيسه صبت لذات الغرض مع مراعاة الفارق بين الثورة لصناعة مجد الأمة والثورة ضد القبح وكل اشكال التسلط والهيمنة وكل ماينتقص من هيبة الكيان والشاهد أن الهلال ظل يعج بالحراك الديمقراطي ومايمكن أن نطلق عليه النهج المعارض حتى في فترات المجالس القوية كما هو الحال في فترة زعيم امة الهلال الراحل المقيم الطيب عبدالله وقاهر الظلام عليه رحمة الله عبدالمجيد منصور ولم يسلم الأرباب رغم ماتحقف في عهده من طفرة هائلة على مستوى فريق الكرة من سياط النقد القاسي .
وما يحدث الان من حراك في الساحة الزرقاء هو امر يبدو اكثر من طبيعي لكل من يعرف تاريخ الهلال فكل المبررات التي تحرض على النهج المعارض لمجلس الإدارة الحالي متوفرة وعلى قفا من يشيل فالسيد الكاردينال سامحه الله على ما ارتكبه من جرائم في حق النادي فعل كل مايهيج عليه غضب الأهلة ومن عجب انه لازال يصر على إرتكاب المزيد من الأخطاء في تعاطيه مع إدارة النادي كأنه يقصد ومع سبق الاصرار إستفزاز جمهور الهلال متناسيآ تمامآ حقيقة أن الدخول في صراع مع شعب الهلال خطوة لا تحتمل اي وصف غير أن نقول انها إنتحار واظنه قد اختار بالفعل هذه النهاية الفاجعة ومايثير دهشتي أن الصورة تبدو واضحة امام الرجل ومن يشايعه ورغم ذلك يصر على المواصلة الشي الذي يجعلنا في الكثير من الأحيان نشفق عليه.
الصدفة جمعتني نهار أمس الأول بالسيد صابر شريف الخندقاوي ودار بيننا حديث طويل ابتدره الخندقاوي بجملة (الحصة هلال) وانصب كله في الشأن الهلالي تحدث صابر بأسي عن حال الهلال وقال أن الكاردينال وجد الكثير من الفرص لقيادة النادي الي وضع افضل من ماهو عليه الان لكنه للأسف لم يستفد من تلك الفرص ووضع نفسه في مواجهة شعب الهلال في معركة لاتبدو أبدآ متكافئة وستكون نهايتها بكل تأكيد الخسارة المرة للكاردينال وقد طالبناه كثيرآ بأن يكون رئيسآ لكل الأهلة لكنه ضرب بمطالبنا عرض الحائط وفي ظني _ والحديث لصابر _ انه سيعض بنان الندم … وماقاله السيد صابر سمعناه من قبل على لسان الكثير من الأهلة ولا اخال أن الكاردينال يمكن أن يواصل بمقعد الرئاسة في ظل حالة الرفض التي تتنامى في كل ساعة وعلى الرجل أن يحزم حقائبه ويرحل فهذا أفضل له مليون مرة من المكابرة التي ستجعل نهايته كارثية تشبه تمامآ عهده الأسود المشؤوم.