صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال وبرمجة الاندفاع… بين رواندا ونداء الوطن!

5

الهلال بين برمجة رواندا… ومقاربات ليبيا وموريتانيا!
العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلال وبرمجة الاندفاع… بين رواندا ونداء الوطن!

الهلال يقف عند مفترق حاسم؛ خطوة في رواندا وخطوة نحو مجموعات الأبطال، وبينهما التزام وطني لا يمكن تجاهله. الأزرق يقترب من المشوار الأفريقي بثبات، لكنّ طريقه مفروش بروزنامة مزدحمة تتطلب إدارة أدق وتنسيقًا أعلى مما نراه حاليًا.
المشاركة في **الدوري الرواندي** جاءت بهدف واضح: إعداد قوي واحتكاك يناسب حجم التحدي القادم. خطوة محسوبة فنيًا وتنافسية في جوهرها، لكنها تصطدم بتوقيت حساس وبالتزامات المنتخب السوداني الذي يعتمد بدرجة كبيرة على لاعبي الهلال.
هنا السؤال ببساطة: كيف نحفظ توازن الجهد بين الوطن ونادي الوطن؟ وكيف نضمن ألا يدفع الهلال — ولا المنتخب — ثمن تضاربٍ يمكن معالجته بال planning والرؤية المشتركة؟
فالمنتخب يخوض في نوفمبر مواجهتين أمام عمان، ثم يحزم الحقائب نحو الدوحة استعدادًا للبنان في التصفيات. في المقابل، الهلال يدخل مباريات رواندا وتنتظره بداية ثقيلة في مجموعات الأبطال. ضغط سفر، ضغط منافسة، وضغط عدم حسم الملفات الإدارية مبكرًا.
السؤال ليس عن الولاء، فالهلال جزء من قلب السودان الرياضي… بل عن **التناغم الإداري** الذي يجعل الكيانين يربحان بدل أن يتقاسما الخسارة.
ونصل لمحور لا يقل حساسية: **الملعب القاري**.
بين كيغالي الرواندية وبنغازي الليبية يتكرر المشهد القديم… وكأن تجرِبة موريتانيا لم تمر من هنا. يومها كانت المسافة بعيدة، والجمهور غائبًا، والقرار جاء متأخرًا ومكلفًا معنويًا. واليوم، رغم اختلاف التفاصيل، المبدأ واحد: القرار يجب أن يُتخذ وفق مصلحة الهلال الفنية والذهنية، لا وفق العاطفة وحدها.
**ريجيكامب** يرى كيغالي أكثر أمانًا تكتيكيًا، بعيدًا عن جمهور المولودية والضغط المبكر في أول جولة.
**القطاع الرياضي** يرى ليبيا موطن الجماهير والدعم والصوت العالي.
الرأيان مشروعان… بشرط أن يكون الفيصل: **أين ينتصر الهلال أكثر؟**
فالجمهور قوة، لكن القرار الفني هو أساس الطريق في بطولات النفس الطويل.
القرعة لم ترحم، والهلال في مجموعة النار مع **صنداونز، المولودية، سانت لوبوبو**. لكنها ليست مجموعة الرهبة؛ بل اختبار الرجال. الهلال يملك فريقًا قادرًا، يحتاج رتوشًا لا تغيير جلد، ويملك إرادة العبور إن توفرت له بيئة قرار واضحة واستعداد بلا تشويش.
الأندية الكبيرة لا تنتظر الظروف… تصنعها. والهلال لا يحتاج صخبًا ولا خطاب المظلومية، بل يحتاج إدارة دقيقة، هدوءًا تنظيميًا، وقرارًا مبكرًا لا يتأرجح بين الأمس واليوم.
الهلال لا يعلّق مشواره على شماعة التضارب، بل يدعو إلى تنظيمٍ يليق بنادٍ يمثل السودان قبل أن يمثل نفسه؛ تنسيق يربح فيه المنتخب والهلال معًا، لا أحدهما على حساب الآخر.
**كلمات حرة**
* الهلال مشروع قارة… وليس فريقًا يخضع لبرمجة مجتزأة.
* النجاح يبدأ من وضوح القرار… لا من تأجيله حتى يضيق الوقت.
* الجمهور عنصر لا يُقاس بالمسافة… بل بحضوره في لحظات الحسم.
* من يتعلم من دروس موريتانيا لن يكرر أعباء الأمس في كيغالي أو بنغازي.
* المنتخب قوة الوطن… والهلال جزء من هذه القوة لا خارجها.
**آخر كلمة حرة**
الموضوع هو اختيار له ميزان بين مصلحة المنتخب والهلال اعتقد كيجالي افضل لو درسنا منافسنا المباشر مولودية اما من ناحية مصلحة الهلال مع الفرق الاخري فليبيا هي الافضل من ناحية جماهير لذلك اقف مع خيار ليبيا
الهلال لا يصنع الأعذار… بل يصنع الطريق. ومن عرف قدر الأزرق، عرف أن التفاصيل الصغيرة هي التي تفتح أبواب القارة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد