الهلال يدك الدرك

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

الهلال يدك الدرك

ـ حقق الهلال فوزاً ثميناً على فريق الدرك الموريتاني العنيد بهدف المهاجم كوليبالي في مباراة أثبتت صلابة الفريق تحت قيادة مدربه فلوران وأبرزت ملامح مشروع الهلال في بناء فريق قوي يتمتع ببدائل ذات كفاءة عالية وهذا الانتصار وإن جاء بصعوبة يشير إلى التطور المستمر في أداء الهلال ونهج المدرب في منح الفرص للشباب والاحتياطيين لتطوير مستواهم.
ـ فلوران اعتمد في هذه المواجهة على تشكيلة شجاعة تفتقد لبعض اللاعبين الأساسيين بسبب مشاركتهم الدولية كما في المباراتين السابقتين مما منحه فرصة لإدخال أسماء جديدة أبرزها الحارس الصاعد محمد المدني الذي أثبت جدارته في الدفاع عن مرمى الهلال واختيار فلوران لمدني يعكس ثقة المدرب الكبيرة في إمكانيات اللاعبين الشباب وهي خطوة هامة لخلق صف بديل جاهز ليكون السند للفريق الأساسي خاصة في البطولات الطويلة التي تتطلب قوة في العمق.
ـ في خط الوسط تألق فوفانا المحترف الموريتاني بشكل ملحوظ خلال الشوط الأول حيث ساهم بفعالية في الاستحواذ على الكرة وبناء ساتر أمام الدفاع والمساندة عند الهجمات الهلالية وذلك قبل خروجه ودخول عبد الرؤوف ومع دخول عبد الرؤوف الذي لعب بحذر شهد الهلال بعض التراجع في السيطرة على وسط الملعب مما أتاح لفريق الدرك فرصة السيطرة وتهديد مرمى الهلال في الشوط الثاني وهذا التحول في الأداء يشير إلى ضرورة إيجاد توازن أفضل في خط الوسط عند إجراء التبديلات خاصة عند مواجهة فرق قادرة على التحكم بالكرة بشكل فعال.
أما في الهجوم فقد كان كوليبالي محور الحديث حيث سجل هدف الفوز ولكنه أظهر أنانية واضحة في أدائه ما أثّر على تناغمه مع زميله بن زيتون وعلى الرغم من ذلك كان بن زيتون نقطة مضيئة في المباراة حيث لتحرك بفاعلية وخلق بعض الفرص لزملائه وارهق دفاع الدرك كما تسبب في ضربة جزاء كاد أن يسجل منها هدفاً لولا أنه أضاعها ورغم إضاعته لضربة الجزاء فقد صنع بن زيتون تمريرة حاسمة لكوليبالي لتسجيل هدف الفوز ما يبرز قدراته كمهاجم يحتاج لبعض الوقت لاظهار قدراته.
ـ على الجانب الدفاعي كان الهلال متماسكاً بقيادة الكابتن فارس ونجح في إحباط العديد من محاولات فريق الدرك خاثة في الشوط الثاني الذي هاجم فيه فريق الدرك بضراوة وقد تحمل الدفاع ضغطًا متزايداً في ظل سيطرة الدرك على الوسط لكن بفضل التنسيق الجيد وروح المسؤولية لدى اللاعبين حافظ الهلال على تقدمه وخرج بشباك نظيفة.
ـ الهلال تحت قيادة فلوران يسير في طريق بناء فريق متماسك يتمتع بالمرونة والقدرة على مواجهة التحديات في غياب اللاعبين الأساسيين وهذه المباراة أظهرت لمحات من هذا البناء التدريجي الذي يعتمد على إشراك البدلاء بشكل منتظم وإعدادهم ليكونوا جزءاً فاعلاً من الفريق ورغم بعض الثغرات التي ظهرت بعد تبديلات الوسط إلا أن الفريق أظهر مرونة كافية لتجاوز العقبات وتحقيق الانتصار.
ـ لهذا الأداء يبعث الهلال برسالة واضحة مفادها أن الفريق في تطور مستمر وأنه يسعى جاهداً لتأمين مستقبل يعتمد على قوة بديلة قوية قادرة على تحمل الضغوط وتقديم مستوى عالٍ من الأداء.