العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال يلعب برجالة… لكن لا دكة ولا اتحاد ولا مجلس إدارة!
في نخبة السودان، البطولة الوحيدة التي تبدأ بالمعاناة وتنتهي بالفوضى، لا مبالغة في ذلك، فالمشاهد التي نراها على أرض الواقع لا تترك مجالًا للخيال. بعثات تفترش الأرض، وفرق تتنقل ببص “أبورجيلة”، وتبيت في بيوت غير مكتملة، وتقف في صفوف الخبز بحثًا عن إفطار يشبه وجبة طوارئ، وليس تحضيرًا لمباراة تنافسية.
أما التحكيم ففصلٌ آخر من المهزلة، رأينا في مباراة المريخ والأهلي مدني لحظة الهدف التي لم يصدقها حتى مسجلوها، إذ كرّر الحكم صافرته وكأنه يُقنع اللاعبين بأن الكرة دخلت، ثم احتفلوا بعدها وكأن شيئًا لم يكن. هذه فضيحة لا تقل عن سوء الإقامة والتنقل، لأن الحكام يأتون دون تأهيل، واللجان المسؤولة تظن أن ارتداء البدلة كافٍ لمنح الشارة!
الهلال يدخل مواجهته اليوم أمام الزمالة أم روابة في عطبرة وسط هذه الفوضى العارمة، حيث لا أرضية صالحة للعب، ولا جاهزية طبية تواكب المخاطر. فريق الزمالة مقاتل رغم قلة الإمكانيات، والهلال بثقة الانتصار الأول يدخل المباراة بلا دكة ولا بدائل، وبغياب تام للمحترفين الذين لا يُشاهدون إلا في الصور. لا خيارات تكتيكية، ولا تنوع فني، بل مجرد رجالة تلعب بروح الشعار.
الملعب في توقيت مناسب، لكن الأرضية مفخخة، والطاقم الطبي تم ترميمه بوصول طبيب وحيد، بينما مشروع العليقي دمّر عمق الفريق، فرّغ التركيبة من الوطنيين، وركّز على محترفين بلا أثر. هذا ليس إعدادًا لبطولة، بل مقامرة في ميدان مليء بالحفر، ونادي يلعب كل مباراة كأنها اختبار نجاة.
السؤال الطبيعي في ظل كل هذا الخراب: أين اتحاد الكرة؟ بطولة بلا تمويل، بلا تنظيم، بلا لجنة فاعلة، بلا حكام مؤهلين، بلا جدول زمني واضح، وبلا دعم فني أو إداري. الأندية تُجبر على دفع رسوم المشاركة رغم وجود دعم من الفيفا، والحكام يُرسلون إلى المباريات بلا تجهيز أو إشراف، بينما يجتهد الاتحاد فقط في تسريع الانتخابات، وتنظيم جمعياته العمومية، وملء الصحف بالتصريحات.
الهلال وسط هذا العبث، يُقاتل وحده. مجلسه غائب تمامًا، لا يتابع، لا يتدخل، لا يخطط، وكأن الغياب كان قرارًا جماعيًا. ومع ذلك، أبناء الهلال على الموعد، في المدرجات، في الميدان، في المواقف، وكما العادة: **حمرة العين ستنتصر.**
* كلمات حرة:*
* اتحاد الكرة يمنح “الجهد” حيث المصلحة… لا حيث الاستحقاق.
* أرضية عطبرة لا تصلح للمنافسة، لكنها تصلح لكشف الإهمال!
* فلوران جاء لا ليدرب… بل ليستلم مستحقاته! كفاية شكر، فقد هرمنا وأنتم تشكرون فلوران! يا لهذا الوفاء!
* الطبيب وصل البعثة متأخرًا… أما المشروع فغائب منذ موسمين!
* كسر الفرق بالغياب سهل… لكن الهلال سيكسرها بالانتماء والإصرار.
* البطولة لن تُهدى… ومن اعتاد الهدايا، لن يصمد أمام من اعتاد القتال!
* الهلال في الميدان… والبقية على الأرصفة!
* والنخبة؟ فوضى منظمة… وتنظيمها: “اربط نعلَيك وتعال جري!”
* من دفتر الصحف… تعليقات في الهامش!*
* **الهلال يطارد الانتصار في أرض الحديد والنار؟**
لكن للأسف، لا نار في الأداء، ولا حديد في دكة البدلاء!
* **المعلم برخصة أفريقية… يرسم الخطة!**
نثق في الحماس، لكن الرسم وحده ما بكفي… نحتاج لألوان من اللاعبين!
* **حسن هلال ألقى كلمة تاريخية؟**
عظيم… بس الهلال محتاج قرارات تاريخية، مش محاضرات تاريخية!
* **خالد جوليت: سلاحنا الروح والرغبة.**
وغالبًا دا السلاح الوحيد المتاح… لأن الاتحاد نزع بقية الأسلحة من الجميع!
* **الرئيس الأسبق يدون فصلاً جديدًا؟**
ما في مانع… بس يا ريت الفصل الجاي يكون بعنوان: “عودة الكفاءات الحقيقية”!
* **الديبة: الهلال محتاج للدعم لا النقد.**
الدعم بدون نقد = استمرار للفشل… والنقد البنّاء هو أكبر دعم.
* **كوليبالي يرغب في الرحيل رغم الرفض؟**
طبيعي… لأنهم جابوه ليقعد، لا ليقاتل. والموهبة بتختنق في مشروع مشلول.
* **العروض تنهال على المحترفين!**
تنهال؟ ولا تتساقط زي المرقوت في فندق المريخ؟
* **النخبة فرصة للاعب الوطني؟**
نتمنى… بس نذكّر: الهلال فرّط في أبوعاقلة، منن، الصيني، شيخو، عثمان ميس، والمنذر!
* **المريخ يفتح باب العضوية.**
الهلال بالمقابل… فتح باب الصمت، وقفل شباك القرار!
*آخر كلمة حرة:*
**عجبني للمرقوت…**