الهلا بداية جديدة … وأخيرًا المهاجم السوبر

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلا بداية جديدة … وأخيرًا المهاجم السوبر

ثلاث سنوات من الانتظار، وثلاث بطولات عبرت من بين الأيدي، كان الهلال فيها يفتقد المهاجم الذي يحسم، ويعوِّل على الغربال وحيدًا في جبهات مرهقة. إصابة الغربال كانت كفيلة بانكشاف العجز، ومحاولات سد الفراغ بصفقات لم ترتقِ للمطلوب، مثل بن زيتون، لم تمنح الفريق الحل الذي يليق به. واليوم، يمكن القول إن المجلس أوفى بوعده، وجاء بالصفقة التي طالما ترقبها الجمهور.
الهلال أنهى تعاقده مع النيجيري صنداي أديتونجي، القادم من بالدوري الكوسوفي، في صفقة تعد الأثقل فنيًا منذ سنوات، ليس فقط لقامته الفارعة (1.91م) وقوته البدنية، بل لما يحمله من سمات المهاجم القناص: حاسة تهديفية لا ترحم، تمركز ذكي يربك الخصوم، وخبرة أوروبية متنوعة من صربيا وسلوفينيا وحتى مقدونيا. في موسمه الأخير سجل 18 هدفًا في 32 مباراة، وهي أرقام تؤكد أننا أمام مهاجم يعرف طريق الشباك جيدًا.
الهلال بهذه الصفقة يغلق الحلقة المفقودة، ويعلن بوضوح أن طموحه هذه المرة أكبر من مجرد مشاركة، بل هدفه أن يمضي في مشوار البطولة حتى نهايته. ومع اكتمال الصفوف، وعودة الدوليين من واجباتهم مع المنتخب، وتعافي المصابين، فإن الأزرق سيكون أمام منظومة هجومية متكاملة، فيها أكثر من لاعب يتنافس على كل خانة، وهو ما لم يتوافر في السنوات الأخيرة.
لكن الأهم من كل ذلك أن يتعلم الهلال من دروس الماضي. مشروع فلوران الذي امتد لثلاث سنوات لم يجلب إلا الخيبات، أضاع اللاعب الوطني، وفتح الباب أمام محترفين يتعاملون مع النادي كمرحلة عابرة يقررون متى يغادرون ومتى يستمرون. اليوم، مع بداية جديدة، لابد أن يكون الصبر هو مفتاح النجاح. فلا فريق حقق البطولات وهو يغيّر جلده كل موسم. الاستقرار قيمة لا تُشترى، وإذا أراد الهلال أن يحصد ثمار هذا العمل فعليه أن يحافظ على مشروعه، ويصبر على مجموعته، ويوازن بين دعم الأجانب والاهتمام بالوطنيين.
إن قدوم صنداي ليس نهاية الحكاية بل بدايتها. الهلال الآن يملك فرصة ليكتب صفحة جديدة في تاريخه، بشرط أن يكون الدعم المعنوي حاضرًا، وأن تكون سيكافا المحطة الأولى نحو صناعة فريق متماسك يليق باسم الهلال. فالمهاجم السوبر قد وصل، لكن البطولة لن تأتي إلا إذا آمن الجميع بالمشروع، ووقفوا خلف الفريق بالصبر والثبات.