صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الواقع المرير الذي يعيشه شباب السودان

62

الواقع في سطور
إعتصام عثمان

الواقع المرير الذي يعيشه شباب السودان

السودان، ذلك البلد الذي يقع في قلب القارة الأفريقية، يحمل ثروات طبيعية…ألخ، وتنوعًا ثقافيًا لافتًا، لكنه في الوقت نفسه يكتنز تحديات جمّة تهز أركان مستقبله، ويقف الشباب على خطوط هذه التحديات الأمامية، يعيشون واقعًا مريرًا يتسم بندرة وفرص العمل وغياب الشركات الوطنية والأجنبية، الأمر الذي يسهم في زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة.

تعاني البلاد من مستوى عالٍ من البطالة والعطالة بين الشباب، لا تقف التحديات عند هذا الحد؛ فالنظام التعليمي في السودان يحتاج إلى إصلاحات جذرية تمكّنه من مواكبة التطورات العالمية وتؤهل الشباب لسوق العمل بشكل أفضل.الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق تنمو يومًا بعد يوم، مما يجعل الحصول على فرصة عمل عملية طويلة ومحبطة، خاصة في ظل غياب الشركات القادرة على استيعاب هذه الطاقات الشبابية.

واقع الشباب في السودان ليس مجرد نتاج للظروف الاقتصادية، بل إنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع السياسي والأمني الذي يمر به البلد، وعلى الرغم من هذا الوقع المؤلم المرير، يظل هُناك بصيص أمل ينبع من إرادة الشباب وعزيمتهم ،السودان تمتلك جيلاً واعيًا يؤمن بأن البطالة والفقر ليسا قدراً محتومًا، يحاول هذا الجيل، بكل ما أوتي من قوة، صناعة الفرص من عدم محاولة تجاوز العقبات بإطلاق مشاريع صغيرة أو مبادرات مجتمعية تدعم الاكتفاء الذاتي والشروع في عمليات الإنتاج المستقلة.

الحديث عن واقع الشباب في السودان يثير فينا مزيجاً من الأسى والأمل. الأسى لواقع يعتصر قلوبًا نابضة بالطموح، والأمل في أن كل غروب سيتبعه بزوغ فجر جديد، فجر يرى فيه شباب السودان النور الحقيقي ليومٍ ينعم فيه الجميع بكرامة العمل وجودة الحياة. ويبقى من المهم التأكيد على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه الحكومة والمنظمات الدولية في دعم هذه الطاقة الشابة وإيجاد حلول مستدامة ترفع من شأن الإنسان وتحترم طاقاته وقدراته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد