صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الوالي ما (كوز)

31

مامون أبو شيبة

قلم في الساحة

الوالي ما (كوز)

* بعد مبادرة رئيس نادي المريخ السابق الدكتور جمال الوالي الأخيرة بتدخله لحماية المريخ من خطر عقوبات لجنة الانضباط بالفيفا.. وجد الرجل ولا زال يجد أطناناً من عبارات الحب والشكر من قبل جماهير المريخ من خلال مواقع التواصل وعشرات القروبات المريخية..

* بل قامت أغلبية القروبات بوضع صورة الوالي كايقونة وعنواناً لها.. وبعض القروبات ضمت الوالي ضمن عضويتها، وما أن أطل الرجل المهذب المتواضع على الأنصار انهمر عليه الجميع بعبارات المدح والغزل والشكر حتى أشفق عليه استاذنا اسماعيل حسن الذي ناشد الجماهير بالكف عن المدح والغزل والاكتفاء بتوجيه أسئلة بسيطة إليه مراعاة لزمنه ومشغولياته..

* وسط كل هذا الإجماع المريخي على الوالي لا زالت هناك فئة قليلة وتنحصر في قروب واحد تقريباً.. وهذه الفئة التي تناصر أفراد المجلس الحالي درجت على الإساءة للوالي من منطلقات سياسية ووصفه (بالكوز) ولم تكترث لكل ما قدمه الوالي للمريخ على مدى 14 عاماً ولم تشكره حتى على مبادرته الأخيرة على الرغم من أن مجلس المريخ (الذي يناصرونه) قدم الشكر للوالي عبر بيان رسمي.

* مبادرة الوالي الأخيرة بإنقاذ المريخ من مصير أسود أكدت إن الرجل ذاب في حب المريخ وذاب المريخ فيه.. وإن علاقته بالمريخ ليست مربوطة بالنظام السابق فلو كانت كذلك لابتعد الرجل نهائياً عن المريخ بعد سقوط الإنقاذ.

* ومن يدمغه بكلمة (كوز) يظلمه ولا يحسن فهم هذا المصطلح.. فوصف (كوز) يقصد به كل من استغل الدين للوصول إلى السلطة ومن ثم استغلال سلطته للسرقة واكتناز المال..

* الكيزان هم المسئولون من المدنيين والعسكريين من أصحاب الدخل المحدود الذين تحولوا إلى أثرياء وقطط سمان باستغلال الدين للوصول إلى السلطة ومن ثم نهب المال العام.. وهم معروفون للشعب السوداني..

* الوالي مسلم عادي لم يستغل الدين لنيل أي منصب في حكومة الإنقاذ ولم يأت للواجهة فقيراً أو موظفاً بل جاء ميسور الحال بعد فترة عمله مع عديله الأرباب صلاح إدريس ثم استغلاله بأعماله الخاصة كرجل أعمال.. وهو ما جعل حكومة الإنقاذ تضمه كعادتها للاستفادة منه كرجل أعمال وطني.. ولكنه لم يشغل أي منصب دستوري أو تنفيذي في حكومة الانقاذ.

* إذا كان الوالي يستغل حكومة الإنقاذ لتحقيق الثراء لما فقد استثماره الكبير (شركة أفراس للنقل) وهذه معلومة عرفتها من ابن أسرتنا عبدالعزيز مصطفى برجاس مدير مكتب أعمال شركات جمال الوالي.. وأعرفها من مسئول الضرائب الصارم الصديق الدفعة موسى النعيم.. فإدارة الضرائب كانت قد طالبت شركة أفراس بمبلغ ثلاثة مليارات جنيه كضريبة سنوية.. وهذا المبلغ أكبر من أرباح الشركة السنوية التي تعاني من تكلفة التشغيل العالية.. مما أجبر إدارة الشركة على التوقف.
* هناك الكثيرون من أبناء السودان الأنقياء الذين سايروا عهد الإنقاذ بسبب التوجه الديني.. حيث جاءوا بنية صادقة لغيرتهم على دينهم ومنهم من قاتل في أحراش الجنوب واستشهد.. وهؤلاء لا يطلق عليهم وصف (كيزان) لأنهم لم يأتوا لاستغلال الدين لتحقيق الثراء والجاه.. بل كانوا فقراء زاهدين في الدنيا وأغلبهم استشهدوا..

* ربما كان الذين قاتلوا في أحراش الجنوب واستشهدوا لغيرتهم على الدين قد خدعوا من قبل (كيزان السلطة) الذين صوروا لهم إن قتال الجنوبيين غير المسلمين جهاد في سبيل الله.

* نفهم إن (الكوز) هو الحرامي الذي يستغل الدين للوصول إلى السلطة لتحقيق الجاه والمال.. أما من سايروا عهد الإنقاذ وكانت ضمائرهم وسريرتهم نظيفة وعاشوا فقراء لتحاشيهم نهب وسرقة المال العام فهؤلاء لا يطلق عليهم مصطلح كيزان.. ويمكن أن نقول إنهم (مخدوعون) أو ضعاف خاضعين إذا عرفوا إن الكيزان يستغلون الدين للوصول إلى السلطة ثم ممارسة السرقة والنهب لاكتناز الأموال.. وسكتوا على ذلك.

* جمال الوالي رجل شهم ومهذب ومخلص للمريخ ومعروف بمشاركة المجتمع في الأفراح والأحزان بل هو رجل بر واحسان قدم الكثير للمجتمع الرياضي وغير الرياضي وبالأخص مجتمع المريخ.. وأهله بالجزيرة ويكفي ذلك الاستفتاء الشعبي الذي ناله بعد الخروج من التحفظ.. والذي لا يجده الملوك والعظماء.

* يا أمة المريخ عضوا على هذا الرجل بالنواجذ.. ونسأل الله أن يحفظه ويبقيه ذخراً للمريخ والسودان.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد