الولاة ..دعاة الحرب..

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

الولاة ..دعاة الحرب..

لو أنك دخلت في نقاش مع أي كوز وبدأت تعدد له عيوب الانقاذ والمؤتمر الوطني والجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن والمواطن – فلن يحاول الدفاع عنهم ، ولكنه سيترك كل ما تقوله جانبا ويلعن لك قحت ومن خلفوها ، ولا ينسي ان يخبرك انها لا تمثله مع ان الحديث ما كان يتعلق بقحت لا من قريب ولا من بعيد .
والي نهر النيل لم يكن استثناءا علي ما ورد بالفقرة أعلاه حيث ظهر في تسجيل وهو يخطب امام مجموعة من الشباب الذين يعدونهم للالقاء بهم في محرقة هذه الحرب العبثية الدائرة بين الجيش والدعم السريع ، لكنه لم يتحدث عن الجيش واستعداداته ، ولم يورد سيرة الدعم السريع ، بل لم يعد من يحدثهم باقتراب النصر ولم يحاول ان يبث فيهم الحماس ، ترك كل هذا وتفرغ للحديث عن قحت وخيانتها – فهم لابد ان يقحمو قحت في كل شئ . توعد الوالي قحت بسوء المصير وطالب باحضار قادتها بالانتربول ليعاقبوا علي تسببهم في اشعال الحرب التي احرقت البلاد . ولم ينس ان يستخدم مفردات اميرهم الهارب من العدالة احمد هارون ، فقال : يا برهان امسح واكسح .
الحقيقة ان الكيزان وصلوا الي مرحلة يرثي لها ، فهم يطلقون الكذبه ثم يصدقونها ويبنوا عليها بعد ذلك الاحداث ، فهم يعرفون جيدا انهم من اشعل الحرب ، لكنهم يمتلكون الجرأة علي الصراخ حتي وهم مخطئين .
قبل ذلك بأيام ظهر والي الجزيرة في جمع مماثل وهو يدعوا الي الحرب بكل وضوح ، ويقول نعم للحرب حتي قتل اخر متمرد .والغريب ان تصريحاته هذه أتت بعد يوم واحد من خطاب نائب رئيس مجلس السيادة الذي اعلن فيه عن تبنيه لخارطة طريق تؤدي الي انهاء الحرب وتوقف القتال للشروع في تأسيس مرحلة انتقالية .
هؤلاء الولاة يفترض فيهم انهم يمثلون الدولة ، وانهم جزء من السلطة التنفيذية التي قال عقار انها ستشرف علي تطبيق خطته لارساء السلام ، ولكن الواضح من مواقفهم هذه انهم دعاة حرب لا سلام ، وانهم باحاديثهم هذه لا يمثلون الحكومة بقدر ما انهم يمثلون المؤتمر الوطني..