يستعد المنتخب الوطني لأداء مباراته أمام سيراليون يوم غدا الأحد في إستهلالية التصفيات المؤهلة لكان الجابون 2017 .
معلوم أن مجموعة السودان تضم الفيل الإيفواري الي جانب سيراليون والبلد المضيف الجابون والمتأهل منتخب واحد من المجموعة في مهمة تبدو شبه مستحيلة .
حتي الآن لم تؤدي الصقور تجربة إعدادية واحدة وحتي التمارين بدأت قبل أيام وبدون لاعبي القمة .
إتبع الكابتن مازدا نفس النهج السابق بالإعتماد علي الحرس القديم وعمل بفقه الموازنات وكان بمقدوره منح الجيل الصاعد الفرصة والصبر عليه خصوصاً بعد تألق المنتخب الأولمبي في تصفيات البرازيل الأخيرة .
ظل مازدا يجرب المجرب لأكثر من عقد من الزمان فلماذا لا يمنح اليافعين الفرصة والوقت الكافي ويعمل علي تغيير جلد الفريق تدريجياً ؟
يدخل الصقور لشيخ الإستادات بدون معسكر إعدادي بعد أن تحجج الإتحاد ( كالعادة ) بعدم توفر المال وضيق الحال !
نقر بأن الدولة لا تولي أدني إهتمام بالرياضة وتعتبرها ضرباً من ضروب اللهو وتزجية الوقت ولكن هذا لا يعفي الإتحاد من تهمة التقصير .
كان بإمكان الإتحاد إقتطاع النذر اليسير من مصادر دخله ( أموال رعاية وكاف وإعلانات ) وتسخير علاقاته مع الإتحادات الصديقة ( الجزائر وقطر ) للتكفل بمعسكر الصقور وملاحقة وزارة الشباب والرياضة لطلب الدعم قبل وقت كافي من الإستحقاقات القارية وبالعدم تبرع ضباطه بالمال للغرض المذكور سيما وأن جلهم ميسوري الحال .
لا تبخلوا علي المنتخب بالجهد والمال ياقادة الإتحاد فإن لم يكن بداعي الوطنية فبداعي رد الجميل للجهة التي كانت سبباً في وجاهاتكم الإجتماعية وحصاناتكم الدستورية !
لا بد من الإعتراف بأن الجميع يشارك في جريرة إهمال منتخب الوطن بدءاً من الأقطاب الناشطين في دعم الهلال والمريخ ( الكاردينال , طه علي البشير , الأرباب , البرير , جمال الوالي , علي الفادني وسوداكال ) مروراً بالإعلاميين الذين لا يتذكرون شيئاً اسمه الفريق القومي إلا في أيام المباريات أو قبلها بقليل وحتي حينما يكتبون عنه يكتبون لمجرد الكتابة وحشو فراغ أعمدتهم ! إنتهاءاً بالجماهير التي لا تكبد نفسها عناء حضور الإستادات لتشجيع المنتخب حتي ولو فتحت الأبواب بالمجان ونستثني جمهور الولايات خاصة جمهور شمال كردفان الراقي الذواق .
هناك بعض الأسباب الثانوية التي ساعدت علي إهمال المنتخب في الفترة الحالية منها إنقطاع العشم في تأهله علي حساب الثلاثي المرعب المذكور في بداية المقال بالإضافة للصداع الذي ظل إعلام المريخ يسببه للإتحاد بخصوص قضية بكري المدينة فضلاً عن تزامن فترة إعداد الصقور مع إعداد فريقي القمة للنصف الثاني من الدوري ودور المجموعتين في البطولة الأفريقية .
الحقيقة المرة تقول بأن الهلال والمريخ أهم من المنتخب القومي ولا ينكرها إلا مكابر أو منافق !
لك الله أيها اليتيم الحزين ورحم الله القامة الوطنية الأستاذ عبدالمجيد عبدالرازق .
شداد كان محقاً
كان البروفيسور العالم كمال شداد محقاً وهو يتمترس خلف رأيه الرافض لمشاركة الأندية النظامية في الدوري الممتاز .
لم يفعل ذلك من باب التجبر والدكتاتورية ولكن لعلمه التام بنفسية الإنسان السوداني وعقليته سيما وهو أستاذ الفلسفة والعالم ببواطن الأمور .
كان البروف يعلم يقيناً بأن قادة الفرق الرياضية النظامية سيقومون بإستغلال نفوذهم والتنمر علي بقية الفرق المستضعفة التي لا ظهر لها !
يشارك في الدوري الحالي ثلاثة أندية تنتمي للجهات النظامية وهي : الخرطوم الوطني ( جهاز الأمن والمخابرات الوطني ) الأهلي الخرطوم ( الجيش ) والنسور الأمدرماني ( الشرطة ) ولكل من الفرق الثلاثة موقف يثبت صحة نظرية البروفيسور شداد .
وقع فريق الأهلي عطبرة ضحية لعبة النفوذ ومراكز القوي فهبط من الدوري الممتاز في الموسم الماضي بعد أن وجد نفسه بين مطرقة أهلي الجيش وسندان نسور الشرطة !
في الموسم المنصرم قامت إدارة النسور ( ضباط شرطة ) بإهانة الحكم عماد الدين عبدالله الذي حكم مباراة فريقهم ضد الأهلي شندي وجرجرته لقسم شرطة شندي بدعوي إجراء فحص سُكر وهو ما حدث بالفعل !
حكم يسوقوهو من الميدان ويقبقبوه ويرفعوه في دورية بوليس للقسم عدل يعملوا ليهو فحص يلقوهو ما سكران يقولوا ليهو خلاص امشي بيتكم انت ماسكران !!
لا الإتحاد العام أو المحلي ناصر الحكم المذكور وتركه تحت رحمة إدارة فريق النسور ليمرمطوه ويشوهوا سمعته ماشاء لهم قبل أن ( يتكرموا ) بتركه يمضي في حال سبيله !
في الموسم ذاته قامت إدارة فريق الخرطوم الوطني بإستغلال سلطاتها وتحصلت علي مستندات تجنيس محترف الهلال المالي عمر سيدي بيه وتصديق جنسيته وبالتالي شكوي الهلال في مشاركة اللاعب ضد فريقهم وماكان ليتثني لهم ذلك لولا سلطات الجهة الراعية وقوة نفوذها !
تسببت شكوي الخرطوم الوطني ضد الهلال في تعقيد موقف الإتحاد وجعلته يتهرب من حسم شكوي الأمل ضد المريخ في مشاركة بكري بعد أن إهتبل إعلام المريخ الفرصة وعزف علي وتر شكوي الخرطوم مع أنه لا وجود لمقارنة بين سيدي بيه الذي تخاشن مع ( لاعب ) وخرج مطروداً وبكري الذي إعتدي علي ( حكم ) وخرج بطلاً قومياً !!
لم تقصر إدارة الفريق الثالث – أهلي الخرطوم – ولم تتورع عن إستغلال نفوذها ومنعت مدرب فريقها السابق التونسي لطفي السليمي من السفر بعد أن تعاقد مع غريمه التقليدي فريق الخرطوم الوطني !
لم لم يكن أهلي الخرطوم مدعوماً من الجيش هل كان سيتمكن من إرهاب السليمي وحظره من السفر ؟
مع مضي كل يوم تتضح صحة نظريات البروفيسور شداد وبُعد نظره .