(1)
· في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي كان (يدهش) الناس زيت (عافية) الذي كان يعلن عنه حارس مرمى الهلال وقتها أحمد آدم، وهو يحلق في الفضاء بحركة (مدهشة).
· ثم جاءت التسعينيات فاندهش الناس بمسلسل (رأفت الهجان) وكيف يفلت (ياكوف بنيامين حنانيا) من السجن، وقدمت مسلسل (ليلة القبض على فاطمة) فاندهش المشاهد بخيانة (امين المنزلاوي) لاخته فاطمة.
· في الألفية الثانية تقدمت (الدهشة) فصارت في (تمريرة) هيثم مصطفى، و (هوبة) مهند الطاهر و(مرجيحة) فيصل العجب.
· الآن بعد ثورة الاتصالات وعلوم (اللايف) وحراك مواقع التواصل الاجتماعي التى تقدم (كل المشاهدة) بعد ان كان يقال ان الجواب (نصف المشاهدة)، لا احسب ان هناك من يمكن ان يدهشه (توم آند جيري) او كيف تصنع (الكشاف) الكهربائي الذي كان يحوز على كل (دهشاتنا) ونحن طلاب في مرحلة الثانوي العام.
· تبيدي يدهشه حميدتي، ويريد منّا ان نشاركه تلك (الدهشة)، بعيداً عن (دعاية) أحمد آدم، و(طمع) امين المنزلاوي و (تمريرة) هيثم مصطفى الملعوبة، و (هوبة) مهند و (مرجيحة) العجب.
· الاستاذ محمد حامد تبيدي بكل خبراته في الحياة والاعلام وجهاز الأمن والمخابرات الذي وصل فيه لرتبة (لواء)، مازال في طور الاندهاش (المائي)… وهي مرحلة يمكن الاندهاش فيها بزبادي (كابو).
(2)
· كتب الاستاذ محمد حامد تبيدي في سلسلته الطويلة ومدافعاته عن الفريق اول محمد حمدان دقلو عضو المجلس السيادي واختلافنا معه حول (الاندهاش) به قائلاً: (المزايدة والضرب على الاوتار العاطفية الحساسة من الادبيات الشيوعية واليسارية المعروفة والمحفوظة، حيث يلجأ اليها اللاجئ حين يبحث عن الحقيقة فلا يجدها الى جانبه) ــ ولا اعرف عن أية (حقيقة) يتحدث تبيدي، والشعب السوداني والشارع يؤكد تلك (الحقائق) التى نستشفها منه يوماً بعد يوم بمليونياته التى تستحق (الدهشة) حقا ــ تخيلوا انني مع تلك الثورة المجيدة التى اسقطت رئيسين في (48) ساعة واجبرت عوض بن عوف والبرهان وحميدتي وقوش نفسه على الانحياز للشعب، واستمرت اكثر من (8) اشهر تحقق مكاسبها واهدافها، مع كل ذلك مازلت ابحث عن (الحقيقة) ولا اجدها الى جانبي!!
· ان كان كلام تبيدي هذا (حقيقة).. ما كان رئيس النظام البائد يحاكم ويظهر في محاكمته يتأتي بذلك الشكل الذى بلغ فيها ان قال انه لا يعرف متى واين وكيف صرف شيكاً بقيمة مليون دولار.
(3)
· المدهش حقاً ان الاستاذ تبيدي بعد استنكاره على (اليسار) الضرب على الاوتار العاطفية الحساسة والتى حسبها من الادبيات المحفوظة عندهم، لم يجد وهو يضرب على نفس الاوتار، ان رددنا له بضاعته غير (هاشم صديق ومصطفى سيد احمد) ابرز المنارات اليسارية في المجال الابداعي، ليكتب ويتمثل بهما بعد استنكاره لنا ذلك وهو يقول: (المبدع هاشم صديق كتب اغنية رائعة غناها الراحل المقيم مصطفى سيد احمد جاء في احد مقاطها: حاجة فيك زي ما تكون محلق في العواصف فجأة تهبط للسكون.. وكأني بالحبيب محمد عبد الماجد في مجلس اندياح ديالكتيكي واندهاش ثوري فوق العلالي، ثم فجأة يهبط للسكون حيث (عسل مختوم) الذي لم يفعل غير التعبير عن الحقيقة وعكس نبض القراء القادح منهم والمادح، وحميدتي لم يعد شخصية هامشية بل حاضراً وفاعلاً في المسرح السياسي).
· ونحن في ذلك لا نقول اكثر من اننا نعكس نبض الشارع السوداني، إن كان تبيدي يعكس نبض القراء ويكتب هو عن (الحقيقة) التى نبحث نحن عنها ولا نجدها!! اما قوله: (حميدتي لم يعد شخصية هامشية) فهي مربط حديثنا، ونحن نتفق معه في ان حميدتي كان شخصية (هامشية) حسب قوله ان لم ينكر ذلك لاحقاً بمفهوم عبارته التى وضعناها بين القوسين، ونتفق معه كذلك في أن حميدتي لم يعد شخصية (هامشية). ولا نحسب ذلك معياراً للنقد ان كنت (هامشياً) تنتقد.. وان كنت غير (هامشي) فلا ــ هذه هي نقطة الاختلاف بيننا وبين (عسل مختوم)… بل إننا نكتب عن حميدتي لأنه لم يعد (هامشياً) ونخشى بعد مدحكم هذا ان يصبح (هاشمياً) فتأخذه الهاشمية الى ما لا نريده له، فإن سمع حميدتي كلام من يبكيه الآن افضل له من أن يسمع كلام من يضحكه!! .. فقد هلك البشير وحبس وراء القضبان لأنه لم يكن يسمع منكم غير (سير .. سير يا البشير). .. و (رئيسكم مين عمر البشير)، فقد سار البشير (30) عاماً ــ ظلم من ظلم وقتل من قتل وأفسد من فسد ليجد نفسه أخيراً في (سجن كوبر) يبحث (96) محامياً لاخراجه من (الزنزانة) بالضمانة فيعز عليهم ذلك.
(4)
· بِغم
· عندما اقرأ للاستاذ الكبير اسحاق احمد فضل الـله اشعر ان (اليهود) احتلوا عطبرة والابيض وسنار، وان شندي سقطت في ايدي البغاة، حتى ان محطة السكة الحديد شندي اصبح يباع على ارصفتها (التاليت) و(اليارمولكه) و (الكيشتري)، بدلاً من (الفُراد) و(الشالات) و(منقة شندي).
· واخشى ما اخشى ان تكون هناك طائفة من اليهود استولت على موقف استاد الهلال، واخرى سيطرت على الإذاعة والتلفزيون، حتى اذا تحسست (الريموت كنترول) لافتح تلفزيون السودان القومي اطلت من عظيم توجسي (لوسي هريش) مقدمة لنشرة الساعة التاسعة باللغة العبرية (بدون ترجمة)… واخشى ان صدمنا ذلك وعرجت على قناة النيل الازرق ان اجد المطرب اليهودي (زيف يحزقيل) من بين المشاركين في برنامج (أغاني وأغاني)… وهو يقدم في اغنية ضمن برنامج (اغنيات من البرامج) ومصعب الصاوي يتحدث عن (لزوجة) اللحن العبري في دفوف الطار الشرقي .. انبثاقاته ومورثاته الشعبية المنعرجة!!… بعد مقدمة سابقة للسر أحمد قدور تحدث فيها عن اللحن اليهودي المستشرق في (حقيبة) اليهود… واللحن الزحلقاني الخفيف في أغنيتهم (الحديثة)!!