انضباط أم اضطهاد؟
خارطة الطريق
ناصر بابكر
* كما أشرت في زاوية أمس الأول، فإن لجنة الانضباط وما لم يتم المسارعة بحلها أو يبادر أعضاؤها بالاستقالة من تلقاء أنفسهم فإنها ستكون بمثابة قنبلة موقوتة من شأنها نسف الموسم الكروي الحالي، لأنها ومنذ أول اجتماع لها أثبتت للرأي العام أنها ليست موضع ثقة، وفتحت الباب واسعاً للتشكيك في كفاءتها ونزاهتها على حد سواء.
* بدءاً نسلم أن بكري المدينة أخطأ بخروجه من معسكر المنتخب ورفضه السفر، وبالتالي هو يستحق فرض عقوبة عليه لسلوكه الخاطئ، وهو أمر ذكرناه منذ اليوم الأول للحادثة .. مع الإشارة لأن بكري ارتكب خطأ مزدوجاً وضعه تحت طائلة العقاب، الأول هو قبوله مبدأ المشاركة وهو يعاني من إصابة، والثاني اشتراطه أن تتكفل إدارة المريخ بعلاجه عوضاً عن إدارة المنتخب، رغم أنه ذاهب للمشاركة في معسكر للمنتخب، ومن ثم بطولة للمنتخبات .. ونسلم كذلك أن إدارة المريخ ارتكبت خطأ كبيراً ومزدوجاً أيضاً الأول بموافقتها على شرط بكري بأن تتكفل هي بعلاجه، وبالتالي تحمل مسئولية هي من صميم مسئوليات إدارة المنتخب الوطني، والثاني عدم توفير المبلغ الذي التزمت به كاملاً وإحضاره بالعملة المحلية عوضاً عن الدولار واللاعب في طريقه للسفر للخارج.
* ومع التأمين على أن بكري استحق أن يحصل على عقوبة لتخلفه عن مرافقة المنتخب، فإن لجنة الانضباط أغفلت العديد من التفاصيل ولم تأخذ في قرارها الحيثيات كاملة للحادثة، وتعمدت إهمال جزئيات عديدة لتوقع عقوبة قاسية ومجحفة للحد البعيد في حق اللاعب.
* إذ لم تضع لجنة الانضباط في الاعتبار أولاً (حسن نية اللاعب وتضحيته لدرجة المغامرة بسلامته ومستقبله من خلال موافقته على المشاركة مع المنتخب وهو يعاني من الإصابة) وهو تصرف كان يفترض أن يقود لتخفيف عقوبة اللاعب تقديراً لموقفه.. كما لم تراعِ اللجنة أيضاً (حسن نية إدارة المريخ وموقفها الوطني الذي وصل حد المغامرة بسلامة أحد أهم لاعبي الفريق بالموافقة على مشاركته وهو مصاب والتكفل بدفع نفقات علاجه، رغم أن هذا الأمر من صميم مسئوليات لجنة المنتخبات) وهو موقف لو وضعته اللجنة في الاعتبار لاتخذت عقوبة مخففة بحق اللاعب.
* أما ثالثاً.. فإن لجنة الانضباط لم تراعِ سوابق لا تحصى ولا تعد خلال السنوات الأخيرة للاعبين تم إهمالهم بشدة أثناء تواجدهم مع المنتخبات ومنهم من تعرضوا لإصابات أثناء مشاركتهم مع المنتخب ولم يتم علاجهم، ومنهم من تم اختيارهم واقناعهم بالمشاركة مع المنتخب وهم مصابون مع الوعد بعلاجهم دون الإيفاء بتلك الوعود، وبالتالي تضرر أولئك اللاعبون وغابوا عن الملاعب لفترة طويلة، مع الإشارة لأن هذه النقطة تحديداً هي السبب الرئيسي لظاهرة تهرب اللاعبين من المنتخبات، حيث يشعر اللاعبون بأنهم يعرضون مستقبلهم ومهنتهم (أكل عيشهم) للخطر من خلال التواجد في منتخبات تتعامل معهم من زاوية (الواجبات) فقط دون أن تضمن لهم أي (حقوق) وبكري المدينة نفسه لديه حادثتان من هذا النوع خلال سنواته مع المنتخب الأولى عندما كان في الهلال، والثانية في فترته مع المريخ، ولو وضعت لجنة الانضباط هذه النقطة في الاعتبار لوجدت شيئاً من العذر للاعب، واتخذت عقوبة مخففة بحقه، لأن المدينة عندما أصر على أن تلتزم إدارة المريخ بعلاجه كان يضع في ذهنه سوابقه وسوابق لاعبين غيره مع المنتخبات، وكان يخشى على نفسه ومستقبله من إهماله في معسكر المنتخب وعدم علاجه، وهو هنا وغيره من اللاعبين كذلك محقون في هواجسهم ومخاوفهم تلك، ويكفي أن ولاء الدين بوغبا تعرض لإصابة في معسكر المنتخب بتونس فتم إعادته مباشرة للخرطوم لتقوم إدارة أهلي شندي بعلاجه، بدلاً من أن تقوم إدارة المنتخب الوطني بعلاجه في تونس، وهي حادثة تؤكد أن اللاعبين وأنديتهم يتعرضون لظلم لا مثيل له من خلال عدم التزام إدارة المنتخبات الوطنية بحفظ حقوق اللاعبين وأنديتهم وعدم توفير أي ضمانات لعلاجهم عند تعرضهم للإصابات أو اختيارهم وهم مصابون.
* كما أن لجنة الانضباط التي يفترض أن تنظر للصورة كاملة وتضع كل الحيثيات أمامها قبل اتخاذ قرارها توقفت فقط عند خطأ اللاعب وتجاهلت خطأ الجهازين الفني والطبي للمنتخب بالضغط على لاعب مصاب للمشاركة دون وضع اعتبار لسلامته ومستقبله .. كما تجاهلت اللجنة الخطأ الابتدائي والكبير المتمثل في عدم تكفل إدارة المنتخبات الوطنية بعلاج لاعب المنتخب الذي يتواجد في معسكر المنتخب، وهو الخطأ والتقصير الذي كان وراء حدوث مشكلة تخلف اللاعب.
* ولا ننسي أن لجنة الانضباط نفسها ارتكبت خطأ كبير يرقى لدرجة الفضيحة حينما تجاهلت تطبيق القانون سواء عن جهل أو عن عمد في اجتماعها الأول الذي أوقفت فيه بكري لمدة ستة أشهر دون أن تقوم باستدعائه وسماع إفاداته، وهو ما يحض في كفاءتها ويثير الشكوك حول نزاهة أعضاءها وفي معرفتهم بالقانون أو حرصهم على تطبيقه وهو ما يضعف من موقف اللجنة في أي قرار تتخذه.
* وما يؤكد عجز أعضاء تلك اللجنة عن فصل إنتماءهم وعشقهم للهلال عن عملهم، تجاهل كل تلك الحيثيات وإتخاذ عقوبة مجحفة بإيقاف بكري لأربعة أشهر والأغرب والأعجب الإشارة لأن العقوبة تبدأ من تاريخ (11 فبراير 2018) وهو تاريخ اجتماع اللجنة الأول رغم أن إيقاف بكري بدأ منذ تاريخ (26 ديسمبر 2017) حيث قرر الاتحاد العام (إيقاف نشاط بكري المدينة لحين مقابلة لجنة الانضباط) وحينما حان موعد انعقاد اجتماع اللجنة كان بكري قد توقف سلفاً لـ(48) يوماً بالتمام والكامل، فكيف تسقط لجنة الانضباط كل تلك الفترة التي كان فيها اللاعب معاقباً بالإيقاف قبل أن تجتمع وتبدأ حساب فترة عقوبته من تاريخ اجتماعها، ولعمري تلك فضيحة أكبر من فضيحة عقوبتها الأولى بحق اللاعب قبل استدعائه.
* وما يؤكد أن لجان الاتحاد العام تكيل بمكيالين وتتعامل بمعيارين مختلفين مع المريخ رفع لجنة المسابقات لإيقاف عبد اللطيف بوي الإجرائي والسماح له بمواصلة نشاطه مع ناديه لحين مقابلة لجنة الانضباط لتقرر بشأنه في وقت منع فيه العقرب من ممارسة نشاطه وفرضت عليه عقوبة الإيقاف منذ اليوم الأول لحادثة تخلفه ليتوقف لشهر ونصف، قبل أن تجتمع لجنة الانضباط لتأتي الفضيحة الأكبر بتجاهل فترة الإيقاف تلك وبدأ العقوبة من تاريخ 11 فبراير.
* شخصياً، لدي ثقة كاملة أن إدارة المريخ حال استأنفت القرار وأرفقت حيثيات الحادثة كاملة مع التقارير التي تثبت إصابة بكري ومع سرد الأخطاء التي تشكك في أهلية لجنة الانضباط فإن لجنة الاستئنافات ستقلل العقوبة المجحفة وستضمن فترة الإيقاف الإجرائي الذي بدأ بتاريخ (26 ديسمبر 2017) ضمن فترة العقوبة.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app
