صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ان تأتى متاخرا

478

*افياء*

*أيمن كبوش*

إن تأتي متأخرا..

# تلقت الأوساط الرياضية، بكل مشاربها.. اتجاهاتها.. والوانها.. الزرقاء.. الخضراء.. الحمراء.. تلك الأخبار المؤكدة التي أعلنتها وزارة الشباب والرياضة الاتحادية.. عن عودة النشاط الرياضي.. بعد فترة توقف قسري، تلقتها بعدم اكتراث ظاهر لا يخفى على أي صاحب بصر وبصيرة.
# لم يجد خبر عودة النشاط الرياضي.. الاهتمام المتوقع لأسباب عديدة.. أهمها تلك الحالة الاقتصادية القاسية التي تعيشها الأندية، خاصة تلك التي تشارك في منافسة الدوري الممتاز وتسدد فواتير احتياجاتها من قدرتها على الاحتمال، عودة النشاط، تعني لهذه الأندية الفقيرة التي تسير نشاطها بمبدأ “هاك وكف”.. العودة لتلك بئر التي تحتاج لكمية كبيرة من الأموال.. لكي تمتلئ، ولن تمتلئ، في زمن انهيار الاهيف السوداني الذي لم يعد يصمد أمام “رغيفة واحدة”.. لذلك قررت معظم الأندية في وقت سابق التمرد على هذا الواقع وإعلان العصيان الخفي بالسعي لإلغاء الموسم الرياضي قبل أربعة أو خمسة أسابيع من نهاياته.. فوجد ذلك صمودا تاريخيا من رئيس الاتحاد الدكتور كمال شداد.. الذي وقف مثل السيف وحده أمام تآمر بعض قيادات مجلسه.. واقترب كثيرا من أن ينتصر بعودة المنافسة.. على الرغم من أن المنافسة الحالية ستكون مجرد تحصيل حاصل من أجل تحديد ممثلي بطولات الكاف في الابطال والكونفدرالية، ولكن، في ظني.. ليس هناك عشم في أن تكون هناك منافسة حقيقية يقبل عليها الرياضيون بذلك الشغف التنافسي الكبير، لن يحدث ذلك لأن الواقع مؤلم والسماء التي مازالت تمطر.. مازالت تفتح شهيتها على الخراب الذي يجعل جهودنا كلها.. تتخندق في خانة صغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة.. صارت كرة القدم رفاهية، وصارت متابعتها عبارة عن ترف يتجاوز حدود الممكن.. ويداهم أسوار المستحيل.
# ستعود عجلة الدوري إلى الدوران من جديد.. ولكن من غير نفس.. ولا مزاج، بل مجرد أداء واجب.. طالما أن الوطن مجروح بصراخ الأطفال.. وعجز الشيوخ.. وإحباط الشباب.. لا أحد بمقدوره أن يتجاوز ما يحدث في أنحاء متفرقة من هذا الوطن، اجتاحنا الفيضان.. خرب بيوتنا وافسد زرعنا وحطم آخر ما تبقى فينا من قدرة على التفاعل والانفعال.. كورة اوانطة.. ادونا فلوسنا.
# اخيرا.. تواصلت خطوات لجنة تطبيع نادي الهلال بذلك الإيقاع المتسارع الذين جعل الكثيرين يتسابقون من أجل اللحاق بالقطار الذي نتمنى أن يكون قطارا بحجم التحديات والتطلعات.. بالأمس التأم عقد اللجنة بمنزل الكاردينال واسدل الستار على مرحلة الكلام والمطايبات والعلاقات العامة والمجاملة ودقت ساعة العمل.. أغلقوا ملف الاجتماعات وافتحوا ملف العمل الجاد والإنجازات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد