شهدت مباراة المنتخبين العراقي والإيراني، الخميس، أحداثا ساخنة تكللت بفوز “أسود الرافدين” بهدفين مقابل هدف، لكن أكثر ما لفت الأنظار اختلاط الرياضة بالسياسة.
واستغل لاعبون عراقيون ومشجعوهم أحداث اللقاء، لتأكيد مواقفهم الداعمة للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلادهم، التي من ضمن أسباب اشتعالها التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون العراق.
وقاد اللاعب الدولي علاء عباس المنتخب العراقي إلى فوز تاريخي، على ستاد عمّان الدولي، في إطار الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022 وكأس آسيا في الصين 2023.
وسجل عباس هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ليضيف بذلك على الهدف الذي أحرزه زميله مهند علي (ميمي) في الدقيقة 11. فيما سجل للمنتخب الإيراني أحمد نور الله (25).
وما أن سجل منتخب العراق هدفه الأول، حتى ركض اللاعبون فرحا نحو الجماهير، وقامت مجموعة منهم بوضع أيديهم على أفواههم، في إشارة إلى الكمامات التي يرتديها المتظاهرون العراقيون لمواجهة قنابل الغز المسيل للدموع التي تطلقها قوات الأمن تجاههم، التي أسفرت عن وقوع مئات القتلى والجرحى.
وبالرغم من إمكانية تعرض الفريق لعقوبات، التقط اللاعب صفاء هادي قناعا من على أرض الملعب، وارتداه أمام عدسات الكاميرات.
ولم تكن تلك اللقطة الوحيدة التي تخللت فيها الأحداث السياسية المباراة، إذ هتفت المشجعون العراقيون في الملعب: “إيران برا برا.. العراق تبقى حرة”، و”بالروح بالدم نفديك يا عراق”.
وكان نجم المنتخب العراقي، علي عدنان، قد أكد قبل اللقاء، أن الأحداث الشائكة التي يشهدها العراق خلال الأسابيع الأخيرة، أعطت “دافعا معنويا كبيرا” للاعبين لتقديم أداء قوي أمام المنتخب الإيراني.
وقال عدنان في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “لاعبو منتخبنا جاهزون، فنحن نعلم أن المباراة ستكون صعبة، خاصة في ظل الأحداث التي يمر بها العراق، وهذا يعطينا دافعا معنويا كبيرا لنقدم أداء قويا في مباراة كبيرة كهذه”.
واستطرد المدافع العراقي المحترف في صفوف نادي فانكوفر الكندي: “الفريق الإيراني صعب، لكنني وزملائي عازمون على تحقيق نتيجة طيبة في المباراة”.
وشدد عدنان على أن الهدف من الفوز في هذه المباراة بالتحديد هو “إسعاد الشعب العراقي”، قائلا: “أتمنى من الله أن نتغلب على المنتخب الإيراني في هذه المباراة، في سبيل إسعاد الشعب العراقي، وأهالي الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات الأخيرة”.
واختتم اللاعب العراقي الدولي حديثه بالقول: “ندرك أن هذه مباراة كرة قدم، وهي بعيدة تماما عن الأحداث السياسة ولا علاقة لأي طرف سياسي بها، لكن الجميع يعرف أن المنتخب العراقي يلعب منذ سنوات في سبيل أن يفرح الشعب”.
وبهذا الفوز، عزز المنتخب العراقي صدارة المجموعة الثالثة، رافعا رصيده إلى 10 نقاط، مقابل 8 نقاط للبحرين، التي تعادلت الخميس مع هونغ كونغ صفر-صفر، بينما بقي منتخب إيران ثالثا بـ 6 نقاط، وهونغ كونغ رابعة بنقطتين، وكمبوديا في المركز الخامس والأخير بنقطة واحدة.