أدق توصيف لنتيجة مباراة الأمس هو أنها قد حققت فوزاً هاماً في ملعب ولائي قضت به علي هواجس حمي البدايات.
الفوز بالأمس كان هو الأمر الأهم.. فالفريق يحتاج لبداية قوية تعلن عن رغبته في مواصلة الصدارة و من ثم السير خطوة بخطوة نحو منصة التتويج التي تعلو درجات الانتصارات المتتالية.
و فوز جديد.. هو التاسع في مدينة كادوقلي علي أسود الجبال التي لا تعرف الزئير في حضرة سيد البلد و زعيم أنديتها من أقصاها إلي أدناها.
و بالعودة لتفاصيل اللقاء فقد كانت البداية مملة و رتيبة في الشوط الأول الذي كان فيه هلال كادوقلي هو الأكثر خطورة و استحواذاً علي الكرة من واقع الطريقة العقيمة التي ابتدر بها الكابتن أبو عنجة المباراة بعد أن قيد لاعبيه في منتصف الملعب بمهام دفاعية متعددة.
ملعب المباراة كان شبه فارغ من الجمهور.. و الخصم الذي واجهه المريخ هو أحد فرق الذيلية التي لم يفتح الله عليها بالفوز خلال 16 مباراة سوي مرتين.. و مع ذلك فقد عمد أبو عنجة باللعب بثلاثة محاور (ضياء الدين ـ حمزة ـ أبو القاسم) و هو الوضع الذي قيّد حركة الفريق في الثلث الأخير من الملعب لدرجة أن المريخ سدد ثلاث كرات فقط نحو مرمي المضيف كانت واحدة منهم فقط بداخل حدود المرمي!!
المنقذ صلاح نمر (المدافع الهداف) أنقذ فريقه مبكراً و رفع الضغط عن عاتق زملائه حين ترجم عكسية السماني الصاوي في الشباك كهدف أول توقعنا بعده أن يتحرر الفريق قليلاً بدلاً من التقوقع الذي تابعناه.. و للأسف فقد تعرّض الأحمر لضغط هائل من لاعبي هلال الجبال ليثمر ذلك الضغط عن هدف تعادلي نتج من ضربة جزاء في آخر دقيقة للشوط الأول.
و علي طريقة نمر فقد جاء دور الانقاذ تحت أقدام هداف الفريق رمضان عجب الذي أعاد فريقه سريعاً لمربع التفوق بإحرازه للهدف الثاني مستفيداً من عكسية رامي.
بعد الهدف دفع أبو عنجة باللاعب سفيان بديلاً للسماني التائه و الفاقد للياقة البدنية و الذهنية.. حيث تحسنت ألعاب الفريق كثيراً خصوصاً في الشق الهجومي الذي كان يعاني من توهان السماني و سلبية العجب في الشوط الأول.
و مع خواتيم اللقاء وضع التش بصمته الرائعة عبر هدف عالمي من ضربة ثابتة علي حدود منطقة الجزاء.
بالنتيجة التي تحققت قفز الزعيم للنقطة 38 مبتعداً بالصدارة بجدارة و هو الأمر المهم.
نبضات متفرقة
الكاف اوقع عقوبات علي نادي الهلال بحرمانه من الجمهور في اربع مباريات و الغرامة 100 الف دولار.
ادارة الاهلي المصري ترفعت عن شكوي الهلال و لولا ذلك لكانت العقوبات اكبر و اشد ايلاماً.
الهلال سيلعب البطولة الافريقية القادمة محروماً من جمهوره و هو الامر الذي ينذر بخروجه مبكراً.
حتي مباراة اليوم امام الشرطة القضارف فستكون بدون جمهور تنفيذاً لعقوبات لجنة الانضباط بحرمان الهلال لثلاث مباريات من جمهوره.
و حتي لا يختلط علينا الأمر..فالحرمان متعدد.. حرمان محلي سيُنفذ محلياً من اليوم بسبب احداث ليلة رمضان بمبان.. و حرمان قاري بمناسبة الطيران الافريقي المعتاد سيُنفذ مع بداية البطولة الجديدة.
موقع هلال كادوقلي المتأخر في روليت الدوري أثر علي الحضور الجماهيري الذي كان ضعيفاً للغاية في ملعب مورتا.
تشكيلة الزعيم ضمت عدداً من نجوم التسجيلات الجدد (جدو كومر ـ رامي ـ احمد طبنجة ـ أبو القاسم).
لن نحكُم علي نجوم التسجيلات سلباً أو ايجاباً من خلال المباريات الأولي حتي يتم التجانس بينهم و بين النجوم القدامي في الفريق.
منجد النيل عاد لحراسة المرمي الأحمر بعد أن غاب عن الظهور لــ12 مباراة علي التوالي حيث كانت آخر مبارياته مع الفريق ضد حي الوادي نيالا بملعبه و التي خسرها المريخ بهدف نظيف.
خلال المباراة سدد المريخ 10 تسديدات نحو مرمي هلال كادوقلي كانت 5 منهم بداخل حدود المرمي.
المريخ حاز علي 6 ركنيات (4 في الشوط الأول و 2 في الشوط الثاني).
الكابتن جمال أبو عنجة من المدربين أصحاب الهواجس بالأمور الدفاعية و هو الأمر الذي يجعله يقصقص أجنحة الفريق الهجومية بطرق لعب لا تليق بمستويات نجوم المريخ أصحاب الكعب الأعلي علي من سواهم في الأندية الأخري.
الحذر الشديد أمام فريق متذيل و في ملعب خالي من الجمهور أمرٌ غريب و عجيب و لا تفسير له.
حتي الشكل العام للفريق فهو لا يحمل أي بصمة تدريبية أو تكتيك لعب واضح و مُجدي لانتزاع الانتصارات.
بصراحة فوجود أبو عنجة علي رأس الهرم الفني لن يفيد الفريق الذي ننتظر منه التجهيز منذ الآن للموسم الأفريقي القادم بعد شهور.
نتمني أن تبادر الإدارة بالتعاقد مع مدير فني بقامة المريخ ليتعرف علي امكانيات لاعبيه و يعدهم بصورة مثلي في كافة البطولات.
نحترم أبو عنجة كلاعب سابق و نجم مريخي سامق.. و مع ذلك نقول بأنه لا يمتلك المؤهلات الفنية التدريبية التي تمكنه من تدريب فريق بقامة المريخ العظيم.
المريخ يمتلك أعظم الخامات الفنية و تنقصه اللمسة التدريبية في كل المباريات التي خاضها بعد رحيل ابراهومة.
13 مباراة خضها الفريق تحت إمرة أبو عنجة كلها كانت بدون أي ملمح تدريبي أو أي منتوج لجهاز فني نال الفرصة مرات و مرات و لم يتطور الفريق علي يده.