بدعوات كل ضحايا عصابات آل دقلوفي بارا.. حيث ترتاح النفوس المسافرة إلى البقاع الحالمة..!
أبوعاقله أماسا
* نحن العابرون بالطرق القومية نحو كردفان الغرة، تمثل مدينة بارا الكثير، وهي أكبر من مجرد مدينة ومحطة وإستراحة، وليست تلك المدينة التأريخية فقط، ولا مسقط رأس العلماء من أصدقاءنا فحسب، ولا لأنها موطن الرائعين من امثال العزيز البروفيسور زهير مكي وموطن العلماء، ولكن هي المكان الذي نتنسم منه عبير كردفان الغرة بكل مافيها من جمال وأصالة ونضرة وبهاء، ومن بارا تتيقظ المشاعر للإستمتاع بالطريق نحو جنوب كردفان حيث إعتدت السفر بالطريق الترابي القديم، وعن طريق الصادرات الذي سيكون شاهداً على إنجازات الإنقاذ وإبداعات الوالي الأسبق لشمال كردفان مولانا أحمد هارون.. فكثيراً من الولاة قضوا في مناصبهم السنين الطوال وحظوا بدعم وتمويل كبير ولكنهم لم ينجزوا متراً من هذا الطريق، وهذا إحقاق للحق، وعندما تكون المناسبة ذكر الإشراقات لا نبخس عن أحد أشياءه، وعندما يحن موعد الحديث عن السلبيات والإخفاقات والجرائم نجتهد بما أوتينا من قوة لفضحها ..!!
* في بارا ترتاح النفوس ويتلاشى عن المسافرين وعثاء السفر، وفي بارا تعانق المدنية والحضارة جمال ونقاء البادية، فيستنشق العابر من نسمات السواقي قبل أن يواصل المسير إلى الأبيض ومنها إما إلى أم صميمة والخوي والنهود، أو إلى كازقيل والحمادي والدبيبات وطيبة حيث يفترق المسافرون ويسلك الفوج المتجه إلى شرق دارفور ووسطها وغربها وجنوبها طريقا ً إلى اليمين نحو الدبكر أبوزبد والسنوط والفوله، أو إلى اليسار حيث السحر الحلال وآيات الحمال في عروس الجبال.. الدلنج كادقلي عبر البقاع الحالمة..!
* في السفر عبر هذا الطريق حنين يتدفق ما بين حنايا القلب وزوايا العقل، فمن لم يسافر عبر هذا الطريق في الخريف فما غشيته نشوة وسكرة من عشق ووصال.. فهناك تتوسد ارض السودان جنان الدنيا، وتتمدد حياة الريف الساحرة، وفي كل خطوة تقفز إلى خيالك إحدى الأغنيات الكردفانية الجميلة.. تسمع مرة البلوم عبدالرحمن عبدالله، وبعد قليل تسمع صوت عبدالقادر سالم.. ثم إبراهيم موسى أبا.. مع الإيقاعات المختلفة.. عوالم من الدهشة لا يفسدها إلا الجهلاء الذين يعتقدون غباءً أنه من السهل جداً حكم السودان..!
* كردفان تستحق حياة أفضل لأنها ركيزة من الركائز القوية التي بني عليها الوطن الكبير ومهما نشز المتسكعون في طرقات السياسة وأعملوا معاول الهدم لتدميره فهو ثابت، ويكفي أنها عروس الوطن.. طيبة الخصال.. أم خيراً جوة وبره..!!
* ولو علمتم ما في الخوي؟… لطويتم إليها الأرض طي.. في دار حمر.. دار الحكمة.. النهود وعيال بخيت وخماس وحتى أم طجوك على مشارف دارفور.. وغيرها من البوادي الساحرة..كلها تشكل تفاصيل هذا الوطن الذي كل ما استصغره أعداءه خرج من تحت الرماد ليعلن عن وجوده من جديد..!!
* عودة بارا إلى أحضان الوطن تعني الكثير، وهي كذلك محطة لن يكون ما بعدها شبيهة لما كان قبلها، وحتماً سيكون القادم أحلى ليشفي الله قلوب قوم مؤمنين.. فنحن موقنون بالنصر لأن ما عايشناه من ظلم وطغيان وتجبر من هؤلاء البغاة بالجزيرة والوسط سيظل عاراً في جبين السودان والإنسانية لن يزول إلا بدك هذه العصابات ودحرها..
* المتحركات المنصورة بإذن الله تسبقها دعوات المساكين ممن أغتصبت حرائرهم بالجزيرة والخرطوم وسنار، ونهبت أموالهم وقتل أبنائهم وعذبوا ونكل بهم وقد رفعوا أيديهم إلى مدبر هذا الكون، أن انصر جيش الوطن ودمر الطغاة البغاة.. إقتلهم بدداً، واحصهم عدداً ولا تغادر منهم أحداً.. هذه دعوة المظاليم فكيف ترد؟