** أطلقوا على المسألة مصطلح (مفاوضات)، لتلك المحادثات التي تجري بين اللاعب وناديه والنادي المفاوض بغية التوصل لإتفاق يقضي بإنضمامه للأخير، ولما كانت هذه المفاوضات إحدى الفنون الدبلوماسية التي تدرس الآن في الجامعات، كان لابد لها أن تتقيد بضوابط ومواصفات وصفات.. في الشكل والمضمون.. ومن هنا انتقدت إداريي المريخ الحاليين وكتبت أن مدثر خيري لايجيد هذا (الفن) الرفيع وهو يسوقهم كما القطيع..!
** تحدث المدير الفني مع إدارة نادي هلال الأبيض فيما يخص مهاجمهم محمد عباس وانتهى الأمر إلى طريق مسدود، ولم يستفد من ذلك الدرس، ودخل بعد أيام في جدل مع رئيس مريخ كوستي لينتزع منهم رامي كرتكيلا، والطريقة هنا ليست لها علاقة بالمفاوضات أصلا، لأنها تعني في الأساس أن يقدم المريخ عرضه للاعب والنادي، ويرد الطرف الثاني وهو مريخ كوستي إما بالرفض أو القبول، وفي حالة الرفض تظهر قدرات الإداريين في إدارة حوار قد يشتد ويهدأ من أجل الوصول إلى الحلول الوسطى، ولكن.. في حالة المريخ المستعصية الآن، أن مدثر خيري يقدم عرض المريخ ولا يترك مجالا للتفاوض، وقد وضح ذلك في كل المحاولات التي دخل فيها ممثلا للنادي، وكانت مفاوضاته للاعبين مطلقي السراح: أن هنالك (سقف) معتمد من المريخ للاعبي التسجيلات.. وهو (600 ألف جنيه للاعب، بمجموع مليار وثمانمائة لثلاث سنوات.. مع مرتب شهري عشرة آلاف لاتزيد).. هذا العرض ثابت.. لجدو كومر والريح وميسي وراموس وساديو ماني.. هل يعقل هذا؟
** لم يجبرهم أحد على إعلان هذا السقف، وكان بوسعهم الإتفاق عليه في مجلس الإدارة والتفاوض على أقل من هذا الرقم إن شاءوا، ولكنهم كانوا يعلنون أن هذا الرقم مضمون.. ليفاوض اللاعب على مكاسب أخرى..!
** تحاشى المجلس الدخول في أي مفاوضات مع أندية ذات مكانة لشراء خدمات لاعب مؤثر، وعندما اضطروا للدخول في مفاوضات مع مريخ كوستي لإستعادة لاعبه الأسبق والموهوب رامي كرتكيلا، وقع خيري في الفخ، لأن الطرف الثاني هو المريخي المخضرم أحمد علي مصطفى رئيس النادي الذي ينتمي إليه اللاعب، ولمن لايعرف هذا الرجل، فهو إداري منذ السبعينات، وعمل في مجالس إدارات الإتحاد العام لدورات عديدة، وكان رئيسا لبعثات المريخ الخارجية في عدة مرات، أذكر منها رحلة الفريق إلى العاصمة المالية باماكو لمواجهة أيه أس باماكو في كونفيدرالية 2006.. ويكفي أنه من رموز المريخ الكبار من هذه المنطقة، رفقة الراحل الطاهر سالم ومنيب عبده ربه.
** شخص في قامة هذا الرجل يكون من السذاجة أن تدخل عليه لتقول (أي كلام.. والسلام).. ومع ذلك.. طلب فريقه مبلغ 500 ألف ليطلق سراح لاعبه الأفضل ويدعم فريقه لمنافسات الدوري الوسيط، ولم يزايد برغم عرض الهلال البالغ مليار جنيه..
** الفضيحة الكبرى والتي ستجدونها متداولة على الأسافير أن المدير التنفيذي أوحى لجماعته أنه يحق لهم (قانونا) أن يسجلوا اللاعب بتغيير هويته..!
** هذه المادة ألغيت قبل تسعة مواسم كاملة بإقتراح من سعادة اللواء مكي عبدالقادر رئيس نادي النسور.. أي قبل أن تنزل كبسولة الزمن على أرض المريخ ونشهد كل هذه الظواهر العجيبة.. لم أضحك طبعا على عبقرية الإداريين في المريخ، ولكنني حزنت جدا لمستوى التعامل مع هذا الملف… لذلك كتبت مرات ومرات أن مسألة الدعم المالي لوحده لا يكفي..!
حواشي
** الحقيقة التأريخية التي يحاول البعض تجاهلها في المريخ أن هيبة النادي وسمعته وقاعدته التي نستمتع بها الآن لم تبلغ هذا المستوى إلا بحنكة إدارييه وقدراتهم على خلق جو وعلاقات طيبة مع المكونات الأخرى..!
** حتى عندما اضطر النادي لضم الثنائي فيصل العجب والزين آدم بالمادة (31) وقتها، عاد الإداريين وخاضوا مفاوضات مضنية أفضت إلى إعادة العلاقات بين المريخ وكوبر.
** في بداية الثمانيات برغ نجم اللاعب أحمد أبكر في صفوف العباسية وتسابق عليه ثنائي القمة كالمعتاد، فتحرك وفد من المريخ برئاسة الراحل شاخور، ووصل النادي الجار وجلس مع مجلس إدارته الذي كان سكرتيره عمنا عباس الحافظ متعه الله بالصحة والعافية.. المفاوضات في حد ذاتها لم تأخذ وقتا، واتفق الطرفان على مبلغ (15) قيمة للصفقة..!
** شاخور أعجبته نظريته الإستراتيجية بعيدة النظر، لأن عباس الحافظ كان من حجاج المسطبة بنادي المريخ قبل أن يذهب ليتكدر بنادي العباسية بإيعاز من شاخور.. فقرر الأخير دعم العباسية بمبلغ عشرة آلاف جنيه.
** ولأن الحاج شاخور كان إداريا محنكا يتميز بالرؤية السليمة، طلب من الإدارتين ألا يعلنا مبلغ الدعم حتى لايظن الناس أن قيمة الصفقة (25) ألف جنيها بدلا عن (15) ألف جنيه.
** كان ذلك في بداية الثمانينات.. والسادة الكرام لم يتعلموا من المدرسة القديمة شيئا يذكر.. ولم يفلحوا كذلك في تقديم النماذج الحديثة بشكل مقبول.. وصنعوا منها مسخا يشوه صورة النادي مع أقرب أبناءه.
** ما هو سبب صرف النظر عن مجموعة اللاعبين الذين شاهدناهم في الصورة مع عمر محمد عبدالله..؟.. ربما حصل القوم على شهادة بحث تثبت ملكية المريخ لأحدهم.. فأصبحوا يحددون تسجيل اللاعبين بمن يقف وراءهم.. ولو كان ذلك دعما للمريخ.. أو مجلسه..!
** اليوم تغلق أبواب الإنتدابات الشتوية و(الحيرة) سيدة الموقف..!
** النادي الوحيد الذي حدد ما يريد وجهز بدلاء لاعبيه مطلقي السراح قبل التسجيلات هو النسور.. بدون ضوضاء وفوضى وشخصنات وشخبطات..!!
** نادي الأمل يدرك تماما أنه لم يخسر بذهاب أبوالقاسم للمريخ.. والسبب أنهم حددوا مبتغاهم مبكرا ووقعوا مع إبراهيم جعفر ليكون بديلا نزل على الفريق ك(قميص عامر)..!
** كتبت في مقال أمس أنه بقليل من الذكاء كان بوسع مجلس المريخ أن يجمع عشرين مليارا لتسجيلات المحليين.. ويضم نجمين مميزين من الأجانب.. ولكن..!
