بشريات الوعد القادم ورياضة المستقبل

في يناير 10, 2018

خواطر رياضية

د. صلاح الدين محمد عثمان

salahnow886@gmail.com

نحن جميعنا في الوسط الرياضي لاعبين وإداريين وجماهير وكذلك كل الخبراء والمهتمين بمجالات العمل الشبابي والرياضي، كلنا أمل ورجاء لا تحدهما حدود في أن تتمثل الجهات المسئولة على المستوى الإداري الاتحادي أو في مختلف ولايات السودان المسئولة عن التخطيط والتنظيم في وضع المعالجات اللازمة من أجل تحقيق النهضة الرياضية السودانية الشاملة التي تعرضت في الفترة الماضية إلى هزة عنيفة لم تبق ولا تذر تمثلت في عقوبة التجميد للنشاط الرياضي في السودان والتي سببت ضرراً شديداً لكافة فرقنا المشاركة في البطولات الأفريقية والتي جاءت قاصمة ظهر لها في الوقت غير المناسب الذي كانت فيه بطولات الاتحاد الأفريقي في نهاياتها وكذلك الهزائم المتكررة التي تعرض لها منتخبنا الوطني الذي كان مهملاً ومركوناً والتي جعلتنا في مؤخرة التصنيف الدولي للمنتخبات.
لذلك فإننا نقول لا بد من نظرة ووقفة فاحصة وثاقبة لحال كرة القدم والرياضة بصفة عامة في السودان وذلك بعد صدور قانون الرياضة الجديد واللائحة مما يساعد في معالجة الوضع الراهن للنشاط الرياضي وإعادة صياغته برؤية جديدة تستوعب الواقع المعاش بكل تداعياته وإخضاعه لمراجعة شاملة وتصحيح للمسار تراعي استقلالية وديموقراطية الحركة الرياضية وأهليتها عملاً لا قولاً فقط، ومما لا شك فيه أن هذا القانون حتماً هو الذي يؤسس لنهضة رياضية واسعة تستوعب الرؤى والطموحات لكافة الرياضيين، وأنا أرى في هذه الصياغ أن بداية المعالجة قد بدأت بمنتخبنا الوطني لإصلاح حالة لكي يمضي للأمام في قادم الأيام والطريق وهو يبدأ هذه الأيام بدايته الناجحة بإذنه تعالى في بطولة الشأن المقامة في دولة المغرب.
في الإطار نفسه أكد وزير الشباب والرياضة الاتحادي أن إطلالة العام الجديد وعيد الاستقلال جاءت تحمل بشريات الوعد القادم بمستقبل باهر ومسيرة ناهضة متطورة تفتح آفاق واسعة للرياضة السودانية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، تحتاج إلى المراجعة وتصحيح للمسار من أجل الإصلاح ومن ثم الدعوة لمؤتمر رياضي جامع لكل الهيئات والاتحادات والمنظمات وذلك للتداول والتفاكر في كل ما يهم الرياضة والرياضيين لأن الرياضة أصبحت صناعة واستثمار ودبلوماسية شعبية كما هي بناء للأجسام وصحة للجسد والعقل لأن العقل السليم في الجسم السليم ولأن البلاد بعمرانها وحيويتها والتنمية الاقتصادية والاجتماعية يصنعها الشباب المتوثب دائماً للأمام من أجل الزود عن بلاده وبذل كل غالي ورخيص.
في فترة ماضية وقبل سنوات عديدة تم الإعداد لمؤتمر قومي للشباب والرياضة أقيم بقاعة الصداقة بالخرطوم في شهر مايو 1990م في عهد الوزير الأسبق إبراهيم نايل إيدام حيث أعدت في هذا المؤتمر أوراق كثيرة تتعلق بجميع المناشط الرياضية ومراكز الشباب بشقيها وهي مراكز الشباب النموذجية والحرفية بالولايات ومراكز رعاية الشباب الأخرى كما هي في ولاية الخرطوم بالإضافة لملامح عن الحركة الرياضية بالسودان والتوصيات النهائية للمؤتمر والتي يمكن الاستعانة بها مع إجراء بعض التعديلات بها نسبة لعامل الزمن الذي يغير كل شيء ونحن الآن في عصر العولمة وتقانة المعلومات، لذلك فبدلاً من قيام مؤتمر جامع نقترح عقد المؤتمر القومي للشباب والرياضة الثاني لنبدأ من حيث وقف الآخرون.
الأخ العزيز عز الدين عوض الكريم أبو ناصر إيماء لطلبك الخاص بموافاتك ببعض مطبوعاتي التي تحتاج لها عن الإدارة الرياضية أرسلت لك بالإيميل الذي أرسلت لي به طالباً عنوانك أو رقم التلفون أو أي عنوان آخر ولكن لم يصلني أي رد من شخصك الكريم لذلك أرجو منك شاكراً التكرم بإرسالها مع شكري الجزيل.
في ذكرى عيد الاستقلال نذكر بأن الرياضة كانت في قلب الأحداث الوطنية لمحاربة الاستعمار من خلال وجود عناصرها في مختلف المؤسسات الوطنية خاصة في نادي الخريجين، ونادي المريخ كجزء من الحركة الرياضية لم يك نادي رياضي فحسب بل شارك رجاله ومريديه في الحركة الوطنية، لذلك فلا غرو في أن نجد قادة ورموز الحركة الوطنية أحبوا المريخ وشجعوه ونذكر منهم على سبيل المثال أحمد محمد ياسين قطب النادي والذي كان عضواً بمجلس السيادة في عهد الاستقلال وخضر حمد وأحمد خير المحامي ويحيي الفضلي، وحتى الزعيم الأزهري كان يشارك في كل احتفالات النادي ومناسباته ونذكر هنا أنه ومن خلال احتفالات البلان بالعيد الثاني والستين تم تكريم السيد طه صالح شريف الإداري الفذ بالنادي بوسام وشهادة تقديرية تقديراً له ولأعماله الجليلة التي قدمها لخدمة البلاد في شتى المجالات.
احتسب نادي المريخ خلال الأيام الماضية ابناً من أبناءه الخلص الميامين الحاج التوم حسن الذي قضى أجمل أيامه في النادي الذي أحبه منذ صغره وانضم إليه قادماً من فريق أبو عنجة بالموردة هو ورفيق دربه الحاج مزمل مهدي ويكفيه فخراً بأنه كان بجوار الزعيم الأزهري أبو الوطنية لحظة افتتاحه لنادي المريخ سنة 1955م عندما كان وقتها سكرتيراً للنادي وقد كان نعم الإداري المحنك الماهر الذي ضحى كثيراً بنفسه وماله في سبيل رفعة ونهضة النادي العظيم، ألا رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.