بالعربي الكسيح
محمد الطيب الأمين
بعد وقع وكسر (سنو) جا وكسر (ضهرنا) !!
* ذات مرة سألت الأخت الفنانة الفاضلة حنان بلوبلو في حوار صحفي عن الشاعر الغنائي الكبير عوض جبريل عليه الرحمة .
* قلت لحنان : عرفي لي عوض جبريل في كلمتين ؟
* فقالت : هو إنسان سوداني (محتاج) وبيساعد (المحتاجين) .
* ولا أظن هنالك تعريف أرفع وأشرف من هذا .
* (محتاج) بيساعد (المحتاجين) تعبير ذكي وفيه دقة وصدق كبير .
* صدقت بلوبلو فيما ذهبت إليه فقد كان عمنا عوض جبريل مبذولا للناس وكريما لدرجة يخجل منها (فقره وحاله العسير) .
* عم عوض كان (بنا) يمضي نهاره كله في (السقالة) دون أن يقع ويكسر سنه .
* قال وقعت من السقالة وكسرت سني قال .
* انت يا البشير ما كسرت سنك انت كسرت ضهر شعب كامل .
* المهم .. عوض جبريل ومن هذه (السقالة) التي وقع منها البشير وكسر سنو ، استطاع عوض جبريل أن يقدم كثير من الروائع الغنائية المؤثرة في تاريخ كثير من الفنانين.
* ويكفي أنه ومن على (السقالة) كتب رائعته التي تغنى بها محمود عبد العزيز :(لو تعاين ليها تملأ ود عينك ولو تعاين ليك ربنا يعينك) .
* عوض جبريل ورغم أنه كان (بنا) ماهر إلا أن منزله قد (وقع) .
* عوض مثل النجار (بيته مخلع) ، يبني للناس بيوتهم (لو عندهم قروش ولو ما عندهم) ومع ذلك فشل في تأمين منزله بالبنيان الذي يكفيه شر (السقوط) و(دفيق السقف) .
* ويقال أن زوجته كانت تعاتبه على ذلك كثيرا .
* في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد الآن (رمى السيل بيت عوض جبريل بأم درمان) قبل سنوات .
* وقع (السور) ولحقت به (الغرف) فسيطرت الدموع والحزن على أسرته.
* حاول عوض جبريل أن (يواسي) أسرته وتحديدا زوجته فقدم لها أبيات شعر حملت عنوان : (ما تهتمي للأيام ظروف بتعدي) .
* كتبها يواسي زوجته الغاضبة ولم يعلم إنه يواسي الشعب السوداني بأكمله.
* الشعب السوداني (في فيضان ولا ما في فيضان) هو يحتاج لمواساة عوض جبريل .
* ولذلك كان الاقتراح والقرار بأن يكون مطلع الأغنية :(ما تهتموا للأيام) بدلا عن (ما تهتمي للأيام) .
* وقد وصل كمال ترباس إحساس عوض جبريل في هذه الأغنية كما يحب فأحبها كل الشعب السوداني .
ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي
طبيعة الدنيا زى الموج تجيب وتودى
ما تهتموا اصلو الناس حياتا ظروف
بتتعود تغير كل خط مألوف
مصير الزول حياتو ياما فيها يشوف
وفى دنيانا بنلاقى الفرح والخوف
مصير الزول عشان يفتح طريق يادوب
يكون زادو البشيلو معاهو شوق مشبوب
عشان يلقى انتصارو يا زمن محبوب
يضوق المرة. ويتوشح بصبر أيوب
جمال الدنيا فى بسمة سرور وجمال
وفى فرح الخواطر الطيبة فى الآمال
وفى شروق الصباح فى بسمة الأطفال
ومهما تظلم الأيام ضياها الفأل
و ماتهتموا للأيام ظروف بتعدي
وطبيعة الدنيا زي الموج تجيب وتودي
* نرسل هذه الكلمات الصادقات لكل أهلنا في السودان و(نطبطب) عليهم بما (طبطب) به عوض جبريل على زوجته وهذا أضعف الإيمان.
* صحيح هذه الكلمات ما تبقى (رغيف) ولا بتبقى (لحاف) ولكنها إيمان في أضعف حالاته .
* هي دعوة نجددها لكل أهل السودان بالتكاتف والوقفة القوية خلف المتضررين من هذه السيول.
* ونذكر أن هذا الضرر الذي أصابهم لن ينتهي عند تراجع البحر .
* المعاناة عندهم ستبدا بعد تراجع البحر وبعد جفاف المياه .
* ولهذا وقفتنا معهم يجب أن تستمر .
* وننتظر وقفة الهلال والمريخ مع هذه الأسرة المتضررة .
* الهلال في مثل هذه الأشياء سباق يا سوباط .
* لو لم تكن كورونا واللعب بدون جمهور لطلبنا من الهلال أن يتنازل عن دخل ثلاث مباريات لدعم هذه الأسر.
* نسأل الله أن يخفف عنهم ويسترهم ويصبرهم حتى (تعدي هذه الظروف) القاسية .
* و..و..
* وطبيعة الدنيا زي الموج تجيب وتودي .
والله يا أستاذ الطيب انت عزفت على الوتر الحساس وأرجو ان يكون هذا ديدن الصحافة في ان تكون إيجابية في تناول الأمور الوطنية بدل المناوشات والشتايم والسب ،،، التحية لك وللهلال والمريخ