صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بمناسبة عودة المريخ إلى حلفا بعد (٢٤) سنة أمطرت سماء المدينة حباً وعشقاً للمريخ

767

بمناسبة عودة المريخ إلى حلفا بعد (٢٤) سنة

أمطرت سماء المدينة حباً وعشقاً للمريخ ورابط طلاب المدارس حول فندق الملتقى لمشاهدة النجوم

حملتنا بعض الجماهير على الأعناق واكتشفنا أنها شبهتنا بزبكو ونميري..!

أبوعاقله أماسا
* دائماً ما ترتبط رحلات المريخ الخارجية والداخلية بأحداث وتفاصيل تأبى إلا وأن تتشبث بجدار الذاكرة، كماهو الحال لرحلة الفريق التأريخية إلى مدينة حلفا الجديدة ١٩٩٧، وكانت مناسبتها مباراة الذهاب في كأس السودان في مراحلها القومية، في ذلك الموسم الذي كسر الملل عند المريخاب، وبث روح البطولة من جديد، وثمة إستقرار كانت ملامحه قد عادت إلى الفريق بعد موسم الرمادة، رغم ان الصراعات الإدارية كانت تضرب المجلس وتقسمه إلى ثلاثة كيمان، المجموعة الأولى كانت تضم الحجاج بجانب محمد إلياس محجوب نائب الرئيس ماهل أبوجنه، بينما شكل السكرتير عصام الحاج لنفسه جبهة أطلقوا عليها مجموعة البركة، وانتحت المعارضة التي كانت تقودها النهضة وقتها زاوية قصية.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏طريق‏‏

*رحلة حلفا الجديدة*

وضعت القرعة المريخ في مواجهة مريخ حلفا في دور ال١٦، وكانت زيارة تأريخية، تعين على الفريق أن يستغل بص (النيسان) الذي كان يسيطر على سفريات الولايات وقتها، ولأن مدينة حلفا الجديدة العاشقة المولهة بالمريخ كانت وقتها من المدن التي تغادر المنافسات القومية مبكراً لم تتح للفريق زيارتها لعشرات السنين، اللهم إلا زيارة في بواكير نشأة المدينة المهجرة من الشمال لم تكن ذات زخم، وحكى عنها الراحل جاد الله خير السيد الذي كان عضواً في بعثة المريخ، وأذكر انه حكى لنا صولاته في ملاعب المدينة مع فريق منها أعتقد انه حي العرب ما لم تخني الذاكرة.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏‏أشخاص يقفون‏، ‏دراجة نارية‏‏‏ و‏طريق‏‏

*إستقبال تأريخي*

كعادة المدن الولائية مع ثنائي القمة، فتحت حلفا ذراعيها للمريخ وعانقته من كوبري (٦) قبالة مدينة خشم القربة، وزفوا الفريق إلى المدينة عبر الطريق الترابي الرابط بين كوبري (٦) والمدينة لمسافة متربة ومغبرة.. وخرجت المدينة عن بكرة أبيها لتلافي الأبطال وتحتفي بالبعثة التي حلت بفندق الملتقي في قلب المدينة وسوقها الكبير، ووضعت إستراحة بنك النيلين الملاصق للفندق تحت إمرة البعثة، فكانت من نصيب الجهاز الفني والبعثة الإعلامية.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٧‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

*زيارتي الأولى*

بالنسبة لي كانت زيارتي الأولى لمدينة حلفا الجديدة، كنت متحمساً، ومع ذلك كنت أشد تحفظاً ولم أرافق الفريق في البص المقل للبعثة رغم أنها كانت رحلة مصالحة، فتحركت لوحدي عبر السوق الشعبي لأقضي ليلة مع قريب لي بالقضارف، ثم واصلت في اليوم التالي لأوصل المدينة حوالي الحادية عشرة صباحاً، ولأن الطريق الترابي كان أقسى من رياح الهبباي في ذروته، وصلت وكأنني زحفت على ظهر الترعة، معفرا ومغبراً لا تكاد تبين ملامحي، لذلك تحاشيت الوصول إلى مقر إقامة البعثة بفندق الملتقي، واخترت إحدى الفنادق الجديدة.. أعتقد إسمه (الزهران) أو (الظهران).. وحجزت لنفسي غرفة حتى أغير مظهري وأبدل ما كنت أرتديه من ملابس، ومن ثم أذهب لمقابلة أفراد البعثة الذين استقبلوني بحفاوة، وبعض المداعبات، ولكن تعليق شيخ الدين عبدالعزيز (الشبح) كان طريفاً عندما لمحني وأنا في كامل نظافتي، وكأنني مقيم بالمدينة فسألني مندهشاً: *إنت ما جايي من السودان والا شنو؟*.. فضحك الجميع وكانت من قفشات ذلك اليوم.

قد تكون صورة لـ ‏‏دراجة نارية‏ و‏طريق‏‏

*شيخ الدين الشبح*

كان من النجوم المنضمين حديثاً من مريخ الثغر وقتها، ولكنه إندمج سريعاً في الفريق بروحه المرحة والدعابة الحاضرة، وهو لاعب وسط متقدم وصانع ألعاب ماهر لم ينل فرصة كافية في المريخ تليق بموهبته، فتم شطبه بعد فترة وجيزة، والطريف في الأمر أن بعض الأدعياء قالوا أنه (عجوز)… ولكنه واصل نشاطه على مستوى الدرجة الأولى والتأهيلي حتى الموسم قبل الماضي بالأبيض..!

*حلفا تمطر حباً أحمر*

لم أجد في حياتي عشقاً يموج ويمشي كما حب أهل حلفا للمريخ، ويومها شاهدنا المواطنين وطلاب المدارس الإبتدائية والثانويات يرابطون حول فندق الملتقى ويحيطون به إحاطة السوار بالمعصم، على أيام لم تكن فيها هواتف ذكية ولا صور سيلفي.. وظلت تلك الحالة بالساعات الطوال وتدريبات الفريق تشهد حضوراً أنيقاً.

قد تكون صورة لـ ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏

*أنا وزيكو والجيلاني ونميري أحمد سعيد*

من الطرائف العالقة بالأذهان والعصية على النسيان أنني كنت برفقة الزميل نصر الدين الجيلاني، خرجنا من إستراحة بنك النيلين ومتوجهين إلى فندق الملتقى، عندما هجمت علينا مجموعة من الجماهير الشغوفة بلامقدمات وأرادت ان ترفعنا على الأعناق، ولم تفلح توسلاتنا في إثنائهم، وفهمت بعد ذلك أنهم يعتقدون أنني كابتن الفريق منتصر الزاكي (زيكو).. أما صديقي الجيلاني فقد كان نميري أحمد سعيد رغم أنفه وقد كانا من نجوم الصف الأول بلامنازع…!!
المهم أنه وبعد أن عبرنا أمواج الجماهير دون إقناع إحد بأننا صحفيين ولسنا من اللاعبين إكتشفت أنني كنت أرتدي زياً رياضياً أخضر اللون والقميص مرقم بالرقم (١٤) الذي كان يرتديه زيكو، ومع قليل الشبه الذي بيني وصديقي زيكو كان من الصعب إقناعهم بالحقيقة..

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

*مصطفى تتوبه*

في تلك المباراة بين المريخ وشقيقه مريخ حلفا، كانت التحذيرات من مهاجم الفريق مصطفى تتويه بصورة أرعبت الفريق العاصمي، وبالفعل كان تتويه مميزاً، فانتقل إلى الأهلي العاصمي في ذلك الموسم ولكنه لم يجد حظه من النجاح كما كنا نتوقع..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد