* يقول المثل (اللي ساب عادتو.. قلت سعادتو) ولعل ما حدث في الهلال خلال الساعات القليلة الماضية، جسّد عملياً الفوضى التي فرضت نفسها على فريق الكرة، خاصة في الجانب المتعلق بالمحترفين الأجانب حيث لحق الثنائي، مدافع تونس بن فرج، ومهاجم الجزائر بلعويدات بالقائمة الطويلة للاجانب المستغنى عنهم التي وصلت رقم قياسي..!!
* قبل كل شئ، كنت قد طرحت سؤالاً على نفسي قبل ساعات من وصول الثنائي المذكور الى الخرطوم لاتمام التعاقد مع ادارة النادي الازرق.. تمثل ذلك في (كيف يتم الاعتماد على الكوكي في جلب محترفين أجانب قبل ان يتم تأمين استمرارية المدرب الذي تولى أمر ترشيح الثنائي للانضمام الى الكشوفات)..؟!.. تساءلت ولم اجد اجابة..!!
* بخلاف الاشكالية التي حدثت للثنائي ـ وكانت ادارية في المقام الاول ـ لم يقتنع الجهاز الفني بهما ـ خاصة الرجل الثاني حينها صلاح آدم ـ بدليل انه حتى بعد ما استلم المقاليد الفنية لم يتجرأ على الدفع باحدهما في المباريات الرسمية وظل يتحجج بانهما لم يتعرفا حتى الان على طبيعة التعامل في تناقض غريب لما يجب ان يكون عليه اي محترف..!
* وقبل التعاقد مع الثنائي (الخطير).. كان هواة الصيد في المياه العكرة قد وصلوا بآمال وتطلعات عشاق الهلال الى عنان السماء باصرارهم على الصاق صفات خرافية بالثنائي فالمدافع صار لقبه (برج المراقبة) والمهاجم تقلد لقب (الدون) يعني كريستانو رونالدو..!
* وحتى اذا كانت تلك الاوصاف التي اطلقها تجار الكلمة قد نبعت من ما تم مشاهدته في الفيديوهات فان اصغر شخص له علاقة بالكرة يعلم تماماً ما يحدث من فبركة ومونتاج من سماسرة اللاعبين لاجل خداع الادارات بمعاونة اصحاب المصالح الخاصة..!!
* احتفل من احتفل، وعزف على وتر موهبة الثنائي من عزف، وربح من ربح، وجنى الدورلارات من جنى، وبعد ما تحققت المكاسب الخاصة فان نجاح الثنائي من عدمه صار شأن لا يخص التجار الذين لا ولن يسألهم اي شخص عن قصائد الوهم التي غزلوها تمجيداً للتونسي والجزائري مع الاشارة هنا الى اننا لم ننكر امكانية نجاحهما..!!
* وعلى الرغم من التجارب الخرافية ـ في العدد ـ التي مر بها قادة المجلس الحالي للهلال سنظل نتابع تكرار تفاصيل الخطأ بكل جزئياته دون اي رغبة او نظرة ولو لدقائق لاجل الاستفادة من الاخطاء المتتالية والمتوالية التي حدثت في ملف الاحتراف..
* ذهب بن فرج وبلعويدات دون ان نرى احدهما يدافع عن الشعار ولو لمرة في اللقاءات الافريقية التي من اجلها تم التعاقد معهما بهدف ايجاد الفارق، خاصة وان الهلال ـ او كما يجب ان يكون ـ لا يبحث عن بطولات محلية عبر الاجانب لانه شبع منها بالوطنيين..!!
* وكالعادة سنتابع بداية جديدة لذات المسلسل الذي ظل يعرض على مسرح النادي الازرق منذ سنوات طويلة لكن بابطال جدد في كل ستة أشهر.. ولا ولن نمل الاستماع الى من يؤكد و(يحلف بالتقطعو) ان المهاجم الجديد بيقول لميسي (انت شنو).. وهكذا..
* ان التدقيق في الاختيار عبر اهل الرأي الفني هو الذي يقود الى نجاح اي صفقة تتم مع لاعب اجنبي، وتبقى الايام وحدها هي التي ظلت وللاسف تؤكد لنا ضياع الحقيقة في هذا الملف بالتحديد سواء في المريخ او الهلال ولدرجة فقدت فيها قمتنا البوصلة وصارت هدفاً للسماسرة سواء الذين يتواجدون في الداخل او من يعملون في الخارج..!!
* لقد طوينا صفحة التونسي (برج المراقبة) والجزائري (الدون كريستيانو) الى الابد، لكن هل يا ترى ان ذلك يعني نهاية هذا المسلسل البايخ..؟ الاجابة بالطبع لا، لاننا موعودون بحلقة جديدة بابطال لا ولن تخرج عبارات مدحهم عن تلك التي تابعناها قبل ان تطأ اقدام الثنائي الاخير ارض مطار الخرطوم.. فقط استعدوا للازمة الجديدة لنج..!!
* ما دفع للثنائي، وقبلها للعشرات على شاكلة جابسون، موكورو، تيتيه، اوكرا، شيبولا، ماكسيم، جيوفاني، ابو بكر ديارا، اروشا، ابيكو، ايشيا، ونيلسون لازغيلا، وغيرهم من القائمة التي تطول يجعل خسائر النادي المالية تتضاعف.. ولا أمل في الاستفادة.
* تخريمة أولى: غاب السودان عن لقاء الدوحة الدولي لالعاب القوى، وغابت بالتالي الانجازات التي كان يحققها الثنائي ابو بكر كاكي واسماعيل وبقية العقد الفريد.. وبدلاً من ان ينشغل قادة الاعلام الرياضي في بلادي بهذه القضية الجادة، نجدهم قد تفرغوا لـ(المكاواة) والحفر، والشتل والفتل واشعال نيران التعصب بين محبي المريخ والهلال، وممارسة الكذب والتلفيق لتصفية حسابات شخصية خاصة، لا علاقة للصحف بها مع البروفيسور كمال شداد وغيره من القادة الذين عرفهم كل العالم بالنزاهة ونظافة اليد واللسان.. وعلى الرغم من ذلك لا يزال كل من بقلبه سواد يلهث خلف خزعبلاته.. ولا نملك غير ترديد (حسبنا الله ونعم الوكيل) و(لا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم).
* تخريمة ثانية: واصل تلفزيون السودان تميزه بالسهرات الرائعة، فتابعت أول أمس سهرة كانت عبارة عن حلقة لبرنامج (انا بهواك) للراحل صلاح محمد عيسى تناولت كل تفصل حياته وبداياته ونجوميته والشعراء والملحنين الذين تعامل معهم.. لقد انبهرنا بالحلقة الشيقة، والمعلومات المثيرة التي ابرزها التعليق والاغاني القديمة، وشملت الحلقة زيارة لمنزل اسرة الراحل، والحي الذي ترعرع فيه الى جانب مداخلات مع بعض الشعراء الذين تعامل معهم.. انها نقطة تحسب لصالح المدير الجديد للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون البزعي والذي نتوقع ان يتمكن ـ مع الوقت ـ من اعادة المشاهد السوداني ـ داخل وخارج البلاد ـ الى شاشة التلفزيون القومي.. التحية للتلفزيون والمدير الجديد، مع الامنيات القلبية الصادقة بالمزيد من التنقيب في كنوز الماضي والاستفادة من التسجيلات الخرافية الاثرية القديمة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.