صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بين دوري يُصقل الهلال… وآخر يُنوّمه

17

بين دوري يُصقل الهلال… وآخر يُنوّمه
فارس ضحية، كبه مجاملة، وأبوعشرين كبش فداء في قرارات مرتعشة
العمود الحر

عبدالعزيز المازري

 

الهلال حين اختار الدوري الموريتاني، لم يذهب للسياحة، بل ذهب ليختبر نفسه في دوري به شغف، احتكاك، جمهور يعرف معنى المنافسة، وفرق تلعب لتفوز لا لتكمل الجدول.
قد لا تكون الملاعب فاخرة، ولا النقل التلفزيوني مبهرًا، لكن الهلال خرج بفائدة حقيقية: *شخصية، احتكاك، وإحساس بالمباراة*.

أما اليوم، الهلال في الدوري الرواندي…
ملاعب أنيقة؟ نعم.
تنظيم جميل؟ حاضر.
لكن كرة؟ ضعيفة.
شغف؟ غائب.
ضغط جماهيري؟ صفر.
وهنا السؤال المؤلم:
هل الهلال يستفيد فنيًا وذهنيًا؟ أم أننا أمام **سوء اختيار إداري** دفع الفريق ثمنه في أفريقيا؟

الخسارة من متذيل الدوري ليست حادثة عابرة.
هي نتيجة طبيعية لفريق بلا دافع، وبلا انضباط ذهني.
والطرد المتكرر لم يعد سلوك لاعب، بل *فشل إدارة كرة*.
الإدارة تحت المجهر

هنا يجب أن نكون واضحين:
**عاطف النور** ليس مجرد مدير كرة بالاسم، بل المسؤول الأول عن الانضباط داخل الملعب.
ما يحدث اليوم من طرد، انفعال، وتهور… يحدث لأن الرسالة غائبة، أو الصرامة غير موجودة.

**العليقي** كان أكبر شركاء الفشل:
هو من أبقى على **أبوعشرين في الكشوفات**، وفرّط في حارس مثل **أبوجا**، ضيع فرصة تأمين مركز الحراسة، وجعل الفريق يدفع الثمن لاحقًا.
ومن أبقى **فارس** رغم عدم جاهزيته، ومن جامل **علي كبه** رغم محدوديته الفنية والذهنية؟
هذه ليست أخطاء فردية، بل **قرارات مرتعشة من الإدارة**.

ريجيكامب يغيّر التشكيل والطريقة باستمرار، لكن من وضع له الأدوات؟ من حدد له البدائل؟
مدرب الحراس؟ ألا يسأل أحد عن غياب أبوعشرين عن المباريات، ثم الزج به فجأة في مباراة كاملة تحت الضغط؟
أليست هذه شهادة وفاة كروية؟ اللاعب مستحق للمنتخب، وفُرِض عليه وضعية محرقة بلا داعٍ.
اللاعبين والجماهير

الجماهير لم تكن ناعمة… بل كانت قاسية على **أبوعشرين، فارس، وعلي كبه**.
الغضب مفهوم، لكن اختزال الأزمة في ثلاثة أسماء هو هروب من الحقيقة.

أبوعشرين بقي بلا نسق، ثم ألقي به في قلب العاصفة.
فارس بلا تدرج حقيقي، وعلي كبه محدود الذهنية والقرار، ومع ذلك ظل خيارًا حاضرًا وكأن الهلال بلا بدائل.

الهجوم على اللاعبين مفهوم، لكنه ناقص.
المسؤولية الكبرى تقع على من اختار، ومن أبقى، ومن أدار المشهد بهذا الارتباك.

تذبذب المستويات أصبح سمة عامة.
أنانية مفرطة، واعتماد على المهارة الفردية.
أحمد سالم تارة يسطع، وصيام صنداي عن التهديف يثير أسئلة: هل المشكلة نفسية، أم توظيف، أم فقدان الدافع؟
الإجابة واحدة: **غياب الإعداد الذهني والفني الصحيح**.
مقارنة الدوريين

الدوري الموريتاني صقل الهلال، أعده نفسيًا وبدنيًا، بينما الدوري الرواندي… أهدأ، جميل، لكنه **يُنوّم الفريق**، لا يحفزه.
كل ذلك نتيجة سوء تقدير الإدارة، التي فضّلت ملاعب أفضل على محتوى المنافسة، وتجاهلت **أهمية الاحتكاك الحقيقي للفريق**.
إداريًا وقانونيًا

الملف القانوني صامت.
أين الاستئناف؟ ماذا فعل المجلس؟ لماذا الصمت؟
الجماهير تطالب بالحقائق، لا بالبيانات.

المجلس يُجيد البيانات والشراكات، لكنه عاجز عن مواجهة أخطائه، وترك القرار الحيوي يمر دون محاسبة.
ترك ليبيا حيث الجماهير قوية، واختار رواندا، ثم عاد ليصحح الخطأ بعد فوات الأوان.
هكذا دائمًا… الفأس أولًا، ثم التفكير.

الهلال لا ينقصه المال أو الأسماء أو التاريخ، بل الجرأة في محاسبة الذات، والصرامة في إدارة الفريق، والوضوح مع الجماهير.
**كلمات حرة:**

الجماهير تُخطئ حين تُحوّل الغضب إلى شتائم، وتُصيب حين ترفض الصمت.
لكن الغضب الذكي لا يضرب الحلقة الأضعف، بل يذهب مباشرة إلى من صنع القرار.
أبوعشرين، فارس، وعلي كبه… ليسوا المشكلة الأساسية، بل نتائج فشل إدارة كاملة.
**كلمة حرة أخيرة:**

حين ينجو المسؤول من النقد،
يدفع اللاعب الثمن،
ويدفع الهلال أكثر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد