مذاق الحـــــروف..
عماد الدين عمر الحسن
محبط جداأن الشعب السوداني بعد أكثر من ستين عاما من استقلاله ، وقرابة الثلاثين عاما من إنقاذه وهو لا يزال في مرحلة الحديث عن كسرة الخبز ، محزن للغاية أن بلدا كالسودان – يتمتع بالعديد من الثروات الطبيعية ومقومات الانتاج بمختلف أنواعها – ثم لا ينجح في توفير الحياة الكريمة لابنائه ، قمة الفشل أن يتوفر لبلد كل معطيات التقدم والنماء ثم لا ينجح في استغلالها بالشكل الامثل للوصول بانسانه الي درجة أعلي بقليل من حد الكفاف – ناهيك عن الرفاهية بعد كل هذه السنوات الطوال .
السودان الذي كان يلقب ب( سلة غذاء العالم ) بسبب توافر العديد من المعطيات والمزايا التي كان من المفترضأن تؤهله بجدارة ليكون أهلا لحمل هذا اللقب يفشل – ليس في توفير الغذاء للعالم – بل حتي لنفسه للدرجة التي يعاني فيها الناس من الحصول فقط علي قطعة من الخبز . ومن تتوفر له مثل كل هذه المعطيات ثم يفشل في إستغلالها بالشكل الأمثل للوصول الي أفضل النتائج – فلابد أن يبحث بجدية في أسباب ذلك الفشل .
أول تفسير منطقي لحالة الفشل في الوصول الي النتائج المطلوبة – رغم توافر المعطيات – هو سوء الادارة ، فمن تعريفات الادارة أنها فن الوصول الي افضل نتائج باستخدام اقل موارد ممكنة ، علي ذلك فمن البديهي أن نسبة الفشل تكون أكبر كل ما كانت الموارد أوفر والنتائج أسوأ ، وهو عين الواقع الذي نعايشه الان في السودان . وطالما أن الحديث عن بلد وليس عن منشأة اقتصادية فربما يكون مصطلح سوء السياسة هو الانسب للاستخدام من سوء الادارة ،وهو الأشمل ايضا .
للفساد كذلك نصيب مقدرفي الوصول الي مثل هذا الواقع ، وإن كنا سنعجز عن اثبات ما نقول بالادلة والبراهين كما نطالب بذلكدائما كلما تحدثنا عن الفساد ، ولكن نقول أن الاثبات يطالب به من يرغب في المحاكمة ، ونحن لم نطالب حتي الان بمحاكمات – بل بتوخي الاصلاح قدر المستطاع ، فإبعاد من تحوم حوله الشبهات لا يحتاج الي براهين بقدر ما يحتاج الي شجاعة في اتخاذ القرار .
وناحية اخري مهمة تعضد من قول أن الفساد لا يحتاج الي براهين ، وهي أن الفساد لا يستطيع ستر نفسه ،فهو يتمتع بروائح نفاذه تجدها من علي بعد الف ميل ، وليس صعبا أن يلحظ الباحث عن الفساد حجم التغيرات التي تظهر علي من يمارسه دون اجتهاد– فقط –إذا صدقت النوايا في محاربته .
ثم لا نبرئ أنفسنا كشعب كسول يحسن التنظير في كل شئ ، يكثر الكلام ويقل العمل ، يكثر الاستهلاك ويقل الانتاج ، وفوق كل ذلك كله لا يحسن التعبير عن رفضه لسوء الادارة أو السياسة التي ساعدت الي جانبه في الوصول الي مثل هذه الاوضاع التي يعيشها .
ونقطة اخري في غاية ألاهمية تتجه الي إشراك الشعب في المسؤلية الي جانب حكومته ، حيث يشاركها العديد من الصفات السالبة – أهمها الجشع والميل الي استغلال غيره للاكثار من موارده – فاذا رفعت الحكومة الدعم عن بعض السلع لتتجنب الصرف وزادت علي ذلك بعض الاسعار– سارع كل من اقتني منها الي مضاعفة الاسعار بشكل كبير لا يتناسب مع النسبة المرفوعة من الدعم ، وقد يرفع كذلك أسعار سلع لم تكن معنية بتلك الزيادات ، وهذه ممارسات موجودة عند التجار ولا دخل للحكومة بها ، وأقرب مثال نورده علي ذلك أن الحكومة عندما رفعت سعر رغيف الخبز الي جنيه واحد للقطعة – ارتفع سعر الوجبة في كثير من المحال التي تقدم الوجبات السريعة الي الضعف وهي زيادة غير مبررة بأي حال من الأحوال .
مـــذاق الحــــروف
عــمــاد الدين عـمــر الحسن
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app