صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
بَرلـوم رئاسَـة!!
حتى لا نخدع أنفسنا، وحتى لا تأخذنا نشوة الانتصار والفوز بالدوري الموريتاني، ونحن نتحدّث عن مشاكل المريخ وعن الأحداث هنالك والتي درج على تسميتها مجازاً بـ(بيت البكاء)، نقول إنّ مشاكل الإعلام المريخي توجد أيضاً في الإعلام الهلالي ـ نحن برضو عندنا مشاكل، والإعلام بصورة عامة جُـزءٌ أساسيٌّ من الأزمة، ليس في الرياضة فقط، بل في كافة المجالات، في السياسة والفنون والأدب والاقتصاد والمُجتمع ـ نحن عندنا مشاكل كتيرة وفينا عيوب لا حصر لها ولا عدد، لا أتحدّث عن الآخرين، أتحدّث عن نفسي أيضاً، وإن كان إعلام المريخ يتصدّر المشهد السَّـلبي، وقد أطلق جمال الوالي أكثر رئيس في تاريخ المريخ وجد دعماً وسنداً من إعلام المريخ، على الإعلام الذي سانده لقب (الإعلام السالب)، وإن كانت في التسمية إشارةٌ إلى جزءٍ من الإعلام، باعتبار أنّ كل شئ فيه السّـالب والمُـوجِب مثل حجارة البطارية (سالب وموجب)، ولا ننسى كذلك الوصف الذي أطلقه هيثم مصطفى على إعلام الهلال عندما أشار إلى أن منهم من يُشترى بصحن فول ـ عموماً الإعلام دائماً يكون في صدام مع تلك الجهات، لأنّ علاقته معه علاقة (نقدية) أو (تصادمية)، أو (عكسية)، هذا يحدث في كل العالم.
لا نريد منهم جزاءً ولا شكورا، لكن هذا لا ينفي أنّنا كلنا عندنا مشاكل وأنّ الإعلام جُـزءٌ من الأزمة وإن كنت أعتبر أنّ (الإدارات) أو الإدارة هي أزمتنا ومشكلتنا الكبرى، ليس في الرياضة وحدها، بل في كل شئ.
نعم لا أعفي الإعلام الرياضي عامة من تحمُّله جُزءاً من المشكلة، ولا استثني الجمهور الذي أصبح هو الآخر جُـزءاً من الإعلام.
من أكبر مشاكلنا، إنّنا في الإعلام نحاول أن نكون أصحاب القرار أو أن نتبنّى القرارات حتى في الأمور الفنية، إلى جانب الأزمة التي تتجسّد في الإعلام الخاص أو الملاكي الذي يظل يدافع في الصاح والغلط عن الإداريين طالما كانت هناك مصلحة تجمعهم مع الإداري، أو مع مجلس الإدارة، وهذا موجودٌ في الهلال والمريخ، غير أنّ تركيبة الهلال غير تركيبة المريخ، في الهلال مثل هذه الأشياء لا تصمد كثيراً وهي غير مقبولة حتى في وقت النجاح، في المريخ عندما يحدث نجاحٌ يقبلون بها، ويصمتون عنها ولا تظهر الاعتراضات لها إلّا عند الفشل.
إذا تحدّثنا عن أزمة المريخ الحالية هي في وجهة نظري ليست أزمة فنية، وليست أزمة لاعبين، (أنا عادةً ضد تجريم وتحميل الأجهزة الفنية واللاعبين أسباب التدهـور أو التراجع)، المُشكلة في المريخ (إدارية) ثم (إعلامية)، ومشاكل الهلال أيضاً لا تخرج من هذا الإطار، لا يُعقل أن تأتي بأسماءٍ شابّـة ومواهب صغيرة وتنتظر أن تعطيك في نفس الموسم، إذا تتبّعنا مسيرة المواهب الشابّـة منذ عاكف عطا وعقيد ومصطفى كومي في الهلال وإبراهومة وخالد أحمد المصطفى ونميري أحمد سعيد وحتى الجزولي نوح وموسى كانتي وياسر جوباك وكنن، سوف تجد أنّ هذه الأسماء شاركت مع المنتخب في إيطاليا (الحديث عن جيل عاكف عطا وإبراهومة)، ومرّت بتجارب كبيرة قبل أن تعطي وتظهر بصورة مُشرفة مع القمة، أما الجزولي نوح وكانتي وجوباك وكنن، فقد كانوا في حاجة إلى سنوات حتى يصلوا لهذا المستوى الذي وصلوه الآن.. وهنالك سليمان عز الله وأمجد قلق (المشوار طويل)، لذلك المواهب الشابّـة حتى تنجح في الهلال والمريخ تحتاج إلى 5 سنوات مع وجود حالات استثناء لا يمكن الأخذ بها.
مجلس المريخ السابق والماضي، أفرغ المريخ من لاعبيه الكبار الذين كانوا يمثلون شقّاً أساسيّاً في المنتخب الوطني مثل محمد المصطفى وكرشوم وصلاح نمر وعمار طيفور وبخيت خميس ،والتاج يعقوب ،والجزولي نوح والتش وأحمد آدم بيبو وضياء الدين محجوب، وحمزة داؤود وكسرى وكوكو ، كل هذه الأسماء استغنى عنها المريخ، بَـاع بعضهم، وأعَـار بعضهم، وفشل في إعادة قيد بعضهم،وإستغنى عن بعصهم ، ثم جاء رئيس المريخ عمر النمير وتحدّث على صفحته الشخصية أنّ المريخ لا يملك صفاً أول من اللاعبين، علماً بأنّ الصف الأول أضاعه النمير ومن سبقه، ثم جاء يبكي عليه ويهاجم لاعبيه بأنهم ليسوا صفاً أول، ويتعلّل بعد ذلك بأنّ لاعبي المريخ الذين غادروا الفريق رفضوا العَـودة، وكيف يعودون إذا كانت العقلية التي تديرهم بهذا المستوى ـ فشل إعادتهم يُحسب على مجلس الإدارة الذي فرّط فيهم، لقد تمّ الاستغناء عن الصف الأول بحجة التجديد ومشروع المريخ، وبخلوا بعدم الصبر والدعم للصف الثاني حتى يصبح صفاً أول.
الغريب أنّ إعلام المريخ لم ينتقد المجلس عندما استغنى عن الصف الأول، ولم ينتقد المجلس عندما وصف لاعبي المريخ بالصف الثاني أو أشار إلى ذلك بعد أن كان إعلام المريخ يتغزّل في مواهب المريخ ويتحدّى بالمحترفين الذين يلعبون في المريخ ويراهن عليهم.
الآن يصور إعلام الرئيس أن هنالك حملة على النمير، وأنه مُستهدفٌ، معترضون على أن يتعرض رئيس المريخ لانتقادات، حتى إذا كان المريخ يتراجع، هم يقبلون أن تهاجم وتنتقد المدرب أو اللاعبين، لكن لا يقبلون أن تنتقد الرئيس حتى وإن كان الرئيس هو سبب ذلك التراجع.. عادوا يتحدّثون ويوعدون جماهير المريخ أن التسجيلات هذا العام سوف تكون غير، وإنّهم رصدوا أسماءً ممتازة، وإنّ هنالك طفرةً سوف تحدث في الفريق ـ وهذا هو نفس الكلام في التسجيلات الماضية، أسطوانة نسمعها عادةً في كل تسجيلات..!
ما علينا…
تاني يا النمير، عشان تعرفوا المشكلة وين؟ مجلس المريخ لم يحافظ على الصف الأول في المريخ، ولم يقدم الدعم والسند للصف الثاني، ولم يصبر عليهم حتى يصبحوا صفاً أول.
كدا وضحت؟
ما في صف تاني بيصبح صف أول بين يوم وليلة أو في موسم أو حتى موسمين، لكي يحدث الانسجام والتّفاهُـم أنت محتاج على الأقل لثلاث سنوات.
طبعاً إلى جانب المواهب المحلية الصغيرة في المريخ، هنالك أسماءٌ كبيرةٌ وتمتلك خبرات كبيرة مثل أمير كمال ورمضان عجب والسماني الصاوي، وهناك محترفون كبار في المريخ يلعبون لمنتخبات بلادهم، ولكن للاستفادة من هذه الخبرات، وتلك الأسماء الأجنبية وهي تلعب مع عناصر تصغرها بأكثر من 15 عاماً، ستكون في حاجة إلى الوقت والصبر حتى تنتقل تلك الخبرات إلى الأجيال الجديدة، “ما في خبرات بتنقل في موسم”.
ولا في خبرات بتنقل بالأعمدة الصحفية والبوستات والباسطة!!
في مثل هذه الأزمات أدعم فريقك، وساند اللاعبين، لا تُحطِّموهم، حاجة الفريق لإعلامه وجمهوره تظهر في هذا الوقت.
لقد وجدت أنّ هنالك انتقادات وهجوماً قاسياً وُجِّــه للاعب صغير في السن وموهبة ينتظر منها وهو اللاعب اليافع والموهوب منذر تبو، الذي كان إعلام المريخ يراهن عليه ويتغـزّل فيه، اللاعب تراجع مستواه في المباريات الأخيرة، فتعرّض لعملية ذبح نقدي، وكذا الحال بالنسبة ليوسف فداسي الذي قرّروا الاستغناء عنه.
قبل ذلك، هاجموا وانتقدوا وذبحوا موسى كانتي، فقط لأنّ اللاعب يفكر في مستقبله ليحرموه حتى من فترة معايشة أتيحت له في إنجلترا، الإدارة التي تفعل ذلك تبقى هي المشكلة، والإعلام الذي يساعدها على ذلك يبقى إعلاماً يبحث عن مصلحته الخاصة رغم أنّـه يدعي بحثه عن مصلحة المريخ ويتكلّم باسمه.
المفارقة الغريبة أنّ رئيس المريخ أكّـد أنّ المريخ مشكلته في المدربين واللاعبين، وأنّ الإدارة لم تُقصِّر (ربما لم تُقصِّر مع الإعلام)، لذلك صَمَـتَ إعلام المريخ ولم ينتقد رئيس النادي الذي يفتقد للخبرة، وجاء إعلام المريخ بعد ذلك واتّهم لاعبيه بالتواطؤ والخسارة برباعية عن قصد أمام تفرغ زينة اعتراضاً على تصريحات رئيس النادي الذي شكّك في إمكانياتهم، وجاء إعلام المريخ بعد ذلك وشكّك في ذمّـتهم، وينتظرون منهم بعد ذلك أن يقدموا شيئاً.. (والله بعد كلامهم دا الأربعة شوية عليهم)، رئيس المريخ تحدث عن أزمة المريخ وعدم وجود لاعبي صف أول في المريخ، كيف لكم أن تستغربوا بعد ذلك من الخسارة والنمير قال ما عندنا فريق؟ طبيعي أن يخسر فريقٌ بهذا المستوى حسب نظرة رئيس النادي!!
الاتهام الذي وجّهه رئيس نادي المريخ والمتمثل في عدم وجود صف أول من اللاعبين في المريخ، نرد عليه بالقول إنّ المريخ كذلك لا يوجد فيه صف أول من الإداريين، ويمكن أن نقول حسب خبرات النمير وتجربته وإمكانيته، إنّ رئيس المريخ صف رابع من الإداريين إذا قارنه المريخاب أنفسهم بجمال الوالي، يعني بقت على اللاعبين؟!
طبعاً في الإعلام في ناس بغضبوا للرئيس أكثر من الرئيس نفسه، يغضبوا من أجله وينفعلوا عشان خاطره، وأكيد هذا الكلام سوف يغضبهم، وهو أمرٌ كان يحدث مع صلاح إدريس وجمال الوالي والكاردينال، ويحدث مع برالمة الرؤساء الآخرين للمريخ من سوداكال وحتى النمير.. ديل كلهم رؤساء برالمة.
إنّنا إذا قارنّا النمير برؤساء أو شخصيات إدارية أو حتى أعضاء فَـذّة في المريخ منذ شاخور وأبو العائلة ومهدي الفكي وخالد حسن عباس وفيصل محمد عبد الله وود الياس وحتى عهد جمال الوالي ومحمد جعفر قريش، فإنّ النمير يبقى (برلوم رئاسة) ، لا يصلح رئيس رابطة لجماهير المريخ، بل قد لا يصلح حتى كمشجع عادي، ما دام هو يتحدّث عن لاعبي المريخ بهذه الصورة التي جعلت إعلام المريخ يتّهمهم بالتواطــؤ.
يمكن أن يكون الفرق بين أوّاب عنتر ووهيب شندي لاعبي الفئات السنية لنادي المريخ وخالد أحمد المصطفى ونميري أحمد سعيد كبيراً، لكن الفرق بين النمير والوالي حسب نظرة المريخاب أنفسهم أكبر.. الفرق حسب نظرتهم يمكن يكون سَـنة ضوئيّـة.. ومن عندي يمكن أن يكون الفرق بين النمير وسوداكال شهراً ضوئياً لصالح الأخير.
وللأمانة، فإنّ سوداكال كان بعرف يسجل (صف أول)، أنا الزول دا لغاية الآن متحير منه في الحتة دي.
لماذا تدعموا النمير ولا تدعموا منذر تبو؟ مَن يحتاج للدعم هو تبو وليس النمير!!
إذا كان هنالك لاعبٌ مُطلق السراح أو لاعبٌ اقترب من انتهاء فترة قيده في المريخ، كيف سوف يعيد قيده مرةً أخرى بعد كلام رئيس المريخ عنهم في صفحته الخاصة وكلام إعلام المريخ عنهم في صحيفة ناديهم الرسمية؟!
يا العليقي النمير قدّم ليك المريخ على طبق من فضة، كدى شوف لينا موهبة موهبتين من الصف التاني للمريخ سوف تجدون بينهم (جان كلود) مدفوناً.
في ظل هذه الأوضاع، وتلك الإدارة، كان من الطبيعي أن يهاجر لاعبو المريخ وأن يرفضوا إعادة قيدهم، بل بعضهم قام بخطوات فعلية لفسخ تعاقده مع المريخ، ومن رحل ولو مُعاراً رفض العودة حسب كلام رئيس النادي.
قد يكون لعمر النمير مستقبلٌ إداري جيدٌ في المريخ، وقد يكون يمتلك المال والإمكانيات، ولكنه يفتقد للخبرات والتجربة، يفتقد حتى للكياسة ـ إعلام المريخ ما ح يقول ليك كلام زي دا، لكن نحن بنقوله ليك.
قبل المريخ الناس كانت بتعرف رمضان عجب وبخيت خميس والتش وأحمد بيتر ومبارك عبد الله، لكن قبل المريخ الكان بعرف النمير منو؟
إنتوا الرؤساء ديل بتجيبوهم لينا من وين؟ عليكم الله ما تجيبوا لينا من الطرف.
الغريب أنّ إعلام المريخ وبعض الجماهير ممكن ينتقدوا هيثم كابو ويهاجموه، لكن النمير لا، والإدارة في الهلال والمريخ، إدارة (رئاسية)، إذا كان الرئيس جيداً، المجلس يكون جيداً، وإذا كان الرئيس مُتواضعاً، المجلس يكون مُتواضعاً.. الرئيس في الهلال والمريخ زي (القلب) إذا صلح صلح الإنسان، وإذا فسد فسد الإنسان.
…
متاريس
لا أنسى ولا يخفى عليّ الانتقادات القوية التي قدمتها صحيفة الرد كاسل لمجلس المريخ، كذلك لا أغفل انتقادات الأستاذ محمد كامل سعيد لرئيس المريخ الحالي.
يعني في جزء من إعلام المريخ بنتقد، غير إني قصدت إعلام المريخ الرسمي الذي يتحدّث باسم المريخ ويصدر صحيفة باسم المريخ.
لكن برضو صحيفة الرد كاسل أوصلت نجوم المريخ السماء، وهسع قلبت عليهم، لكن يحفظ لهم انتقادهم للإدارة.
شكلي ظهر لي مشـوار.
…
ترس أخير: ناس المريخ بهاجموا في اللاعبين عشان يسجِّلوا ليهم 17 لاعباً جديداً.. نحن حفظناكم حفظ، بفتِّشوا للمُـبرّر!!
من بعد زمن طويل عدت للكتابة الصحفيه الهادفة المقنعة التي تستفيد منها كرة القدم السودانيه اداريا وفنيا وعلميا في إصلاح حالها المايل ولعل شلة المتصحفين أيضا يستفيدوا من عمق الموضوع بساطة الطرح وغمز العين للطرف الاخر وليس بخباثه انما بالنصح والإرشاد المبطن.. شكرا لك على هذا المقال الذي يوزن بالذهب وهكذا يكون الصحفي المثقف والمتعلم وتكون الصحافة الهادفة والراقية والتي لا تخلو من بعض المناكفات الجميلة الخفيفه والمحترمة من غير ان تخل بالموضوع ولا تنزل في وحل الرداءة والبزاءة واللا موضوعية… شكرا لك مرة أخرى.