تجربة رجال المال والأعمال في إدارة كرة القدم بالسودان الكاردينال مثال
*نقاش ممتع وثري وهادف حول تجربة رجال المال والأعمال في إدارة الهلال أداره بعض الاخوة الهلالاب الخلص بقروب (هلالاب فقط) قادني لكتابة هذا المقال وقد دار النقاش حول قدرة رجال المال والأعمال في إدارة الأندية الرياضية ومدى نجاح أو فشل هذه التجربة باندياتنا خاصة نادي الهلال .
*يمكننا في البداية التطرق لفترة رئاسة صلاح ادريس للهلال وفترة جمال الوالي في المريخ وقد تزامنا بعض الوقت في قيادتهما للناديين ومن هنا كانت بداية الانهيار الكروي بالبلاد وإدخال بعض الأساليب والمفاهيم البعيدة عن الخلق الرياضي وظهور الممارسات السالبة والطرقة الكريهة الملتوية وانتهاء زمن الولاء والانتماء وبداية التحدث بلغة المال وانتشار عبارة (الكاش يقلل النقاش) ..!!
* الظواهر السالبة التي ظهرت في عهد جمال وصلاح لا تحصى ولا تعد ويعلمها القاصي والداني وقد كان دكتور شداد يقف لهما بالمرصاد ولا يتركهما علي هواهما وقد استطاع ايقافهما عند حدهما وبعد فوز معتصم جعفر برئاسة الاتحاد العام ترك لهما الحبل علي الغارب وأصبحت كرة القدم السودانية تدار بواسطة (العديلين) وتؤثر فيها التقاطعات المالية والمصالح التجارية والمرابحات البنكية وهكذا رزحت الرياضة السودانية تحت سندان شركة أفراس ومصنع ساريا وحتى العضوية كانت مختلطة ومشتركة ببن (العديلين) مريخاب يدلون بصوتهم للارباب وهلالاب يدلون بصوتهم للوالي وأنت (صوّت) لي وأنا (أصوّت) ليك وزيتنا في بيتنا .
*قصدت بهذه المقدمة أن أوضح بأن العلقية الإدارية في السودان والتي يتصدرها رجال المال والأعمال واحدة وانهم أكبر معوق للكرة السودانية والسبب الرئيسي لتخلفها وعدم تقدمها وتطورها وانه لا فرق في طريقة الإدارة بالناديين في الماضي والحاضر ولا فرق بين الارباب والوالي وبين كردنة وسوداكال جميعهم يملكون المال ويفتقدون الأفكار وشركاء في الخراب والدمار وحتى لا نظلم صلاح إدريس فقد كان نسبيا يملك بعض الرؤية الكروية خاصة في جانب تسجيل اللاعبين الجيدين وإن لم يلتئم المال مع الأفكار فلن تتقدم الكرة السودانية قيد أنملة فإذا توفر المال ولم تكن هناك إدارة واعية جيداً لعملها ومحترفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لن يتحقق النجاح المنشود، ولن ينفع المال بشيء في هذه الحالة ، ومن الممكن أن يتم صرفه في غير ما خصص له ويضيع هباء ولو أن هناك ناديا ضخ أموالاً طائلة أكثر من منافسيه في موسم ما، واستعان بإدارة ناجحة فسوف يحصد البطولات وهى قمة النجاح للإدارة، فالكل يدرك الآن أن عنصر المال الوفير هو الذي يحقق الطموحات مع إدارة واعية ولا يمكن العمل بعنصر واحد وإغفال الآخر، فالمال والإدارة الناجحة وجهان لعملة واحدة .
*نعم ساهم الكاردينال في نهضة عمرانية بنادي الهلال وشيد الجوهرة درة ام درمان وهذا لا ينكره إلا مكابر وكان له القدح المعلى في النهضة المعمارية لنادي الهلال مما جعله مفخرة ولكنه فشل في الناحية الفنية وفي بناء فريق قوي مهاب وفي استجلاب محترفين لهم قيمة فنية يصنعون الفارق ويصلون بالهلال لمنصة البطولات ففي زمن الفقر والفاقة وانعدام المال وصل الهلال الي نهائي بطولة الأندية الافريقية الأبطال في نسختين منها واستجلب المحترف الإريتري يوهانس الذي يعد من ضمن أفضل المحترفين الأجانب الذين مروا علي البلاد وهذا مرده إلى أن الهلال كان يقوده في ذلك الوقت أصحاب عقول إدارية فذة رغم نقص المال وقلة التمويل .!!
*المال والإدارة عنصران مكملان لبعضهما البعض في نجاح أي نادٍ ، خصوصاً إذا كان النادي ينافس دوماً على البطولات وإذا توفر المال وفشلت الإدارة كما هو في حالة الهلال كان الناتج الطبيعي الفشل والخسران .
* المال من دون تخطيط يعد تخبطاً ولن يفيد بشيء، لذلك يجب التخطيط الجيد في البداية ومن ثم تطبيق ما تم التخطيط له عن طريق توفر المادة.
*الإدارة فن ولن تكون متوفرة في جميع الأشخاص كما أن قلة المال ليست عيباً، فقد يملك فريق مجلس إدارة جيداً ولا يملك المال الكافي، لكنه قد يحقق أهدافه بفضل هذا التخطيط الذي بدأه منذ فترة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.
*دعونا نتفق أن إدارة الهلال التي علي رأسها الكاردينال تتسم بالعشوائية والتخبط والتخطيط السيئ مما دفع المستوى العام للفريق إلى الهبوط والتدني مع تكرار الأخطاء في تغيير الأجهزة الفنية والاستغناء واستجلاب اللاعبين فلا يجوز التعاقد مع مدرب أو لاعب من دون تخطيط ، حتى لا يكون مصيرهم الإقالة والاستغناء فتوفر المال دون تخطيط لا يؤمّن البطولات ولا يحقق النجاحات .
*إدارة الهلال برئاسة الكاردينال فشلت في سد النقص الفني بالفريق وكان يجب تسجيل نوعية معينة من اللاعبين تعالج العجز الموجود في الفريق، وليس شرطاً أن يصرف المال على مهاجم متميز ولدى الفريق عجز واضح في خط الدفاع استمر عدة مواسم ، أو استجلاب وتسجيل أكثر من لاعب ابو الرخاء فقد يكون هناك لاعب سعره مرتفع كافٍ لسد العجز في خطوط الفريق ، ولكن هذا لا يحدث ودائما ما يتم الإستغناء عن لاعب وتسجيل الأسوأ منه .
*ما فائدة المال دون أفكار …؟؟!!
*حواء السودانية ولود والتغيير واجب ..!!
* من يقودون الوسط الرياضي عامة والهلال علي وجه الخصوص هم أصحاب المصالح ونافخي الكير واصحاب الحلاقيم الكبيرة وإداريي الاشارة وناس ( حاضر يا ريس ) ..!!
*اللهم ندعوك أن تحفظ وسطنا الرياضي وتنقيه من الشوائب والدنس وأن ترفع كرتنا من كبوتها وتفرج كربتها …!!
*والله المستعان .