لكل عبارة مناسبتها وتحليلها، وقعها وتأثيرها ، والكلمة تقطع ما امر الله به ان يوصل ، وفي السياسية تبني العلائق بكلمة وتهزم بكلمة ، الحرب كلمة ، والصلح كلمة ، والتصريحات السياسية ، ليست هي مجرد قول او حديث يخرج للناس في خط عريض على صدر صفحات الصحف ، دون ان يفكر صاحبه عن ردود فعله وتأثيرة ، الا ان اراد به صاحبه اثارة الفتنة وخلق حرب كلامية ، وان كان نيته وقصده غير ذلك ، فهذا يعني ان الشخص المتحدث لايعرف مايقول ،
وعضو المجلس العسكري السابق الفريق اول طيار (صلاح عبد الخالق) في حديثه للمجهر ان (المؤسسة العسكرية لن تسلم البشير للجنائية ولو الحرية والتغيير عاوزة تحاربنا خليها تحاربنا ) كنت سأقول إن الفريق يقصد بالحرب الحرب السياسية والكلامية اوغيرها من الحروب ان كان الحديث يخص شأن سياسي عام او قضية اقتصادية او خلاف في وجهات النظر او مقاعد البرلمان او حتى خفي حظر التجوال ولكن ان يكون موضوع الحديث هو رفض تسليم البشير للمحكمة الجنائية فان الفريق بلا شك يتحدث عن حرب اخرى والفريق يبدو انه لم يسمع حديث البرهان الأخير فيما يتعلق بتسليم البشير الى الجنائية ولم يقرأ خبرا عن المجلس السيادي بخصوص المخلوع والجنائية ، ادلى به صديق تاور في تصريح شهير اثناء المفاوضات بجوبا ، كل هذا لم يسمع به الفريق صلاح الذي تحدث عن قضيه وهويلقي بكل مطالب اهل دارفور ومطالب الثورة على قارعة الأهمال والتخلي ويمنح المخلوع عفواً هو ليس اهلاً لمنحه وعطائه ، ام ان الفريق تحدث بدافع انتماء داخلي (عشعش) فيه لعقود طويلة جعل من البشير رئيسه الذي يحفظ له السمع والطاعة حتى بعد رحيله ، الم يشتم قارئ الحوار ان الشخصية (الكيزانية الجوانية) للفريق طفت على بزته العسكرية وجعلت خوفه على البشير اكبر من كل شئ، وحرصه على ان لايسلم الي محكمة جنائية اقوى بكثير من تفكيره وحرصه على المصلحة العامة، ام ان الفريق يخاف ان فتح ملفات المحاكمة ستطول البشير وغيره من المتورطين في جرائم مختلفة ضد الشعب السوداني اي كانت المحاكمات داخلية ام خارجية ويفوت عليه ان مثل هذه التصريحات التي تفتقر للدبلوماسية ربما تؤثر حتى على سير المفاوضات، التي يتحدث اعضاء المجلس العسكري فيها انها تخطو خطوات جيدة ان وفدي التفاوض سيتجاوزا كل العقبات من اجل تحقيق السلام ، فالمكون العسكري يجب ان يحاسب الذين ينتمون اليه على حديثهم الذي يطعن في ظهر الثورة وقلب المفاوضات ويحرج المجلس السيادي مع حركات الكفاح ، وان لم يحدث هذا فاننا سنعتبر الفريق واحد من ادوات الهدم الممنهج التي تعرف متى تتحدث وماذا تقول وان تصريحاتها هي جزء من خطة محكمة ومقننة لعرقلة كثير من القضايا السياسية الإيجابية التي تصب في مصلحة الوطن.
وليترك الفريق( قحت ) جانبا ويضع مكانها الثوارفان قحت ارادت غير ذلك فالثوار مطلبهم تسليم المخلوع الى الجنائية حملت ذلك المطلب لافتاتهم في كثير من المواكب لاسيما ان عدم محاكمته تتعارض مع كثير من الاهداف التي نادت بها الثورة وتحول دون تحقيقها فهل يريد الفريق ان يعلن الحرب مع الشعب السوداني الذي خرج واطاح بالبشير، ام ان لعن قحت دائما يأتي كناية عن الثورة ، والسؤال عن اي حرب يتحدث الفريق حرب شجعان معلنة تشهد عليها الشمس ، ام حرب جبناء يباغتوننا بها ليتوارى منها حتى الليل خجلا؟؟!!
طيف أخير :
خليك بالبيت