صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

“تسجيلات تصفيق… نهايتها تسويق، ثم ماذا يا عليقي؟!”!”

119

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
“تسجيلات تصفيق… نهايتها تسويق، ثم ماذا يا عليقي؟!”!”

الهلال يُسوَّق على أنه يبني فريقًا، بينما الحقيقة المؤلمة أن ما يحدث لا يمتّ لبناء الفرق بصلة، بل هو مشروع استثماري بحت يُدار بعقلية السمسرة، لا برؤية فنية.
* في كل موسم، تُسجَّل أعداد من المحترفين، ويصفق الجمهور فرحًا وتفاعلاً مع أسماء قادمة من بوركينا فاسو، السنغال، تنزانيا، نيجيريا وغيرها… مغمورين صغار السن لا يمنحون الفارق المطلوب، لا تُعرف سيرهم الذاتية ولا مستواهم الفني.
* يعتقد العليقي أن إسعاد الجمهور بتسجيل لاعب مغمور من أفريقيا هو نجاح وتصفيق له، بينما هو دمار كبير لبنية الهلال وساسه وأساسه وهويته.
* ثم ماذا بعد ذلك يا عليقي؟ يُكسبون بعض التجربة، تُسوَّق أسماؤهم، ويُباعون في العام الذي يليه وكأن الهلال تحول لسوق تصدير لا نادٍ يصنع مجدًا ويصون هوية.
* أين هو المشروع الهلالي إذن؟ هذا ليس مشروعًا لبناء فريق، بل مشروعًا استثماريًا أفقد الهلال هويته. الهلال الآن لا ملامح له، لا طابع فني، لا استقرار تدريبي، لا سياسة كروية واضحة.
* حتى المدرب فلوران، الذي هلّل له المجلس، لم يعد يخفي رغبته في المغادرة. خرج في مقابلات خارجية يتحدث صراحة عن عدم وجود تفاوض لتمديد عقده، وعن نهاية قريبة لعلاقته بالهلال، بينما الإدارة صامتة، مترددة، بلا قرار ولا جرأة على الحسم.
* فهل يُعقل أن يُترك أمر التسجيلات وتكوين الفريق لمدرب راحل؟ هل يُعقل أن يبقى قائد الجهاز الفني منتهي الصلاحية يقود الهلال نحو موسم قادم مجهول؟
* إن كانوا يريدون التمديد له، فأين الإعلان؟ وإن لم يريدوا، فليُقال بوضوح. ما يحدث الآن هو عبث بكل معنى الكلمة، ومخاطرة بمصير فريق في بطولات قادمة كالدوري السوداني والبطولة العربية.
* الخلل يبدأ من أعلى السلم. لماذا يتمسك العليقي بقيادة القطاع الرياضي؟ ما الذي قدمه ليبقى؟ وأين الهلال الوطني الآن؟ الهلال الذي نعرفه، الهلال الذي يفرز لاعبين وطنيين يرفعون اسم السودان في المحافل.
* اليوم لا نرى إلا تهميشًا ممنهجًا للاعب الوطني، وتحجيمًا لدوره، وتفضيلًا أعمى للمحترف الأجنبي ولو كان مغمورًا أو منتهيًا.
* على العليقي أن يعود لموقعه الطبيعي، ويترك الشأن الفني والإداري لأهل الاختصاص. لا يمكن أن تُدار مؤسسة كبيرة كالهلال بهذه الطريقة الفردية وبهذا التسلط المقنع.
* لن نصمت، وسنظل نطالب برحيل كل من حول الهلال إلى ساحة تجارب وصفقات، في ظل غياب الشفافية، وتعامل متعالٍ مع الجماهير، وكأن الهلال صار ملكًا لفئة لا تُسأل ولا تُحاسب.
**كلمات حرة:**
* الهلال ليس شركة استيراد وتصدير… الهلال نادٍ له هوية وتاريخ يجب أن يُصان.
* لا يُبنى فريق بتسجيلات موسمية لمجهولين… يُبنى باستراتيجية فنية واضحة المعالم.
* فلوران انتهى فنيًا ونفسيًا مع الهلال، والإصرار عليه عبء لا مبرر له.
* مشروع العليقي الاستثماري فشل في تثبيت التشكيل، وفشل في الحفاظ على هوية الفريق.
* غياب القرار في ملف المدرب إهانة لتاريخ الهلال، وتواطؤ مفضوح مع التكلّس.
* لا عدالة في الاتحاد، ولا مساواة في التنافس… وهناك أندية فوق القانون.
* اللاعب الوطني يُداس لصالح سمسرة المحترفين… والمنتخب يدفع الثمن.
* من لا يحترم جماهير الهلال، فليغادر… لأن الهلال لا يملك وصيًا عليه سوى “أهله”.
**كلمة حرة أخيرة:**
سياساتكم جعلت الهلال فريقًا غريب الملامح، تُدار شؤونه كأنها لعبة بورصة، ويُسجّل اللاعبون كأنهم شحنات عبر الحدود… كفاكم عبثًا، فالهلال ليس “كرتونة” في قاعة جمركية، بل كيان شامخ، لا يُقاد بالفهلوة ولا تُدار أموره عبر واتساب.
إن أردتم المجد، فغادروا أولًا.
وإن أردتم التمديد، فمددوا لأنفسكم إجازة طويلة… وريحونا…مبدأ ادفع وتحكم لا يدير نادي بحجم الهلال!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد