(تسعة طويلة).. في اتحاد الفساد

كبد الحقيقة

د. مزمل أبو القاسم

(تسعة طويلة).. في اتحاد الفساد

* يبدو أن استشراء الفساد والتعدي على المال العام صار قاعدة في اتحاد الكرة، بعد أن تعددت حوادث الاختلاس وتكاثرت السرقات وأصبحت تتم بلا حياء ولا خجل، وعلى عينك يا تاجر.
* تحدث كل مرة وتتكرر، وتنشر الصحافة تفاصيلها، وقيمة المبالغ المسروقة، وتفضح المتورطين فيها بالاسم، ولا أحد يهتم، ولا أحد يحاسب، ولا مجلس يراقب، ولا وزارة تتدخل لتوقف النهب المصلح الذي يتم لأموال أكبر اتحاد رياضي في البلاد!
* أين وزير الشباب والرياضة الاتحادي من تلك الفضائح المجلجلة؟
* أن أنت يا سيد يوسف الضي من ما يحدث من تجاوزات في أكبر الاتحادات الرياضية في السودان؟
* ألم يهتف الشباب الميامين الذين مكنوك من الوصول إلى مقعد الوزارة الوثير (سلمية سلمية ضد الحرامية)، فلماذا تصمت على تجاوزات لصوص المال العام في اتحاد الفساد العام؟
* ما موقع المفوضية الاتحادية من تلك البلاوي، وهي المكلفة بنص قانون الرياضة بمراجعة وتفتيش أموال كل الاتحادات والهيئات الرياضية في البلاد؟
* شخصياً تناولت تلك السرقات والتجاوزات المالية في مئات المقالات، وسردت تفاصيلها، وحددت هوية المتورطين فيها بالاسم، وذكرت أن على رأسهم رئيس الاتحاد الدكتور كمال شداد، والأمين العام حسن أبو جبل، والمدير الإداري يعقوب محمد علي، وآخرين ولم تهتم أي جهة بالتحرك لمحاسبة السارقين، ولم تتفاعل الوزارة مع الفساد المستشري في اتحاد الكرة!
* كأن الأمر لا يعنيها!
* قبل أيام علقنا على واقعة خطيرة، نشرها الزميل الصحافي عاطف السيد، وتطرق فيها إلى شراء مولد كهربائي لأكاديمية تقانة كرة القدم بالاتحاد، وكيف تم الشراء باللف والدوران، وبتجاوز مريع للقانون، ومن دون الاستعانة بلجنة المشتريات في الاتحاد.
* اتهم عاطف أمين عام الاتحاد حسن أبو جبل والمدير الإداري يعقوب محمد علي بتلقي عمولة من الشركة التي وقع عليها الاختيار لتوريد المولد، بطريقة ملتوية.
* توقعنا أن يبادر أبو جبل ويعقوب بمقاضاة الزميل عاطف السيد، فاقتصر رد الأول على نفي خجول، زعم فيه أنه لم يتدخل في عملية الشراء ولا يعلم عنها شيئاً، بينما لاذ الثاني بالصمت كعادته كلما طالته اتهامات السرقة والاختلاس والتزوير، وهي كثيرة ومتنوعة.
* أورد الزميل عاطف أن المهندس الفاتح باني، احتج على التجاوز بصفته رئيساً مكلفاً للجنة المشتريات في الاتحاد، واستنكر الفساد المشهر في صفقة شراء الجنريتر، فأرسل باني له رداً خجولاً، أكد فيه أنه (علم) بواقعة شراء المولد الكهربائي بمبلغ ستة وثلاثين ألفاً وخمسمائة دولار، واحتج عليها (للإدارة)، واتصل برئيس الاتحاد وأبلغه بالتفاصيل (ولم يحتد معه كما أورد الخبر).
* زعم باني أن شداد وعده بالتحقيق في الموضوع، ونقل عنه أنه لم يكن على علم بشراء المولد، ولا يدري شيئاً عن الإجراءات التي صاحبت الشراء.
* كذلك نفى الفاتح باني أن تكون له أي صلة بالجهات التي تقدمت لشراء المولد، ونفى كذلك أن يكون أياً منهم قد لجأ إليه شاكياً أو مستفسراً، مثلما ورد في الخبر الأصلي.
* نسأل باني، كيف يكون رئيس الاتحاد جاهلاً بالصفقة بعد أن تمت فعلياً، وتم تسديد قيمتها بالدولار، طالما أن التوقيع على الشيكات المتصلة بالحساب الدولاري للاتحاد يتم بواسطة رئيس الاتحاد والأمين العام؟
* إذا كان رئيس الاتحاد لا يدري شيئاً عن صفقة شراء المولد، وكان الأمين العام للاتحاد جاهلاً بها، وكان الرئيس المكلف للجنة المشتريات مهمشاً فيها، ولم يطلع على تفاصيلها، فكيف تم الشراء إذن؟
* هل نزل جني من الفضاء الخارجي على مباني الاتحاد وتولى شراء المولد بطريقة مخالفة للقانون؟
* من يتابعون تفاصيل العمل الإداري والمالي في اتحاد الكرة يعلمون أن رئيس الاتحاد يشرف على كل كبيرة وصغيرة فيه، ويتغول على صلاحيات الأمين العام في ما يتعلق بالتصديقات المالية، وأنه يوقع بنفسه على أي شيء يصدر من حساب الاتحاد بالدولار، بدليل أنه سبق واعترف بأنه وقع شيكاً بمبلغ عشرين ألف دولار، تم تخصيصه لزوجته السيدة ابتسام حسب الرسول، وعلل فعلته المنكرة بأن نائبه المهندس نصر الدين حميدتي حلف عليه بالطلاق!
* باني نفسه تحدث معي معللاً إقامة مباراة المريخ وحي الوادي عصراً بأنه طلب تصديق مبلغ مالي لتسديد فاتورة الكهرباء الخاصة بإستاد الخرطوم، وأن أبو جبل حول طلبه إلى شداد بغرض التصديق، فلم يفعل!
* يعلم باني أن شداد مسيطر على الأمور المالية تماماً، ويدرك أن شراء مولد بقيمة ستة وثلاثين ألفاً وخمسمائة دولار لا يمكن أن يتم بغير علم وموافقة رئيس الاتحاد، ومع ذلك انحصر كل همه في نفي ما ذكره الخبر عن أنه احتد مع رئيس الاتحاد!
* انحصر كل همه في التأكيد على أنه لم يتنمر على شداد.
* يبدو أن رئيس الاتحاد عنّفه على ما ورد في الخبر، فسارع إلى النفي، لكننا نحفظ له أنه أثبت واقعة الفساد وشهد عليها بالثابتة، بدليل أنه ذكر أن شداد وعده بالتحقيق فيها!
* لن يحدث تحقيق ولا يحزنون، لأن شداد نفسه متورط في سرقة أموال الاتحاد والتعدي عليها، ومتورط كذلك في التستر على من يسرقون أموال الاتحاد!
* هؤلاء القوم لا يخجلون ولا يختشون، ويسطون على أموال اتحاد الكرة بجرأة غير مسبوقة، من دون أن يخشوا المحاسبة من أي جهة!
* أمنوا العقوبة فأساءوا الأدب، وتفننوا في لهف أموال الاتحاد!!
آخر الحقائق
* من قبل غطى رئيس الاتحاد على واقعة اختلاس موثقة، تعلقت بمبلغ عشرة آلاف دولار تم تسليمه إلى مستشار شداد بغرض تحويله للمدرب السابق للمنتخب!
* عندما أخطرت الإدارة المالية شداد بالواقعة لم يظهر الحد الأدنى من الحرص على أموال الاتحاد.
* لم يأمر بالتحقيق، ولم يحرك الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة المختلس.
* كل ما فعله أنه أمر الإدارة المالية بتقييد المبلغ المختلص كعهدة شخصية عليه!
* لاحقاً بادر شداد بصرف حافز قيمته 14 ألف دولار للمختلس، ومنحه مبلغاً مماثلاً من أموال الاتحاد، كي يمكنه من رد المبلغ المنهوب، ويخلي ذمته الشخصية من العهدة المقيدة عليه!
* لاحقاً علمنا أن العهدة لم يتم تضمينها في ميزانية الاتحاد للعام 2018، مع أنها حدثت فيه، وتمت تصفيتها في 2019!
* قبل ذلك سكت شداد على واقعة سرقة شاشات تلفزيونية من مباني الأكاديمية.
* وصمت على سرقة الموتور الخاص بالاتحاد.
* وصمت على سرقة مراتب غرف الأكاديمية.
* وتغاضى عن واقعة الاختلاس التي تورط فيها أمين عام الاتحاد حسن أبو جبل والمدير الإداري يعقوب محمد علي بخصوص المبلغ المسترد من فاتورة إقامة منتخب ساوتومي في أحد فنادق الخرطوم.
* كذلك تغاضى رئيس الاتحاد عن واقعة التزوير التي سعى عبرها المدير الإداري يعقوب محمد علي للهف مبلغ يفوق الثلاثة آلاف وخمسمائة دولار، بادعاء أن المبلغ سيخصص لتسديد تكلفة استقدام حكام مباراة السودان وتشاد في تصفيات المونديال.
* كشفنا الواقعة ونشرنا مستنداتها في هذه الصحيفة، ولم يتحرك شداد ولا مجلسه للتحقيق فيها.
* قبل ذلك تورط يعقوب في كارثة تزوير تتصل بإصدار إيصالات مالية مضروبة، استهدف بها مساعدة إداري يتبع لأحد الاتحادات المحلية، تم اتهامه باختلاس أموال الاتحاد!
* نتفهم مسببات صمت شداد على السرقات والاختلاسات التي تتم لأموال اتحاد الكرة، لأنه متورط في الفساد حتى أذنيه.
* ما يحدث في اتحاد الفساد العام يتخطى حدود المعقول.
* هذه الشرذمة باتت أخطر من عصابة القناع الأسود، وأوفر جرأة وأشد انحطاطاً من عصابات (تسعة طويلة) التي تخطف حقائب النساء والموبايلات، وتمارس السلب والنهب علناً في شوارع الخرطوم!
* الفارق الوحيد يكمن في أن حرامية (تسعة طويلة) يستخدمون الدراجات النارية، أما حرامية الاتحاد فيستخدمون سلطتهم لنهب أموال اتحادهم على عينك يا تاجر!
* آخر خبر: لن يقر لنا قرار، ولن يهدأ لنا بال حتى يتم تحويلهم جميعاً إلى نيابة مكافحة الفساد