الفرقة التي نزلنا بديارها ضيوفاً بالأمس كانت عبارة عن نسخة مصغرة من المريخ.. بدايةً من الاسم.. مروراً بسبعة لاعبين سابقين ارتدوا شعار الأحمر في فترات سابقة.
القائد ضفر.. و نجوم الدفاع عماد عبدالله و حسين أفول و بخيت خميس.. ثم لاعبي خط المنتصف ياسر قصاري و مجدي عبداللطيف و المهاجم منتصر.. و حتي الجهاز الفني بقيادة محسن (علامات) الذي مرّ هو الآخر ذات يوم بمحطة المريخ الكبير.
و لأن الكبير كبير.. فقد سعت كتيبة (المشاطيب) القتال بكل ما تملُك في سبيل تأكيد أن شطبهم من المريخ جاء بقرارات خاطئة.
الشحن لهذه المباراة بدأ من قمة هرم الولاية.. و كأن فريقهم سيصعد عبر نتيجتها لنهائي كأس العالم للأندية.. و هو الأمر الذي يجعلنا نتسائل عن سر القوة الكبيرة التي يلعب بها مريخ الفاشر أمام المريخ الأب في الوقت الذي يتحول فيه لنادٍ وديع متي ما واجه الهلال؟
ما هي الدافعية الشخصية التي تجعل محسن سيد يتهجم علي حكم اللقاء بعد نهاية المباراة؟ و إن ننسي لن ننسي الصور التي وثقت لبعض مشجعي مريخ الفاشر في العام الماضي و هم فرحين بهزيمة المريخ و ضياع الدوري من بين يديه لدرجة دفعتهم لتحفيز اللاعبين بالأموال داخل ملعب المباراة؟!!
علي أهل الفاشر مسائلة أنفسهم.. فالمريخ الزعيم أكبر أندية السودان.. و استعداؤه بمثل هذه الصور لا يعني أن الكتوف قد تلاحقت بأي صورة من الصور و لو فازوا علينا ألف مرة.
و بحمد الله فقد عاد الزعيم للزحف بقوة من أجل انتزاع عرشه و التربع قريبا في الصدارة.
توليفة سحرية من الأسطورة كيغان.. و امتلاك تام لخط الوسط و منطقة العمليات منحت الفريق مساحة رائعة خلف خطوط الخصم و عشرات الفرص تتطاير من بين أقدام النجوم.
أبو عنجة مارس الواقعية و تعامل بشطارة فائقة ليستفيد من سرعات النعسان و عجب اللذان أرهقا دفاعات المضيف و أضاعا عدة أهداف محققة.
و استراتيجية فنية تُدرس.. وضعت المرمي المريخي بمأمن من تطلعات منتصر عثمان و سرعة لاعبي مريخ الفاشر الذين لم نشاهد لهم تهديداً يُذكر علي مرمي أبو عشرين.
ضغط هائل علي حامل الكرة و انتشار سريع لحظات الامتلاك مع لياقة بدنية هائلة.. هذا هو ما ميز مريخ الأمس علي مضيفه الذي كاد أن ينال هزيمة تسير بذكرها الركبان حال تمت ترجمة كل الفرص لأهداف في المرمي.
التهنئة للاطار الفني الوطني بقيادة الأسطورتين الحيتين (أبو عنجة و بريمة) و التحية لنجوم المريخ البواسل الذين أكدوا أن الذهب لا يصدأ.
*نبضات متفرقة*
الجهاز الفني أعاد الثقة للنجوم و هيئاهم نفسياً ليستعيدوا اراضيهم المفقودة.
ما خلا المستوي المهزوز للتاج يعقوب و بعض الهنات من امير كمال فكل لاعبي المريخ كانوا عشرة علي عشرة.
أسعدتنا بشدة عودة الطوربيد تيري للتهديف عبر هدف اللقاء البديع.
رمضان تحرك كثيراً و عبس له الحظ في أغلب الكرات كما عانده القائم في أحدي التسديدات.
خط الوسط المريخي كلمة السر في تفوق الفريق في فاشر السلطان.
ننتظر تحويل الجهاز الفني لمريخ الفاشر للجنة الانضباط بعد الهجوم الذي تم علي حكم المباراة عند اطلاق صافرة الختام.
كيغان قدم درساً مجانياً للمغمور الجزائري.
نتمني أن يتم الاكتفاء بالمكون الوطني الحالي للدكة الفنية مع تدعيمه بمساعد وطني آخر من أبناء المريخ.
لا يوجد داع لمغامرة سودكالية جديدة بعد أن عاثت تجاربه السابقة خراباً في جسد المريخ.
أمنحوا الجزائري حقوقه المنصوص عليها حتي لا ندخل موسوعة جينيس للارقام القياسية بشكوي للفيفا من مدرب قضي مع فرقته ثلاثة أسابيع فقط.
المريخ قفز للنقطة 13 و اقترب كثيراً من التربع علي عرشه المحبب.
الزعيم حقق فوزه العاشر علي فتية الفاشر مقابل هزيمتين و أربعة تعادلات.