صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تغييرات خطيرة في المريخ..!!

1٬064

زووم
تغييرات خطيرة في المريخ..!!
* حتى أواخر حقبة الرئيس الأسبق جمال الوالي كنا نكتب منتقدين أملاً في إصلاح بعض ماهو قائم في هذا النادي الكبير، على أمل الوصول إلى ممارسة إحترافية لإدارة الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، وكانت تلك الفترة من وجهة نظري الخاصة كناقد ومتابع ومعايش لكل التطورات والمستجدات في ساحت أنها الفرصة – ربما الأخيرة – لإستدراك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والآن قد حدثت تحولات جذرية ومخيفة حتى من حيث منطق ودوافع النقد، فلم يعد هنالك ما نرجو إدراكه بالإصلاح أو المعالجات، بل أصبح الأمر بحاجة إلى عزيمة خارقة لتخطي الواقع الكئيب والقتال من أجل المحافظة على كيان المريخ من الإندثار أو اللحاق بالموردة.
* عادة ما يستنكر العاطفيون مثل هذا الحديث الجاد، ويصفوا ما نتناوله بالتشاؤم وغيره من الكلمات والعبارات دون أن نقف بنوع من التجرد على حقيقة ما يجري في المسرح المريخي، فقد خسر النادي الكثير مما كان يجمع الناس حوله في الخمس سنوات ألأخيرة، مقابل الكثير مما يفرق بين الناس ويجعل الصراعات هي لغة التخاطب بين الناس.
* كنا نأمل في السابق أن يكون للمريخ مجتمع متماسك يؤمن بحقيقة أنه نادٍ كبير ومجتمع متحضر ومنظم يعرف كيف ينظم نفسه لكي يشكل قاعدة واعية وبرلمان (جمعية عمومية) تمثل السلطة التشريعية فيه، ويؤمن أفراده بالحد الأدنى من تلك المباديء التي تشكل اللبنات الأولى لأي مجتمع كبير.. من أشكال حوار بناء واحترام وحرص من الجميع على خلق أجواء صحية وأن تكون لهذه القاعدة آمال وأحلام وطموحات، ومن بعد ذلك تشكيل مجالس إدارات تقاتل من أجل تحقيق هذه الطموحات، ولكن ما حدث في الخمس سنوات الماضية أن المريخاب أعلنوا كفرهم الصريح بدور الجمعيات العمومية، ودورها في تقويم مسيرة النادي، وسادت روح التجريم وسبقت ما كان قديماً من روح محبة وإخاء، وأصبح كل الناس لايعترفون ببعضهم، أضافة إلى تبادل الإتهامات والتشكيك في الذمم والإقبال على تجريم البغض بصورة مزعجة ومفزعة، وكذلك ظهور التصنيفات السياسية.. ولأول مرة ظهرت تصفية الحسابات السياسيه في ساحة نادي المريخ وفي ذلك أنحراف كبير.. ومجتمع المريخ كان حتى وقت قريب يشكل منتدى لألوان الطيف السياسي، كل يؤمه بصفته الرياضية ويحرص الجميع على تواصل حميم.
* مجتمع المريخ أصابته الكثير من التصدعات وما عاد هو ذلك المجتمع المتواصل والمتراحم… إضافة إلى أن الكثير من القيم قد إنهارت تحت وقع هذه التغييرات، وبدلاً أن كان الناس يلتقوا بشكل يومي في دار النادي والمناسبات الإجتماعية، أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي هو حلقة الوصل بين الناس…حلقة تفتقر للكثير من الحميمية والتفاهم.. وبذلك اتسعت الشقة بين الناس.
* في السابق كنا ننادي مجالس الإدارات بمحاولة تطبيق منهج يجمع الناس على كلنة سواء، بدلاً من التشتت، وقد تولى رئاسة النادي الأخ سوداكال في أربع سنوات كان في فيها مجتمع المريخ مختلفاً على كل شيء.. وبلا هدف…ومنقطع ومنكفيء على نفسه.. لم يقم ببناء أي شيء معنوي أو مادي، بل حدث العكس تماماً، وخسر المريخ إستاده ولحمة جماهيره الفتية، وما أن يلتقي عشرة من القيادات حتى تتفجر الخلافات والأزمات وينصرف الناس للحديث عن مناصرة هذا وضد ذلك وهكذا.
* نحتاج إلى الإلتزام بشيء من المنطق، لنستدرك المريخ وننقذه من الإنهيار.. فالمجلس الحالي بحاجة إلى برنامج عمل إسعافي قوامه خطة إستراتيجية متوسطة المدى تهدف إلى تصحيح الإنحراف الذي حدث في السنوات الأخيرة، وتصحيح الأوضاع حتى يعود المريخ إلى مضمار التطور.
* خطة إستراتيجية قوامها برنامج عمل يهدف إلى نقل العمل الإداري من شكله التقليدي الممل، إلى منهج يليق بالأندية المحترفة، وفي سبيل ذلك كانت هنالك فكرة جريئة للأخ حازم مصطفى للإستعانة بإحدى الشركات العالمية المتخصصة في الإدارة والتطوير الرياضي وفي ذلك حل جذري لما نعيشه من تعقيدات، وإلا فإن الإعتماد على العقليات الإدارية التقليدية في الشأن الكروي سيعود بنا القهقري ولا يحق لنا أن نطمح في التقدم والإزدهار.
* الآن نعتبر أن ما حدث بشأن الجهاز الفني شيء محبط جداً، من عهد سوداكال الذي كان تعامله مع المدربين قمة في الفوضى والعشوائية، وحتى أسلوب إختيار البرازيلي نيفا والتعاقد معه والآن إرهاصات إقالته… كلها تفاصيل لا تعكس جدية الإدارة في تأسيس عمل إحترافي..!!
* نحن بحاجة ماسة إلى خطة عمل توسع فيها حقل الرؤية لتكون أشمل، خطة طموحة لبناء فريق قوي تديره عقليات إحترافية حقيقية… وطالما أن المجلس قد استعان بالخبير مازدا، فمن الأفضل أن يكون البرنامج أوضح وبدلاً من تجريب مدرب مغمور لفترة قصيرة ثم إقالته وتجريب آخر.. علينا أن نبدأ مشروع بناء واضح نستعين فيه بقدرات أجنبية مميزة ببرنامج معلن ومحصن من التنظيرات الكثيرة التي عادة ما تفسد الأشياء.
حواشي
* هنالك تغييرات كثيرة طرأت في تركيبة مجتمع المريخ في السنوات الأخيرة، وقد تغلبت السلبيات على الإيجابيات في معادلة الأفضلية المنطقية والحقيقية وقبل كل شيء نحتاج لإعادة هذه الكفة.. لأن تتغلب الإيجابيات على المشهد..!!
* محمود سعد مدرب يؤمن بالإنضباط في عمله، ونادي المريخ ومن خلال إدارييه التقليديين لا يساعدون على تحرير النادي من قبضة العشوائية.. هنا كان السبب في فشل سعد من خلال فترتين عمل فيهما مع الفريق.
* كانت إحتكاكاته كثيرة مع الإداريين واللاعبين والمتواجدين في محيط الفريق وكل ذلك بسبب عدم الإنضباط..!
* سنوات طويلة جداً لم نر فيها المريخ ينفذ معسكراً إعدادياً طويلاً مثل الذي يقيمه الآن بالقاهرة، وهو سلاح ذو حدين… إذا انتبهت الإدارة الرياضية المعاونة للجهاز الفني للتفاصيل الدقيقة فيما يخص المباريات الإعدادية وملف الإصابات وإدماج الدوليين وتحاشي الآثار الجانبية للمشاركة هناك.. سيكون المعسكر نموذجياً… أما إذا أهمل المجلس تفاصيل ذلك فسوف يذهب جهده أدراج الرياح…!!
* لست من أنصار الحكم المبكر على الجهاز الفني… ولكن إذا وقعت الإقالة فتلك إدانة للمجلس الذي اختاره… فإما أنه لم يكن دقيقاً في اختياره…. أو أنه أستعجل في طرده..!!
* في كل الأحوال هنالك خطأ ما يجب مراجعته..!!
* هنالك سابقة في عهد الكابتن عادل أبوجريشه وفي إحدى سنواته السابقة، وتحديداً في موسم ٢٠٠٢، وقد تعاقد النادي في بداية الموسم مع البرازيلي الشاب (ماركو) وبعد انتهاء الدورة الأولى صدر قرار مفاجيء بإقالته، ومصدر المفاجأة أن الفريق كان متصدراً وبأداء جيد نوعاً ما… ولكن في مبررات الإقالة قالوا: أنه لم يطرأ جديد على شكل وأسلوب اللعب للفريق، وأنه لم يضف جديداً.. (ربما كانوا يتوقعون أن يؤدي الفريق بأسلوب المنتخب البرازيلي المتوج بكأس العالم في نفس العام بكوريا واليابان)…!
* في الدورة الثانية من ذلك الموسم ٢٠٠٢ تعاقدوا مع المصري أحمد رفعت، وانتهى الموسم بتتويج المريخ بطلاً للممتاز للموسم الثالث توالياً ولكن شكل الفريق وأسلوبه لم يشهد جديد لأنه لا يضم في صفوفه ريفالدو ولا رونالدو ولا رونالدينيو ولا كاكا ولا سامبايو ولا أي عنصر من عناصر البرازيل التي حققت كأس العالم ٢٠٠٢..!!
* أحياناً يتعاقدوا مع المدربين كمن يشتري (بطيخة) من الفاكهاني…!!
* في عهد سوداكال كانت قمة الفوضى في ملف المدربين، حتى الزولفاني لم يتعاقدوا معه قناعة بقدراته بقدر ما كان ذلك لضعف مرتبه…. والدليل على ذلك أنه ذهب للسلطنة بفارق قليل…!!
* يجب على مجلس المريخ أن يعمل على استقرار الجهاز الفني حتى ينفذ برنامجاً يهدف للتطوير.. فمدربي (القطعة) لا يطورون مستويات الفرق..!!
* في تقديري الخاص إذا نجح مجلس حازم في إعادة الملامح الأساسية للمريخ… وفي مقدمتها الإستاد فسوف نعتبره إنجاز كبير… فقيمة المريخ تبدأ ببيته وداره ومن الإستاد يتطور الفريق ويكتسب هيبته..!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. صلاح يقول

    مجتمع المرخرخ أصبح طارد يا أستاذ بعد ما دخل فيه الكاهن الأعظم أليخماو وجوقته الطبالة، والناس هربت لأنه الكاهن الأعظم أليخماو أصبح يبث سمومة وأحقاده ومخدره العجيب، وناسكم بقوا ما عندهم زمن لجمعيات عمومية وإنتخابات لأنهم إستحلوا التعيين المتبوع بماسورة القروش، ومافي زول عنده رغبة يكشكر جيبه ويدفع !!
    طبعا ده من نوعية الكلام البريح الصبي العجوز مستعارخي ويخليه ياخد ليه تكية لي وراء، وأسي بجي يتغزل في العمود وكاتب العمود 😆😆😆

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد