تفنن المطبلاتية في تدهور الكرة السودانية..!!
كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
* بالصدفة تابعت جزء من لقاء اجراه صديقي محمد خير بقناة الهلال أمس مع خالد هيدان مدرب حي العرب، ولم اتعجب من وقوع المقدم في الحرج عندما سال ضيفه واراده ان يؤيده الفهم بتحميل نظام الدوري الحالي مسئولية هزائم المنتخب بالتصفيات..
* هيدان رد على سؤال ود الخير الذي قال فيه (الا ترى ان نظام دوري هذا الموسم قد تسبب في تراجع وتواضع نتائج منتخب السودان في التصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات الكاميرون..؟!) فجاءت الاجابة المغربي (ومتى كانت نتائج المنتخب مميزة)..؟!
* الحقيقة ان جل الزملاء الذين يتابعون شأن الرياضة عموماً وكرة القدم تحديداً يدركون تماما ان اشكالية منتخبنا الوطني ليست وليدة اليوم ولم تخرج الى العيان في التصفيات الحالية.. ولن نكشف سراً ـ يدركه الجميع ـ هو ان الاعلام شريك في التراجع والتواضع.
* الجميع يعلم ان هذه الاشكالية قديمة ومتأصلة وترتبط بالطريقة التي ظلت الاتحادات المتعاقبة تتعامل بها في تسيير النشاط الكروي في ظل غياب تام للدولة عن دعم المنتخب الذي يدافع عن شعار الوطن في اشرف الميادين بالداخل والخارج بمختلف التصفيات..
* لقد تفنن المطبلاتية وساهموا سلباً في تراجع نسبة الوطنية في نفوس المحبين للساحرة المستديرة ببثهم للتعصب للقمة لدرجة تراجعت معها قيمة المنتخب الى اسفل القائمة على الرغم من انه يضم نفس الوجوه التي (ينفخها) السماسرة عندما يرتدون الازرق والاحمر
* ان المسئولة المتعلقة بكيفية تحقيق النهضة الكروية المطلوبة ـ والتي يمثل المنتخب راس الرمح فيها ـ انما هي عمل جماعي على الاعلام ان يقر اولاً ويعترف بمساهمته السلبية في التراجع الحالي ليكون ذلك الاعتراف هو البداية العملية لتصحيح الاوضاع..
* ان التواري خلف الاسباب الوهمية وتحميل قادة الكرة مسئولية الاخفاق لا ولن يفيد في شئ لان الاتحاد الحالي برئ من ما حدث ويحدث ولو من باب انه تسلم مهامه ومنتخبنا مهزوم في مباراته الأولى بملعبه امام مدغشقر قبل ان يلعب مباراتين خارج دياره..
* حتى اولئك الذين ينتقدون المدير الفني لا نرى اي مبرر لهجومهم لان اي مدرب اجنبي عمل في السودان سواء مع المريخ او الهلال وجد الكثير المثير من العقبات التي اعترضت مشواره وظل غياب المدارس السنية في اول قائمة تلك الاعتراضات الصعبة.
* ان اسباب الفشل التي تجمعت وادت الى اقالة عشرات بل مئات المدربين الاجانب من الاندية هي نفسها التي يواجهها المدرب الكرواتي الحالي لصقور الجديان زدرافكو في ظل تعنت وتعصب من جانب جل حملة الاقلام الذين لا منطق يسند نقدهم الهدام الحالي..
* المؤلم حقاً ان اي صحافي يبحث عن تصفية حساباته الشخصية سواء مع رئيس اتحاد الكرة او قادة اللجان المختلفة نجده يقوم يشرع في كسر كل الحواجز ويستخدم المنتخب وهزائمه الاخيرة كاداة لتأكيد فشل قادة الكرة ويكون من الطبيعي ان يشطح وينطح..!!
* والمضحك ان نفس الشخص الذي يستهتر بقيمة المنتخب ويمارس الشماتة على لاعبيه يتحول فجأة الى طبال يدافع عن لاعبي فريقه عندما يعودون لارتداء الاحمر او الازرق ونتابعه بلا خجل وهو ينظم فيهم الشعر والقصائد ولا يترك صفة جميلة الاّ ويلصقها بهم
* منتخبنا الوطني يخوض الليلة مباراته الرابعة في التصفيات المؤهلة الى نهائيات امم افريقيا التي ستقام العام المقبل بالكاميرون واعتقد انه ـ اي المنتخب ـ لو اجتهد وحقق الانتصار فان كل الاصدارات ستهب غداً للتغزل في لاعبيه امام اذا خسر فنستعد للهبل..
* حتى اذا فاز صقور الجديان اليوم ـ وذلك ما نتمناه ـ فان الانتصار لا ولن يخرج عن اطار الجهود الذاتية للاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة لان الاصلاح الذي ننشده للواقع البائس والحزئن الذي وصل اليه حالنا الكروي يحتاج الى عمل جماعي ومجهود خرافي.
* تخريمة أولى: سافرت بعثة منتخبنا الى السنغال وعادت الى الخرطوم في صمت واذا جاز لنا السؤال هنا (كم صحافي رافق البعثة)..؟ الاجابة معروفة ومؤلمة.. وبنفس المنطق نستفسر عن (كم صحافي تقدم بطلب للسفر الى الامارات لتغطية قمة السودان).؟
* تخريمة ثانية: تحقيق النهضة الكروية يحتاج الى العمل الجماعي والابتعاد عن كل ما يزيد من داء التعصب بين المتابعين.. وهنا فان للاعلام الرياضي دور مباشر يعلمه كل الزملاء لكنهم غير مؤهلين للتعامل به ما لم يقتنعوا اولاً بمساهمتهم السلبية الحالية..!
* تخريمة ثالثة: على طريقة المثل (خادم الفكي مجبورة على الصلاة) سنتابع تعامل جل الاصدارات الرياضية مع لقاء اليوم بين منتخبنا والسنغال ومن هنا تبدأ المأساة التي ستتجسد حال الهزيمة لا قدر الله ونتابعها اعتباراً من الغد ولنا عودة باذن الله لهذه القصة.