* رحل عن دنيانا الفانية فجر الخميس الماضي نجم الهلال والمنتخب الوطني الاول السابق محمد عبد الفتاح زغبير اثر علة لم تمهله طويلا، تاركاً من خلفه اثراً طيباً، وبسمة لن ينساها كل من تعامل معه سواء في فترته كلاعب، او بعد تحوله الى مجال التدريب او حتى بعد الانتقال الى العمل الاداري في مجلس ادارة نادي الهلال مؤخراً..
* عرفت الراحل المقيم زغبير منذ سنوات طويلة وتوطدت علاقتي معه من خلال زياراته التي كان يقوم بها الى صحيفة الصدى، وللحقيقة فان تعامل الراحل زغبير كان بسيطاً كبساطته، وعفوياً كعفويته، فلم يجد كل الزملاء اي صعوبة في التعامل معه، وبذات المستوى لم يجد هو اي معاناة في التعامل معنا..
* حتى بعد ما تباعدت بيننا المسافات، ظل الراحل المقيم “زغبير” حريصاً على التواصل، واذكر انه سجل لنا اكثر من زيارة في مقر صحيفة الاهرام اليوم، ولم ينقطع عنا، وكعادته لم تفارق الابتسامة شفتيه، في اشارة عبرت لكل من تعامل معه عن نقاء قلبه وطيبته وحسن تعامله وتواضعه الخرافي، واسلوبه التلقائي مع الجميع..
* كان حريصاً على التحدث معي في مواضيع عديدة ابرزها النادي الاهلي المصري ولم يتنازل يوماً عن حلمه بان يرى نادي الهلال في قامة ووضعية الاهلي ببنياته التحتية وهيبته العربية والافريقية، وبطولاته المحلية والدولية، وتفرده واستحقاقه للقب نادي القرن وتصدره لقائمة الاكثر تربعاً على عرش القارة الافريقية السمراء..
* كان الراحل زغبير ينوى زيارتي في منزلي، واذكر انه طلب مني وصف منزلي في حي ودنوباوي اذ قل بالحرف الواحد (انا كل مرة بقوم بزيارة كابتن عبد الرحمن زيادة في ودنوباوي، فاذا وصفت لي منزلك بالتأكيد ساتشرف بالوصول اليك في دارك) فوصفت للراحل المكان وقلت له منزلنا بعد منزل كابتن زيادة في شارع ود البصير..
* وعلى الرغم من ذلك الوعد، لم اتشرف بزيارة الراحل، حتى بعد وفاة الراحل (فريد) ابن الكابتن عبد الرحمن زيادة ـ قبل اسابيع ـ توقعت ملاقاة الراحل زغبير واتمام وعده الخاص بزيارته لي في منزلي، لكني لم اصادفه بل التقيت بزميله عبد الله موسى (المر) وعدد مقدر من اصدقائه النجوم لا لشئ سوى لاننا تعاقبنا في الحضور الى العزاء..
* كان زغبير حريصاً على نقل روعة الزمن الجميل الينا كصحافيين لم نسعد بمتابعة العهد الذهبي لكرة القدم بداية السبعينيات، ولعل الذاكرة لا ولن تنسى تلك القصة التي حكاها وحدثت بينه ومدرب المنتخب حينها منصور رمضان والذي قبض زغبير وهو يدخن سجارة في الخفاء وقام على الفور بـ(طفيها له في ظهر كفه) ععقاب فوري..!!
* حدثنا زغبير عن بساطة الزمن في نهاية الستينيات والسبعينيات، وتفرد لاعب الامس بالوفاء والولاء، وارتباطه بالنادي الذي يرتدي ويدافع عن شعاره، بمعزل اي اغراءات مالية او غيرها، وكان يتمنى ان يشهد لاعب اليوم في القمة وبقية الفرق وهو يتمتع بنفس الفهم والارتباط الوجداني الذي كان يميزهم كنجوم في فترات سابقة ايام العهد الذهبي..
* علمت بوفاة زغبير قبل منتصف نهار يوم الخميس الماضي، وحقيقة نزل على الخبر كالصاعقة خاصة وان الراحل كان يتواجد حتى مساء يوم الخميس بدار النادي مباشراً لعمله، لكن ماذ نقول غير انها ارادة الله، التي لا نملك غير التسليم بها والدعاء للراحل بالمغفرة وان يسكنه المولى عز وجل فسيح جناته مع الصديقين والشهداء..
* وتمتد التعازي الى اسرة نادي الهلال، مجلس ادارة واقطاب، واجهزة فنية وقدامى اللاعبين، والجماهير، ولا ننسى تعزيه اسرة الراحل الكبيرة والصغيرة، وعشاق الكرة في مدينة الحديد والنار (عطبرة) وكل معارفه وابنائه وجيرانه وزملائه وشعب السودان وكل عشاق الرياضة ومحبي كرة القدم (الساحرة المستديرة) على وجه الخصوص..
* لقد حزّ في نفسي ان ينعي تلفزيون السودان (القناة القومية) الراحل زغبير بلسان رئيس مجلس الوزراء حمدوك في النشرة الرئيسية وان تقع ـ القناة ـ في خطأ فادح تمثل في وضع صورة الاسطورة حامد بريمة على انه الراحل زغبير.. انه خطأ فادح يجب ان يحاسب عليه كل العاملين في القسم الرياضي الى جانب المشرفين على تلك النشرة لا لشئ سوى لان الخطأ اساء للراحل وحمل معه استخفافاً واستهتاراً بكل المشاهدين.
* تخريمة أولى: هاج المطبلاتية وماجوا، ومارسوا كل اصناف البكاء و(الخرخرة) مع الشكوى التي تقدم بها الهلال ضد قانونية مشاركة لاعب هلال كادوقلي (ايزي) والتي ربما تعيد النقاط الثلاث الى هلال العاصمة.. وكالعادة انتشرت نغمة (هلالاب اتحاد الكرة) مع بث معتبر للمزيد من اساليب التعصب التي ثبت بالدليل القاطع انها تؤخر كرتنا السودانية وتصيبها في مقتل.. ولا ادري حقيقة هل نسي المطبلاتية ان الهلال وفي الموسم قبل الماضي تعرض لخصم ست نقاط من رصيده بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ثم عاد وتجاوز المريخ وفاز بلقب الدوري الممتاز في فضيحة كانت تستحق ان تُدرّس للمطبلاتية بعد ما ساهموا بغبائهم في اهداء اللقب الى الهلال بعشوائيتهم وتعاملهم على طريقة اي مشجع متعصب مع كل الاحداث.. كفاكم يا مطبلاتية، وعلى كل صفاق التوقف عن المشاركة في هذا العبث الذي سيقود المريخ للمزيد من التدهور والتراجع.. (مش كفاية ثلاث سقطات متتالية من تمهيدي ابطال افريقيا على التوالي يا عالم)..!!
* تخريمة ثانية: تجلت المتعة في مقابلات الاسبوع التاسع لمسابقة دوري كأس الامير محمد بن سلمان، واستمتعنا بالاثارة خلال مباريات الخميس والجمعة والسبت، وكانت مباريات الرائد والوحدة، التعاون والشباب، الاهلي والاتحاد، الاكثر قوة وندية واثارة، فالرائد حول تأخره الى فوز باهر على الوحدة في الوفت المحتسب بدلاً من الضائع الى ثلاثية مقابل هدفين، والتعاون حسم الشباب قبل عشر دقائق من النهاية بالهدف الثالث، والاهلي تفوق على الاتحاد بثنائية.. كل ما حدث في تلك المقابلات (كوم) وما تابعناه في لقاء الهلال والفتح (كوم تاني).. انها الاثارة الحقيقية التي لا علاقة لها بالعبث في النقل التفزيوني الذي نتابع قناة المتاعب وهي تمارس عبره كل اساليب القهر والاستهتار بمعزل عن اي مهنية او احترافية..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة اخيرة كدة: تلقيت اتصالاَ من احد القراء شكى لي فيه استهتار قناة المتاعب بالمشاهدين حيث اشار المتصل الى انه شعر بالخجل اثناء متابعته لمباراة الهلال وحي العرب الاخيرة (السبت) وذلك لاصرار معلق اللقاء على وجود الثنائي خالد الزومة وخالد هيدان في الاستديو التحليلي مع ان هيدان وحده هو الذي تواجد في الاستديو منذ البداية وحتى النهاية.. (ولا تعليق)..!!