صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ثقوا بالهلال

112

أفكار

محمد الجزولي

ثقوا بالهلال

كثر الحديث عن الخلافات في الهلال ووجهت أصابع الاتهام المباشر إلى المدرب العام وقائد الفريق هيثم مصطفى أنه مصنع المشاكل في البيت الأزرق.
اعترف المدرب صلاح محمد آدم، بالخلافات التي يتحدث عنها الناس وهذا شيء طبيعي يحدث في أي بيت ناهيك عن نادي كبير في قامة الهلال.
فلاعبو الهلال ليس ملائكة حتى نبرئهم من الخطأ وهيثم مصطفى ليس شيطانياً حتى نرمي فيه كلما يحدث للهلال من مشاكل وتراجع في الأداء.
مشكلة الهلال الحقيقية إدارية من الألف للياء، شارك فيها من قفز من المركب ويرتدي الآن ثوب الواعظين رغم أن الثابت (فاقد الشيء لا يعطيه).
لا يمكن أن نمارس دفن الرؤوس في الرمال ونحن نرى أن الحال ظل مائلاً منذ جلوس السيد أشرف الكاردينال على كرسي رئاسة النادي.
تم التخلص من كل اللاعبين بطريقة لم يراع فيها أصحاب الفكرة أن البناء يتم بالتدرج وليس بإعدام اللاعبين الكبار ووضع الصغار في الواجهة.
الحديث عما يدور في الهلال، حالياً يبقى نوعاً من الاستهلاك لا أكثر ولا أقل وعلى الجميع التركيز في المباراة الأفريقية.
فالهلال الحالي يعاني من نقص نوعي في اللاعبين ويحتاج إلى لاعبين قادرين على صناعة الفارق في الميدان وليس بالكلام في مواقع التواصل الاجتماعي.
مؤسف جداً أن يهتم بعض لاعبي الهلال بنقل ما يدور في دكة البدلاء والمعسكرات وفي نفس الوقت لم يهتموا بتطوير مستواهم.
مباراة بلاتينيوم هي تحد لكل أهل الهلال.. لا اللاعبين ولا الجنرال ولا البرنس ولا الكاردينال.. فالمسؤولية جماعية ومن يريد مصلحة الهلال فليقل خيراً أو يصمت.
يبقى الهلال هو الشيء الأجمل في السودان وجالب الفرح على مر العصور ومهما كان مستواه علينا أن نثق في الهلال فهو قادر على تحويل الأتراح إلى أفراح.
ظلت الأندية السودانية في السنوات الأخيرة ترفع الراية البيضاء مبكراً واستسلمت إلا الهلال بقي وحيداً يصارع من أجل حفظ ماء الكرة السودانية وكبريائه.
حمل سيد البلد على عاتقه المسؤولية وكان الحمل ثقيلاً يظل يحارب في كل الجبهات من أجل أن يكون السودان موجوداً في كبرى بطولات الكاف ورغم ذلك هنالك من يقلل منه من باب الغيرة والحسد.
الذين يرون في المريخ فريقاً بطلاً نقول لهم أين موقعه الآن من الإعراب فقد خرج في آخر موسمين من الدور التمهيدي ولن نريد أن نذكر المرات السابقة التي خرج فيها.
أعرف أن تبرير تراجع مستوى الهلال بخروج المريخ من التمهيدي غير مقنع على الإطلاق فقط أردت أن أقول إن الهلال ورغم هذا المستوى المتراجع حافظ على مكانه بين كبار القارة السمراء.
حتى تأهل الهلال لمرحلة المجموعات كان محل شك بعد أن وقع في مسار إنيمبا النيجيري، فكان الهلال في الموعد وأسقط إنيمبا من المدرج وسيسقط الباقين مهما كان الثمن.
رغم الحال المائل والمشاكل والإشاعات والحرب النفسية على لاعبيه وجهازه الفني ظل الأزرق ممسكاً بخيوط الأمل وفي كل مرة يسقط ينهض قوياً شامخاً لا ينكسر.
ليس هنالك جديداً في تراجع أداء الهلال ونتائجه وهذا هو واقع حال فريق ظل يتخلص من نجومه البارزين الواحد تلو الآخر ورغم ذلك ظل محافظاً على هويته وهيبته.
تبقى مباراة بلاتينيوم الزيمبابوي يوم الجمعة المقبل، هي مدخل الأزرق لاستعادة استقراره وهدوءه ولا بد من تحقيق الانتصار لأن نقاط الدار هي من تنقل الفريق إلى المرحلة التالية.
رهاني على الهلال يظل قائماً وأن هذا الفريق رغم تشكيك الناس فيه، قادر على فعل كل الممكن والمستحيل والتأهل عن جدارة إلى ربع نهائي الأبطال ورهاني لا يخيب.
خلاصة القول إن الحديث عن الخلافات والصراعات في فريق الكرة قد أخذ من جميع أهل الهلال الكثير وفي نفس الوقت لم يبادر أحد بإطفاء نار هذه الخلافات التي أصبح الحديث عنها نهاراً جهاراً.
من يعرف الهلال أن يدرك أن طموحه أعلى من الجميع وأن شخصيته ستكون حاضرة بعيداً عن نوعية اللاعبين فقط، علينا أن نثق في الفريق ونتوحد لتشجيعه بدلاً من التركيز على تشليعه.
لا تراهونني على المجهول، بل راهنوا على الواقع.. والهلال هو الواقع والحقيقة والقمر الذي لا يغيب في ليلة طلوعه.
وفي الختام.. يبقى الهلال وهو الهلال.. والسلام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد