هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ثم ماذا بعد الوصول لنهائيات أمم أفريقيا ..؟!
ـ حقق منتخبنا الوطني إنجازاً يحسب له بالتأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا القادمة ولكن هنالك سؤالاً هاماً وملحاً ماذا بعد التأهل..؟ هل يكفي التأهل وحده ليعتبر النجاح مستداماً ..؟ أم أننا بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد مشاركة ..؟
ـ التأهل لنهائيات أمم أفريقيا خطوة مهمة لكنها ليست الهدف النهائي وليس نهاية المطاف فالدول الكبرى لا تكتفي بالوصول بل تسعى للمنافسة وحصد الألقاب والسودان برغم تاريخه العريق في كرة القدم يجد نفسه الآن مطالباً ببناء منتخب قادر على الظهور بمستوى مشرف يليق بمكانته.
ـ هنالك مشكلات يجب معالجتها منها غياب التخطيط طويل المدى فكرة القدم السودانية تعتمد على الإنجازات اللحظية دون النظر إلى المستقبل ولا وجود لخطة واضحة لإعداد المنتخب عبر سنوات ما يجعل النتائج متذبذبة وغير مستقرة.
ـ الاحترافية الغائبة وقلة اللاعبين السودانيين المحترفين في الدوريات الخارجية تضعف من فرص المنتخب في مجاراة الفرق الأفريقية الكبرى التي تعتمد على محترفيها في أوروبا وآسيا.
ـ يجب على اتحاد الكرة العمل على إعداد قوي للنهائيات بتوفير معسكرات تدريبية خارجية ومباريات ودية مع منتخبات قوية لتحسين جاهزية اللاعبين.
ـ الاعتماد على المواهب الشابة والاستثمار في اللاعبين الشباب مثلما فعلت دول أخرى كالمغرب والسنغال يمكن أن يكون المفتاح لنهضة كروية حقيقية.
ـ يجب على الأندية السودانية والاتحاد العام تعزيز الفكر الاحترافي وفتح أبواب الاحتراف والعمل على إرسال اللاعبين إلى الدوريات القوية لصقل مهاراتهم وخبراتهم.
ـ إدارة فنية مستدامة واستمرار المدربين وعدم التغيير المستمر في الطاقم الفني يسهم في استقرار أداء المنتخب.
ـ التأهل للنهائيات يعيد الأمل للجماهير لكنه يحمّل اللاعبين والإدارة مسؤولية ثقيلة فلا نريد أن نكون مجرد ضيوف شرف بل نطمح لأن نكون رقماً صعباً في المعادلة الأفريقية والإنجاز الحقيقي لا يتحقق إلا بتحقيق نتائج تثبت عودة السودان كقوة كروية قارية.
ـ هنالك نقاط تحتاج لوقفة ومراجعة فحراسة المرمى نقطة ضعف واضحة رغم تألق الحارس محمد المصطفى في التصفيات إلا أن إصاباته المتكررة تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنتخب والبدائل الحالية ضعيفة وتفتقر إلى الخبرة الكافية لمواجهة المنتخبات الكبرى في النهائيات وعلى الاتحاد السوداني والطاقم الفني العمل على البحث عن حارس احتياطي بمواصفات عالية.
ـ يجب إعطاء فرص للحراس الشباب ومنح فرصة للحراس الواعدين مع تنظيم معسكرات تدريب مكثفة لصقل مهاراتهم.
ـ تدعيم خط الهجوم فالمشكلة الكبرى للمنتخب السوداني هي غياب المهاجم القناص رغم المجهود الكبير الذي يبذله اللاعبون الحاليون الغربال إلا أن غياب الفاعلية الهجومية الحاسمة كان واضحاً في التصفيات والغربال لا يستطيع تحمل العبء وحده ويحتاج لدعم إضافي من مهاجمين يمتلكون السرعة والقدرة على استغلال الفرص.
ـ الاستعانة بالمحترفين السودانيين في الخارج الذين قد يضيفون قوة إضافية للهجوم.
ـ خط الدفاع أظهر تماسكاً نسبياً لكنه يفتقد إلى العمق وتكرار الأخطاء الفردية يشير إلى الحاجة الماسة إلى مدافعين يمتلكون الخبرة وقوة الشخصية ويجب ترميم خط الدفاع لأن منتخبات النهائيات تملك مهاجمين لا يستهان بهم.
ـ تدعيم الأطراف فالأظهرة تحتاج إلى تحسين مستواها هجومياً ودفاعياً لتوفير حلول أكثر للمنتخب.
ـ يجب تنظيم مواجهات ودية مع منتخبات قوية مثل المغرب ومصر وغيرها من المنتخبات الأفريقية الأخرى لاختبار جاهزية اللاعبين.
ـ رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين للتعامل مع ضغط المباريات في البطولة.
ـ تعزيز التفاهم بين اللاعبين المحليين والمحترفين لتكوين توليفة متناغمة بين اللاعبين المحترفين والمحليين لضمان الانسجام داخل الفريق.
ـ ضرورة وجود لاعب وسط مبدع يستطيع خلق الفرص وربط الخطوط وهو ما يفتقده المنتخب حالياً.
ـ إذا أراد منتخبنا الوطني ترك بصمة في البطولة فإن العمل يجب أن يبدأ الآن.
ـ كواسي أبياه يمتلك رؤية واضحة لكن نجاحه يعتمد على دعم الاتحاد والجماهير وتعاون الأندية في إعداد اللاعبين.
ـ الهدف يجب أن يتجاوز (مجرد المشاركة) إلى طموح أعمق بالمنافسة وتقديم أداء يشرف الكرة السودانية والكرة الآن في ملعب الاتحاد والإدارة الفنية فهل يكون التأهل بداية لنهضة جديدة ..؟ أم أننا سنظل أسرى الإنجازات المؤقتة ..؟
ـ نتمنى أن يغادر منتخبنا الوطني دائرة (الظهور المتواضع) إلى مشهد المنافسة القوية وهذا يعتمد على التغيير الجذري في الفكر والتخطيط والاستعداد.