صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ثم ماذا بعد يا أهلة !!

48

تأمُلات

كمال الهِدي

ثم ماذا بعد يا أهلة !!

· حدث ما توقعناه ونبهنا له مراراً قبل مباراة الهلال والأهلي.
· يا ما حذرنا من الانفعال والتشنج والشحن الزائد، وقلنا أن الهلال سيخسر النقاط وسيعرض نفسه لعقوبات ليس إلا.
· خرج الهلال من البطولة وفرض عليه الكاف العقوبات المتوقعة.
· فمن الذي يتحمل وزر ذلك!!
· بالطبع لا يمكن أن نلوم الجماهير.
· فقد أوضحت في هذه الزواية مرتين قبل المباراة أن هذه الجماهير تتفاوت في فهمها ومستويات تعليمها وأعمارها وتوجهاتها.
· لذلك تقع المسئولية أولاً على مجلس الهلال.
· فقد أثبت أعضاؤه أنهم يفتقرون للحكمة والتعقل.
· أصروا دوماً على مخاطبة عواطف الجماهير وإشعال حماسها حتى ولو كان ذلك في غير مصلحة النادي.
· وهذا يؤكد أنه مجلس غير مؤتمن على نادي الملايين.
· كان بإمكانهم أن يخاطبوا الاتحاد الأفريقي بما يودون قوله دون إحداث كل ذلك الضجيج.
· لكنهم قصدوا أن يسوقوا لـ (وهمة) حرصهم على مصالح النادي.
· وقد كان رأينا دائماً أنهم غير مهتمين سوى بصورة ومصلحة رئيس النادي.
· وهاهي الإيام تثبت صحة ما ذهبنا له.
· أما المسئول الثاني عن هذه المأساة فهو الإعلام الرسمي للنادي.
· فهو إعلام يمضي بلا خطة استراتيجية واضحة لدعم ناديه.
· إعلام النادي يتكسب من إسم الهلال ولا يقدم له شيئاً يذكر.
· ويوم أن أُعلن عن بدء صدور صحيفة الهلال أكدنا أن الغرض هو الترويج لرئيس النادي لا مصلحة الكيان، أو دعم فريق الكرة فيه.
· لأنهم لو كانوا حريصين فعلاً على أن تكون للنادي جريدة تدعمه لأصدروها منذ سنوات عديدة.
· لكنها لم تصدر إلا بعد أن اختلف الرشيد مع الكاردينال.
· وهذا تأكيد آخر على أن مصلحة النادي لم تشغل بال هؤلاء الرجال الذين يتولون مسئولية لم يكونوا قدرها في يوم.
· فلو كان الهدف هو توفير الغطاء الإعلامي للنادي لرأينا شيئاً يصب في هذا الإتجاه في القناة التي تحمل اسم النادي.
· لكن المؤسف أن القناة انشغلت منذ افتتاحها بالصورة الشخصية للكاردينال.
· فقد حشدوا لها الشعراء والمغنيين والمغنيات ضعاف النفوس واللاهثين وراء المال لكي يطبلوا ويهللوا للرجل ونسوا أن القناة تحمل اسم أعظم أندية البلد.
· الأمور التي تبينت لنا منذ أول ثلاثة أشهر لرئاسة الكاردينال للهلال صارت أكثر وضوحاً لمن في أعينهم غشاوة، ومن ساهمت سنوات الإنقاذ العجاف في تشويش أذهانهم.
· فماذا أنتم فاعلون يا أهلة!
· جميل أن نسمع عن جهود جماعية من أجل إزاحة هذا البلاء الذي حل بالنادي.
· لكن المهم جداً ألا يفكر الأهلة في استبدال أحمد بحاج أحمد.
· لم نناهض رئاسة الكاردينال للنادي طوال السنوات الماضية من أجل سواد عيون أي رجل مال آخر.
· فقد سئمنا وضعية أن يصبح النادي الذي تشجعه كل هذه الملايين بمثابة فأر التجارب.
· قلناها أيام مجلس صلاح إدريس، وخلال رئاسة البرير، ونعيد ونكرر أن رجال المال لن ينفعوا النادي اطلاقاً.
· فجل هؤلاء يريدون أن يلمعوا أنفسهم ويرضوا غرورهم ويستفيدوا من النجومية التي تمنحها لهم رئاسة هذا النادي الكبير.
· وما لم يتولى شأن نادينا أصحاب الأفكار ويصبح رجال المال مجرد أقطاب داعمين له، لن ينصلح حاله مطلقاً.
· أي حديث عن بدائل مثل الكوارتي، الخندقاوي أو غيرهما لا يروق لي.
· فهذا هو إحلال حاج أحمد مكان أحمد الذي نرفضه.
· ولابد من مواقف مبدئية في حكمنا على الأشياء.
· الكوارتي مثلاً شاب هلالي ومشجع عرفه الكثيرون، لكن مشكلته أنه لم يعرف كيف يقدم نفسه كمرشح قادم للرئاسة.
· كما أنه تماهى مع هؤلاء القوم.
· أختلف كلياً مع قوله أنه تقارب مع الكاردينال ومجلسه في وقت مضى من أجل مصلحة الهلال.
· وكما ذكرت سابقاً مصلحة الهلال هذه ليست مرتبطة بفترة زمنية محددة.
· فأين كانت هذه المصلحة عندما كان العداء على أشده بينه وبين إعلاميي الكاردينال!!
· وكيف يريدنا أن نقتنع بأن عودته لمن عاداهم لدرجة السجال الإعلامي غير المحبب في فترة ماضية جاءت من أجل مصلحة النادي، فبل أن يبتعد منهم مجدداً ويتقرب من الرشيد تحديداً خلال فترة اختلافه مع الكاردينال!!
· من يريد أن يكون رئيساً يعتمد على الأفكار لا المال او الهالة الإعلامية عليه أن يقدم النموذج الواضح لذلك.
· ورأيي الشخصي أن الكوارتي لم يقدم هذا النموذج، أو يقنعنا بأنه مؤهل لإدارة النادي.
· ثم أنكم إذا عدتم بالذاكرة لعدد من فترات رؤساء الهلال المختلفة ستجدون أن ثمة عوامل مشتركة كانت وراء الفشل الإداري الذي عانى منه النادي.
· غالبية هؤلاء الرؤساء اعتمدوا على أقلام محددة روجت لهم وحاولت تسويقهم.
· حتى صلاح إدريس الذي يعد أفضل رؤساء العقدين الماضيين من ناحية الفكر والرؤى (بالرغم من اختلافي الشديد مع أسلوب إدارته للهلال) لم يعتمد على هذه الأفكار في تقديم نفسه للناس.
· بل بدأ بحشد الصحفيين واستمالتهم ليقدمونه للمجتمع.
· ومعلوم أن الكثير من زملاء المهنة يكثرون من التوابل في تقديمهم لمن يرضون عنهم ويرغبون فيهم.
· وما أن يتولى الرئيس المُنصب بمجهودات هؤلاء الصحفيين يبدأ في الابتعاد رويداً رويدا عن جماهير النادي و(تكبر) في رأسه فـ (يتفرعن) ويتسلط ويظن أن الهلال صار جزءاً من ممتلكاته.
· الخندقاوي أيضاً كان مدخله خاطئاً وظن أن الصحفيين هم الرافعة الوحيدة.
· عندما تولى الكاردينال رئاسة الهلال نصحته عبر هذه الزاوية على مدى أشهر كاملة بأن يبعد نفسه عن زملاء المهنة وقلت له بصريح العبارة أنهم سيوردونه التهلكة وسيديرون له ظهورهم في يوم، ولهذا عليه إن أراد أن يخدم الهلال حقيقة أن يستند على الجماهير بإعتبارهم أصحاب الوجعة، بينما أثبتت التجارب أن الكثير من الصحفيين ن أصحاب مصالح آنية لا أكثر.
· لكنه لم يسمع بالطبع.
· ولم استغرب لذلك.
· فغالبية رجال المال لا يسمعون إلا للهتيفة والمطبلاتية وأصحاب المصلحة لأنهم يستطيعون أن يذلونهم بحوجتهم لهم.
· فما الحل إذاًَ!!
· الحل كتبنا عنه مراراً وقبل سنوات عديدة، وهو يتمثل في أن تكون هذه الجماهير واعية فعلاً لا قولاً، وأن تتضمن مطالبها بالإضافة لرحيل الكاردينال، فتح أبواب العضوية حتى يحصل عليها كل راشد عاقل.
· وقتها فقط تستطيع هذه الجماهير أولاً أن تقدم دعماً مادياً مقدراً لناديها.
· وثانياً يصير بإمكانها أن تبحث بنفسها عن مرشحين ذوي أفكار ورؤى ثاقبة وتجرد ونكران ذات لخدمة النادي.
· مللنا هؤلاء الرؤساء الذين يستهدفون المنصب كمطية دون أن يقدموا له شيئاً.
· أعرف أن هذا التوجه مرفوض في صحافتنا الرياضية، لهذا لا تجدون الكثير من الدعوات فيها لسلطة الجماهير.
· عدد مقدر من زملاء المهنة يرغبون في أن يتولى رئاسة النادي رجل أعمال يتجاذبونه ليصطفي في النهاية شلة محددة تستفيد من وجوده في المنصب.
· بينما يتحول الباقون لمعارضين يستفيدون أيضاً من الصراع المستمر لأن فيه تسويقاً للصحف.
· هذا هو السر الذي يفوت على بعض جماهير النادي.
· ومفتاح الحل بإيديكم، فإما أن تصبحوا أعضاء فاعلين لتختاروا من بينكم من ترونهم أهل للثقة لإدارة النادي، أو تستمروا في الدوران حول هذه الدائرة المفرغة.
· فيذهب فلان ليحل مكانه علان، بينما تظل الأيادي المُحركة لكل هذا العبث هي ذاتها وكأن حواء الهلال لم تنجب غيرهم.
· وكل العشم ألا تنتهي موجة الاحتجاج الحالية على رئاسة الكاردينال إلا بتغييرات جذرية وتغيير مفاهيمي نستشرف معه عهداً تسوده الأفكار بدلاً عن المال الذي لم يجن هلالنا من ورائه سوى المصائب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد