مــذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
محبط جدا أن الشعب السوداني بعد أكثر من ستين عاما من إستقلاله ، وقرابة الثلاثين عاما من إنقاذه وهو لايزال في مرحلة البحث عن كسرة الخبزوتوفير لقمة العيش ، مؤسف للغاية أن بلدا – كالسودان – يتمتع بكل المزايا والمعطيات والثروات الطبيعية القادرة علي أن تجعله في مصاف الدول الكبري – ثم لا ينجح في إستغلالها بالشكل الذي يؤدي الي توفير حياة كريمة لأبنائه ويقيهم شر الفقر وحياة الكفاف ، محزن جدا أن يفشل السودان في توفير غذائه لنفسه –ناهيك عن جيرانه – وهو الذي كان يلقب ب سلة غذاء العالم حتي وقت قريب ،وغريب جدا أن تصل أسعار اللحوم والألبان ومنتجاتها الي هذه الارقام الخرافية في بلد غني بثرواته الحيوانية وكان يتصدر قائمة الدول المنتجة لها في تاريخ ليس بعيد ، بل أن الخضروات تتقافز أسعارها كل يوم برغم المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة ووفرة مياه الري . صادم جدا أن الناس يحتاجون الي الحد الاقصي من الجهد والمال للحصول علي الحد الأدني من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم ،والخبز والوقود خير مثالين . وقمة الاحباط وخيبة الأمل تتمثل فيتدني طموحات شعب بأكمله للدرجة التي يكون فيها النجاح في توفير وجبتين في اليوم ، والحصول علي قيمة ارسال الابناء الي المدارس هي قمة الامال .
والملاحظ أن تدني الطموحات وقصور الأهداف هذا لا يقتصر علي الشعب وحده ، بل حتي الحكومة وحزبها ( الغني ) تدني مستويالطموح لديهم من مرحلة ( ح نشيد نحن بلادنا ونفوق العالم أجمع ) الي مرحلة البحث عن توفير ثمن بعض البواخر المحملة بالوقود ، أو توفير المال لأجل استيراد الدواء .
وعود البدايات هذه – والتي شملت فيما شملت تحويل الارض البور الي جنان نضيرة ، وإدارة ماكينات المصانع واستخراج وتصدير البترول وتحويل السودان الي بلد منتج وتغيير حياة أنسانه – الت كلها الي فشل كبير ، ولم يتحقق منها أي شئ لاسباب كثيرة يستعصي حصرها ، ولكن نقول باطمئنان أن اختلاف أهداف البدايات والحياد عن الطريق كانت بعضا منها دون شك .
سوء الادارة كذلك يشكل حضورا مميزا في أسباب الاخفاق في الوصول الي النتائج المطلوبة ، حيث تعرف الادارة بأنها فن الوصول الي أفضل النتائج باستخدام أقل الموارد ،والواقع الماثل لدينا يقول أن الموارد وفيرة بينما النتائج هي الأسوا علي الاطلاق ، وفي ذلك مؤشر لايقبل الشك علي سوء الادارة ، وطالما الحديث عن دولة وليس عن منشأة اقتصادية فقد يكون سوء السياسة هو المعني الاقرب للاستخدام .
وللفساد نصيب مقدر في الوصول الي مثل هذا الواقع المرير– غير أننا سنتجاوز عمدا التحدث عنه في هذا المقال وذلك لسببين ، الثاني: أن السماح بممارسة الفساد وعدم التمكن من السيطرة عليه يمثل عنصرا من عناصر سوء الادارة – وقد تناولنا ذلك في المساحة أعلاه . أما الأول : فلأننا لن نستطيع أن نقدم الدليل المادي عليه كما يطلبوا منا كلّما تحدثنا عن الفساد ، وإن كنا نري – وكل صاحب عقل –أن الفساد لايستطيع ستر نفسه لأنه يتمتع بروائح نفاذة وسرعان ما تظهر اثاره علي من يمارسه، وهو علي ذلك لايحتاج الي مشقة ولا براهين لاثباته بقدر ما يحتاج الي ارادة قوية ورغبة صادقة في محاربته ، والله المستعان ..
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app