كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
جائزة (نوفل) لبث التعصّب بين عشاق الكرة..!!
* أثلج خبر فوز رئيس الوزراء الاثيوبي (آبي أحمد) بجائزة نوبل للسلام صدورنا خاصة وانه ساهم بشكل مباشر في تقريب وجهات النظر بين قادة قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وفتح باب التوقيع على وثيقة الاعلان الدستوري بنسبة كبيرة، ولعل ما ضاعف من سعادتنا ان الجارة اثيوبيا ـ تحديداً ـ هي التي ساهمت في استقرار بلادنا..
* وعلى ذكر جائزة نوبل للسلام، فاعتقد ان هنالك مجموعة مقدرة من (المتصوحفين) في بلادنا يستحقون جائزة (نوفل) التي نقترح تخصيصها لكل من يساهم في زعزعة وفركشة الاستقرار، وزرع الفتن ـ ما ظهر منها وما بطن ـ بين عشاق الساحرة المستديرة في سوداننا الحبيب على ان يتم الاستناد بالتاريخ واللجؤ لارشيف الصحف..
* وما بين جائزتي نوبل، و(نوفل) المقترحة، تتمدد الآمال العراض وبذات المستوى الذي تدفع فيه جائزة نوبل صاحبها في كل المجالات للتفاخر بها امام كل العالم، فان جائزة (نوفل) بالامكان ان تكون مصدر خجل لمن ينالها لا لشئ سوى لانه لم يفعل ما يشرفه هو، ولا مهنته بل على العكس فان الفائز بها يفترض ان يختشي على نفسه..!!
* عزيزي القارئ، فكّر لدقائق، واسترجع ما هو مخزون في ذاكرتك من احداث علاقتها مباشرة بما يكتب في الاصدارات الرياضية خاصة تلك التي تنحاز بشكل مخجل للمريخ او الهلال، وقرر بينك وبين نفسك وجاوب (من يستحق جائزة نوفل لبث التعصب)..؟!!
* ان كرتنا السودانية بالجد تعيش واقعاً مآسوياً منذ سنوات، وبالتحديد بعد ما تسلل اصحاب بعض الاقلام الى بلاط صاحبة الجلالة، وتفرغوا لبث اسلوب التعصب.. ومع الوقت تمددت الكراهية والحقد بين مشجعي الفريقين الكبيرين، وصارت الصورة اسوأ من اي وقت مضى، وكان من الطبيعي ان تتشوه المعاني الجميلة والرائعة للتنافس..
* ومن دائرة بث التعصب، تحوّل قادة التفرقة بين العشاق، الى القيام باعمال اخرى علاقتها مباشرة مع السمسرة والمتاجرة باسم الكيانات في ظل استسلام تام من جانب قادة تلك الاندية التي استسلمت تماما مع مرور الوقت وصارت لا حول لها ولا قوة..
* مثلاً، مثلاً، لو ان احد تجار الكلمة كانت له خلافات عمقية وقديمة مع رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، وانتشر خبر فوزه بجائزة نوبل للسلام فان ذاك المطبلاتي بالامكان ان يطعن في نزاهة اللجنة التي اختار رئيس وزراء اثيوبيا للجائزة، وبكل سهولة يقوم بتأليف قصص وهمية من خياله يصدّقها العامة ويهرولون من خلفها دون دراية..!!
* التشكيك في نزاهة اي جهة، صار وللاسف هو العنوان الاول الذي يحكم تعامل جل تجار الكلمة الذين ولجوا عالم الصحافة الرياضية وحولوه الى تجارة علنية يدافعون عن (ولي النعم وصاحب الجيب الكبير) لتأمين مستقبلهم دون اي نظرة للهدف الاساسي الذي يتجاوزونه في غمرة لهثهم خلف تحقيق مصالحهم الخاصة ومكاسبهم الذاتية..!!
* ومن خلف المطبلاتية والسماسرة تقف مجموعات معتبرة من (الصفاقة والهتيفة) الذين لا يعرفون غير القيام بدور (الكومبارس).. وتختصر مهمتهم في ترديد ما يقوله كبيرهم الذي علمهم ماذا يكتبون، ومتى يكتبون، ومتى يرددون ما يرد في زاويته، وبطريقة كورالية غريبة، وباجادة تامة لا ينافسهم عليها صفاقة (البريري واحمد هاشم)..!!
* انه وللاسف الواقع البائس الذي نعيشه في بلادنا وبالتحديد محيط رياضتنا بشكل عام، ومحيط كرة القدم على وجه التحديد.. وتمر الايام ولا رغبة في تبديل الواقع الأليم الحالي والذي تشابه تخويف الناس من تبديله مع نفس الطريقة التي كانت تتعامل بها حكومة الانقاذ مع شعبنا الصابر وتهديده بان القادم سيكون اسوداً حال تبدل الاحوال..!!
* الاستفتاءات لاختيار افضل لاعب في الموسم تلاشت تماماً بفعل التعصب الذي زحم المكان نتيجة لما يقوم به تجار الكلمة وسعيهم الجاد يومياً للتفرقة ما بين عشاق المريخ والهلال لزيادة نسب توزيع اصداراتهم البايرة خالية المضمون وخاوية الفكر والبعيدة كل البعد عن الدور الذي من المفترض ان تقوم به تجاه عشاق الساحرة المستديرة..
* ترشيحاتي الخاصة بجائزة (نوفل) احتفظ بها لنفسي، واعتقد ان لكل قارئ من المعلومات ما يؤهله لاختيار صاحب تلك الجائزة التي يرى انه يستحقها وبجدارة نتيجة للعديد من الامثلة التي تحفظها الذاكرة من تناول وتناقض وتبديل للقناعات الثابتة التي من المفترض انها تظل ثابتة ولن تتبدل..!!
* تخريمة أولى: حتى وقت قريب كانت معظم الاصدارات الرياضية في السودان تحرص على اقامة استفتاء سنوي بمشاركة عدد من المدربين والاداريين والحكام والجمهور لاختيار افضل شخصية في كل المجالات الكروية.. ويتم الاعلان عن افضل لاعب وسط، وأفضل مدافع، وأفضل مهاجم، وافضل حارس مرمى، وأفضل مدرب، وأفضل اداري، وأفضل مشجع، وأفضل صحافي.. على ان يتم تكريم كل اولئك الذين يقع عليهم الاختيار في الاستفتاء في حفل كبير بمشاركة كبار الشخصيات.. في خطوات كانت تعبر بعمق عن المعاني السامية لكرة القدم، التي يفترض انها تقرب بين الناس بمعزل عن دياناتهم او جنسياتهم او لغتهم.. تلك البرامج وللاسف اختفت تماماً وتلاشت بفعل ما يقوم به تجار الكلمة من دمار شامل للنسيج الكروي والرياضي بشكل عام.. ولا نكلم غير ان نقول حسبي الله ونعم الوكيل..!!
* تخريمة ثانية: واصل تلفزيون السودان تميزه بالسهرات الرائعة، فتابعت أول أمس حلقة خاصة بعنوان (مبدع وفنان) عن ثنائي العاصمة، تناولت كل تفاصيل حياتهم عندما كانوا ثلاثي العاصمة، وبداياتهم، ونجوميتهم والزملاء الذين تعاملوا معهم وغير ذلك الكثير المثير.. لقد انبهرنا بالحلقة الشيقة والمعلومات المثيرة التي تخللتها اغاني بصوت الثنائي، وشملت الحلقة مداخلات لبعض الشعراء والملحنين الذين تعاملوا مع الثنائي.. انها نقطة جديدة لنج تحسب لصالح المدير الجديد للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ابرهيم البزعي والذي نشير الى ان بامكانه اعادة المشاهد السوداني، داخل وخارج البلاد، الى شاشة التلفزيون القومي.. التحية للتلفزيون والمدير الجديد، مع الامنيات القلبية الصادقة بالمزيد من التنقيب في كنوز الماضي والاستفادة من التسجيلات الخرافية الاثرية القديمة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة اخيرة كدة: تابعت ـ خارج المنزل ـ الجزء الاخير لمباراة الهلال والاهلي عطبرة، عبر قناة المتاعب، وحقيقة لم اتخيل ان التدهور وصل بتلك القناة الى درجة ان لا تقدم للمشاهد ما يحدث بعد نهاية المباراة عبر الاستطلاعات التي تجريها حتى قنوات تشاد وافريقيا الوسطى مع اللاعبين.. والله حكاية.. تضحك (الغنماية)..!!