• أحد لطفاء وبسطاء الشعب المصري الشقيق وعبر تسجيل فيديو على الواتساب أطلق حديثاً من بنات أفكاره قائلاً: (من صلى الفجر في المسجد حاضراً ولمدة أربعين يوماً دخل الجنة).. وعندما سأله أحدهم عن أصل هذا الكلام، وهل ورد في القرآن والسنة أجاب: لا.. هو موش حديث.. (دي جدعنه مني كده).. تسجيل مثير للضحك والسخرية والشفقة في آن واحد.. مثير للضحك على طريقة الرجل في الكلام وهو يدلي بهذه الفتوى الخطيرة ولا يكاد يبتسم أو يبدي أية تعابير تدل على خطورة ما يتفوه به، ومثير للسخرية لتجاهله المراجع الأساسية في الدين.. ومثير للشفقة لأن هذا الشخص لن يجد من يدله على الطريق الصحيح، بل سيستمر الناس في الضحك عليه حتى يقضي بقية عمره على جهله ويموت على ذلك.. وأعتقد جازماً أن بعض قادة العمل الرياضي عندنا في مقام هذا الرجل عندما يتحدثون عن الشأن الرياضي.. والقوانين في ظروف النزاعات.. فهم في العادة لا يلتزمون بالمنطق ولا بمصداقية الحديث ولا يضعون في الاعتبار أن ما يقولونه سيخضع يوماً ما للتقييم والتصحيح.. ولربما ارتدت عليهم الهجمة بضرر بليغ في المستقبل.
• في أزمة نادي المريخ أفتى الجميع على طريقة المواطن المصري (جدعنه كده).. وهو نفس الشيء الذي حدث إبان أزمة الاتحاد العام حيث خاض الناس معارك بسبب المكابرات ومحاولات لي عنق القانون ومغالطة الحقائق بداعي مناصرة هذه المجموعة ومناهضة تلك.. وكان ذلك واضحاً في المريخ عندما ركب الأغلبية موجة مناهضة المجلس المنتخب وسخروا حتى من الديمقراطية التي صنعتها أيديهم بالمشاركة الفعلية أو بالدور السلبي الذي تخندقوا به وتركوا الجمعية تنعقد بسبعمائة شخص فقط.. وقد تجاهل الناس قيم الفيفا ولوائحها ومارسوا عراكاً طاحناً من أجل الباطل وهم يتحدثون عن شرعية قرار الوزير وتدخلاته وأن النظام الأساسي للمريخ لم يعدل، واستمروا في تقليب تلك النظم الأساسية التي دقت عليها نواقيس القدم منذ سنوات واتفقنا سابقاً أنها أصبحت لا تساوي شيئاً في ثورة التعديلات التي قادتها الفيفا.. وأمنت عليها الحكومة السودانية نفسها عندما عكفت على تعديل قوانينها وقالت أنه يتوجب على كل قوانين الرياضة المحلية أن تتواءم مع الدولية حتى لا تحدث تقاطعات ونجد أنفسنا ما وراء الخطوط الحمراء وتضرب علينا العزلة الدولية.. هذه الأشياء كانت ومازالت واضحة وضوح الشمس وأكثر الناس إلماماً بها هو الأستاذ محمد الشيخ مدني.. ومع ذلك.. كابر وناطح الصخر ودفع بنفسه وبالمريخ إلى أتون أزمة حارقة أثرت في نسيجه الاجتماعي وقسمت مشجعيه بشكل سافر ما بين مؤيد لسوداكال ومعارض له، وما بين مؤيد للمجلس المنتخب ومجموعة أخرى تقاتل من أجل لجنة التسيير.
• حتى عندما حذرهم البروفيسور كمال شداد من خطورة المضي في هذا الطريق والاستسلام لتدخل طرف ثالث في هذه الأزمة الرياضية احتد معهم محي الدين عبد التام وقال في غمرة النشوة بقوة السلطة السياسية أنهم لا يعترفون بالاتحاد العام.. حديث جاء في توقيت مناسب ووضع علامة حمراء على طريق الأزمة.. وكان دليلاً على أنهم يريدون اقتياد الوسط الرياضي هكذا (رجالة وجدعنه كده).. ولعل المفاجئ للثلاثي محمد الشيخ مدني وهاشم الزبير وعبدالتام.. من ردود الأفعال التي لم يتحسبوا لها أن يتعنت المجلس المنتخب ويناهض كل هذا التجبر بقوة القانون.. وبالتحديد هاشم الزبير الذي حمل خطاباً لم نتأكد من صحته حتى الآن فيه مخاطبة من الوزير للشرطة من أجل إخراج المجلس المنتخب من المكتب التنفيذي بالقوة الجبرية وكانت واحدة من السقطات البارزة في كل هذه الأزمة منذ انطلاقتها.. وما أكثر السقطات.
• المثير للاستغراب أن هذا التطاحن والعراك يحتدم كل مرة ويكتسب آليات جديدة.. ولكن بدون أن تعطي البسطاء قراءات صادقة في أهدافها.. فهنالك أهداف ظاهرة.. مثل الحديث عن عجز المجلس المنتخب في تسيير شؤون النادي.. ولكن.. الحقيقة التي تتكشف مع مرور الأيام أنهم لم يعجزوا.. ولكن.. كان هنالك عمل منظم ومركز ومدعوم من أجل إفشالهم.. لذلك رسمت صورة لهم مغالطة لواقع الأحداث.. بفعل المعلومات الكثيرة والمفبركة المنتشرة في المجتمع المريخي.
حواشي
• انتهى الدرس باستدعاء لجنة التسيير بالقصر أمس والتعليمات الواضحة التي صرفت لهم.. أرضاً سلاح.. لأن مدير إمبراطورية كرة القدم العالمية قد ضرب المنضدة أمامه بالسندان الحديدي فأصدر ذلك الصوت المرعب.. لذلك لابد من الصمت.
• معظم المناوئين للمجلس المنتخب قالوا أن الحديث عن عقوبات من الفيفا مجرد خزعبلات لا أساس لها على أرض الواقع.. وهي نفس الافتراءات التي كانت تصدر من البعض قبل صدور قرار تعليق عضوية السودان في المرة الفائتة.. وبالتالي تكون واحدة من مصائب الرياضة أن الجهلاء لا يعترفون بجهلهم ولا يتعلمون من أخطائهم.
• قررت المحكمة الإدارية تأجيل قرارها ليوم الأحد القادم الموافق 26 مارس الجاري، أي بعد المهلة الممنوحة من الفيفا بيوم.. وبالتالي لن يكون القرار ذا أثر مهما كانت قوته، ولن يكون بإاستطاعته إحداث المفاجأة التي كان يرجوها البعض لأن محكمتنا نحن كرياضيين معروفة.
• قلنا أنه لا يصح إلا الصحيح.. ولكن عاطفة الرياضيين دائماً تأخذهم إلى حيث يكرروا الأخطاء بصورة لا تخلو من بشاعة.
• هنالك فرق بين ما نريد نحن بعاطفتنا ومشاعرنا.. وما تفرضه علينا الوقائع والضوابط والقوانين.. والآن يريد البعض من المجلس المنتخب أن يغادر.. ولكنهم يرفضون الحديث عن الصيغة القانونية المناسبة لإبعاد مجلس إدارة منتخب.
• بعضهم بدأ يتحدث عن أن سوداكال غير مؤهل لرئاسة نادي المريخ بعد أن ترشح وأكمل إجراءاته وفاز بالتزكية.. والحديث في هذه الحالة غير مفيد ولا يخدم القضية من أساسها ما لم ينحرف بها إلى أشياء أخرى.. وكان الصحيح أن يتحركوا منذ أن بدأ الرجل حشد عضويته وبالطرق القانونية المتاحة لمنافسته والحيلولة دون وصوله للصندوق والفوز.
• الحديث عن أهلية سوداكال كرئيس للمريخ في هذه الحالة غير مفيد بتاتاً.
• من المفارقات أن بعضهم يشتهر بانتمائه للمريخ، ويطرح نفسه كفيلسوف في قضاياه وأزماته.. ويتحدث بلغة (ينبغي ويفترض).. ومع ذلك تقع المفاجأة عندما نكتشف أنه لا يملك بطاقة العضوية.
• الجواز في هذه الحالة.. والحلول الدائمة لمشاكل النادي في أن ترفع قيمة العضوية.. ويكون الحديث عن مصلحة المريخ عبر الصناديق والممارسة الديمقراطية.
• كل النقاط التي كتبتها أعلاه لا علاقة لها بدعم فلان أو معاكسة علان في أزمة المريخ.. بل أرى أن ذلك هو الصحيح والطريق الأنسب للخروج من عنق الزجاجة.
• كل ما حدث في الفترة السابقة من تعقيدات ومحاكم ومفوضية وغيرها في تقديري مغالطات تكشف عن العقلية البدائية التي تدير العملية الرياضية عندنا.. وما زال البعض يقول لك: سوداكال من الناحية القانونية ليست لديه موانع تحول بينه وبين رئاسة النادي .. (ولكن…).. ولكن ماذا؟… (جدعنه كده)؟
• ستنتهي هذه الأزمة بهزيمة لقرار الوزير.. وهو يستحق ذلك لأنه لم يستشر أحداً من أصحاب المعرفة وأراد أن يتعامل مع ملف نادي المريخ بطريقة البصيرة أم حمد.. وعوالم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم تعرف.. بل لا تعترف بالحاجة أم حمد السودانية..!
• من الدروس التي ينبغي للجميع أن يستنبطوها من عنق الزجاجة الذي بقينا فيه لسبعة أشهر وزيادة أن النظم الأساسية القديمة والحديثة لا يعترف بها لدى الاتحاد الدولي ما لم توائم لوائحه.. والحديث عن أن أنديتنا لم تجز أنظمتها ولم تعدلها إنما هو حديث للاستهلاك وخلق الأزمات.
• لغة المصالح الخاصة في المريخ أضرت بالكيان وغبشت الكثير من المعلومات المهمة وأدت لعدم الاستقرار.. لذلك أدعو الناس للتفكير بشكل فيه بعد استراتيجي.. ويطرحوا السؤال: ثم ماذا بعد؟
• هل سيستقر المريخ وتسير الأمور بسلاسة في مقبل الأيام.. ولو فرضنا أن المناوئين للمجلس قد انتصروا واستقال محمد جعفر ورفاقه.. ما هي الفرص المتاحة لتحقيق استقرار حقيقي في المستقبل؟