صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

جَـان أزرق مُخِيف

77

صَابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

جَـان أزرق مُخِيف

من بين المواهب التي تعاقد معها الهلال على مدى تاريخه الطويل، وتتميّز بأنها تمتلك أن تجعل النجيلة وجبة إجبارية للمدافعين، اللاعب الغامبي لامين جارجو الذي كان يفعل بالكرة ما يفعله النجار في الخشب، هذا اللاعب أنا مازلت مُتحسِّراً على رحيله من الهلال، خاصةً إنّنا لا ندري حتى الآن ماذا حدث في ملفه بعد هروب اللاعب وتصعيد الهلال لشكواه ضده دولياً.
جارجو دا بمسحك بمسحك ولو قابلتو بي مضادات الطيران.
قبل ذلك، كان المحترف الكونغولي إمبيلي من أهم المحترفين الذين مروا على تاريخ الهلال، فقد كان هذا اللاعب يمتلك مهارات عالية، بخلي المدافع يمشي يمين بقوم يكسر بيه فجأةً شمال، وعندما ينطلق كالسهم فجأةً بقيف برضو فجأةً ـ المدافع والحكم بروحوا في حق الله.
إمبيلي هو مهاجم الفجائيات الذي لا يرحم، لأنّ كل تصرفاته وتحركاته كانت تحدث فجأةً.
هدفه في أول أغسطس من تمريرة هيثم مصطفى كان (فجأةً)، خلعة الحارس وشكلته مع مدافعيه لغاية الآن في مخيلتي وهو يرفع كتفيه ويلوح بيديه معترضاً على مدافعيه.
الحارس زي الطقتو كهربة، قام يهرج مثل الذين أودت بهم ظروف الحياة الصعبة ليقفوا في صواني حركة المرور ويتكلموا براهم.
كنت وقتها أتابع مباريات الهلال من المدرجات، وكان في أي مباراة يشارك فيها إمبيلي بشوف ليك المدافع من الدقيقة الخامسة من عمر المباراة بتكلم براه، وكنت أقول لمن يجاورني في الجلوس على المدرج وأنا أشير للمدافع: أمك المدافع فوّت، وفوّت دي كانت تعني عندنا أنه أصبح يتكلم برّه رأسه.. الغريبة مدافعين زمان رؤوسهم كانت كلها مربعة، كأنهم كانوا يشترطوا عليهم ذلك.
الأخ علي عصام وأنا بحب أن لا أغفل فضل الزملاء، نكت ليه معلومة أو تقريراً مهماً قال فيه إنّ الهلال الأفضل على كل الأندية الأفريقية في بطولة دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم من حيث المُـراوغات، حيث للهلال في كل مباراة 9.1 مراوغة ناجحة وهي نسبة عالية لا تضعنا فقط في صدارة الأندية الأفريقية في دوري أبطال أفريقيا، هي يمكن أن تضعنا في المقدمة عالمياً، وتسعدنا مثل هذه الأرقام وتفرحنا هذه النجاحات وهي أرقامٌ سوف تؤدي في النهاية إلى البطولة، إذ بمثل هذه النجاحات تحقق الأحلام.
علينا أن نبرز هذه الإشراقات وإن كنت لا تعرف نقاط قوتك ومميزاتك لن تعرف مواضع ضعفك، في هذا الموسم، هنالك إيجابياتٌ كثيرةٌ جداً ظهرت في الهلال علينا أن نبني عليها، أما السلبيات وإن كان علينا أن نتلاشاها فإنها تبقى أموراً لا بد أن نقع فيها وإن حقّق الهلال البطولة، لا يوجد فريقٌ في العالم بدون سلبيات، مع نجاحات ريال مدريد يمكن أن أحدثك لمدة شهر عن سلبياته، وكذا الحال بالنسبة لكل الأندية، لا يوجد فريق بدون سلبيات.
أحياناً أجد لمجلس الهلال العذر وأنا ألومه على عدم تسجيل مهاجم سوبر أو دعوني أقول مهاجم صريح، وهو التوصيف الصحيح، وذلك عندما أشاهد أحمد سالم مبارك، فهو اختيارٌ بعيد المدى ومهارة هذا اللاعب جعلت يحيى عطية الله يبلع القناع. ولا أعتقد أنّ هناك أفضل من سالم كان يمكن التعاقد معه في التسجيلات الماضية لولا أن اختلافنا نحن على رأس الحربة، ولا غبار على، أحمد سالم مبارك كجناح فهو جديرٌ بأن يكون في الهلال، وهو أيضاً من الذين يجعلون الثمالة في قدمهم الشمال فتميل معه طرباً من حيث تدري ولا تدري.
أهم ما يميز الفرقة الهلالية في هذا الموسم عودة الحياة للطرف الشمال، فقد أصبح الطرف الشمال يؤدي إلى مرمى المنافس مباشرة وعاد القصف من هذه الجبهة كما كان في عهد المثلث الشمالي المتمثل في تنقا ومحمد حمدان وزاهر مركز ـ ناس المريخ لغاية الآن بشكوا من الحتة دي.
القدم الشمال في الهلال عاد لها رونقها، حيث يجيد العزف بها في الهلال الآن كوليبالي وإيمي وأحمد سالم وجان كلود (يمين وشمال) وكنن.
في كرة القدم الحلول الفردية دائماً تأتي من أصحاب القدم اليسار، وما نجاح الهلال في المراوغات الفردية إلّا بسبب ارتفاع عدد اللاعبين الذين يلعبون بالقدم الشمال في الهلال، وهل يمكن أن ننسى صلاح الضي (الكي الكي) وصواريخه التي يطلقها من منصته الشمالية وهي قد جعلت مرمى المريخ مستعمرة هلالية سنين عدداً، ولا ننسى مهند الطاهر وإسحاق كرنقو وعبد اللطيف بويا، الحضري لغاية الآن بيشكي منهم، إذ استطاع ثلاثتهم الوصول لشباك أفضل حارس في أفريقيا في ثلاث بطولات أمم أفريقية ـ المدى الزمني لها 6 سنوات.
ومن جماليات القدم اليسرى في الهلال أحمد حضرة، الذي هَـدّ كل السدود وكل الحوائط ووصل لمرمى المريخ بقذيفة مازالت آثارها باقيةً في قلوب المريخ.
ولا أنسى اليساري أنور الشعلة واحدٌ من أحرف اللاعبين الذين شاهدتهم، ليس على مستوى السودان، ولكن على مستوى العالم، ولكن نحن لا نعرف قيمة مواهبنا.
ميزة أخرى لفلوران يجب أن نحسبه له، فقد أعاد الرجل للأجنحة خطورتها، بعد أن كادت تختفي حتى تسمية (الجناح)، وهو معنيٌّ باختيار عناصر فعّـالة في تلك الخانة شمال ويمين، وليليبو أحد إفرازات هذه الخانة التي أصبحت ضاربةً في الهلال في فترة فلوران، بعد أن كانت منطقة مظلمة وغير فعّالة في السنوات الأخيرة.
كان الهلال يهاجم من العُمق وهذا أسلوبٌ وطّنه البرنس هيثم مصطفى في الهلال مع مهند الطاهر وبشّـه، لذلك غابت خُطورة الأطراف في الهلال في ذلك الوقت، عكس المريخ الذي كان يهاجم عن طريق الأطراف.. وحتى تكتمل الصورة لا بـد من التميُّـز في العُمق وفي الأطراف.
الأيامات دي أنا ما بنوم الليل، تلقوني فجأةً كدا نص الليل نطّيت من النوم. ومرات فجأةً كدا من غير أي مناسبة بمشي أقيف في الباب، بأكل في ضفوري ـ ما خليت لي ضفر، وأشد في شعري ـ أقصد أحك في رأسي.
أي زول بيسألني يا زول مالك؟ مفتكرني (خسائر حرب)، أقوم من الصينية يغلبني الأكل.
يا زول ما تأكل.
افتح التلفون، ما عارف عاوز أعمل شنو؟ برجعه تاني.
فجأةً كدا أغيِّر القميص، معتقد أن المشكلة في القميص.
أفتح قوسين، اقفلهما من غير ما أكتب أي شئ.
أبدأ لي مع زول موضوع ـ فجأةً أقوم أسرح منه.
والناس فاكرنها الحرب.
أقرِّر أمشي لي مشوار، فجأةً اتراجع عنه وأقرِّر ما اطلع.
أفتح المروحة واقفلها تاني، وأنا عارف أن هذا ما هو إلّا عدم الموضوع.
أقول ليهم أعملوا لي شاي، يجيبوا لي الشاي ما أشربه.
في ناس مهمتها في الدنيا دي، يقولوا ليك: الشاي برد.
هل الحرب ممكن تعمل في الزول كدا؟
اطلِّع الصور القديمة، وأشيل الخرطوش أرش الحوش، وأنا عارف لمن أصل لمرحلة إني أشيل الخرطوش أرش بكون وصلت مرحلة خطيرة.
الناس فاكرنها ضغوط الحرب ـ بسمع من يهمس ـ والله الحرب دي تعمل أكتر من كدا.
واسمع من يقول الله يلعنهم.. جنّنوا الناس، وهم ما عارفين أنّ كل هذا الذي أنا فيه من جان كلود.
جان له نصيبٌ من اسمه ـ الزول دا عاوز يجننا.
صراحةً أنا ما بنوم خايف ناس الهلال يفرِّطوا في هذا اللاعب.
في أسماء في الهلال الآن لو جابت لينا مال قارون مفروض الهلال ما يفكها.
ما تقولوا لي احتراف واستثمار وبنجيب عناصر أفضل ـ أوعى أسمع منكم الكلام دا، لآن الاستثمار يفرض على الهلال أن يصبر على هذه العناصر موسماً أو اثنين أو ثلاثة. وإذا كان هنالك لاعب بجيب مليون دولار هذا الموسم، في الموسم القادم بجيب تلاتة مليون دولار.
وإذا كان في لاعب ممكن يمشي لأندية المقدمة في أفريقيا في هذا الموسم، ففي المواسم القادمة ممكن يمشي أوروبا مباشرة من الهلال وقد فعلها ليليبو. وحتى إلى أوروبا في هذا الموسم ما تفكوا لاعب، وإن كان إقناع لاعب بالاستمرار إذا وصله عرضٌ أوروبي بيبقى صعب، ولكن حتى إن حدث ذلك على الهلال أن يطلب رقماً خيالياً.
أوعى تفكوا ليكم لاعب في هذا الموسم، قبل ما يحقق الهلال بطولة خارجية ممنوع منعاً باتاً إطلاق سراح أي لاعب.
وإذا كنت بتبني في فريق عشان يحقق البطولة الخارجية، عليك أن تشيل فكرة الاستثمار دي مؤقتاً.
لاعبون مثل عيسى فوفانا وإيمي وكوليبالي وجان كلود وأحمد سالم مبارك خطوط حمراء، ممنوع الاقتراب والتصوير والتفاوض.
حتى لو اضطر الهلال لتعويضهم مادياً، يجب أن لا تُفرِّطوا في أي اسم من هذه الأسماء التي ذكرتها.
أوعكم عليكم الله نحن ما ناقصين، ما تكتلونا بالمغصة.
إضافة محترفين اثنين أو ثلاثة في الموسم الجديد، مدافع مع لاعب ارتكاز مع رأس حربة ممكن تخلي الهلال يشيل البطولة الأفريقية الموسم القادم مقفولة، خاصة في حال استمرار فلوران.
ضروري أن تكون الإضافات قوية. وقد صبرنا نحن هذا الموسم لأنهم قالوا لنا ما في أسماء تستحق الانضمام للهلال في هذا الوقت.
مهمٌ تغذية الأطراف الدفاعية مع خادم وإيبولا وإضافة بديلين في الشمال واليمين، لأنّنا نملك في الطرفين بديلاً واحداً وهو فارس عبد الله، يمكن أن تجد بدائل محلية، ليس بالضرورة أجانب.
إذا حدث ذلك، فإنّ قوة الهلال سوف تكون قد اكتملت، غير أنه أهم شئ عندنا المحافظة على هذا القوام وعدم التفريط في أي لاعب خاصةً، جان كلود وكوليبالي وعيسى فوفانا وإيمي وأحمد سالم مبارك.
بقي أن أقول إنّ أي لاعب يحدث تطوراً في مستواه وتظهر موهبته فإنّ الأمر أولاً وأخيراً يُحسب لمدربه، هذه قاعدة لا يمكن إغفالها وهي ليس من اختلاقنا، لذلك فإنّ تألق هذه الأسماء التي جعلت أفريقيا تتحدث عنهم، شئٌ يرجع للمدير الفني للهلال، نجاح أي طالب وتفوقه يرجع لأسرته ومدرسته، حتى وإن كان الطالب ذكياً، وعندما ينجح تلميذ في مادة ويتفوّق فيها بصورة ملحوظة فإنّ الفضل يعود إلى المعلم.
لذا لا تبخسوا حق فلوران في ذلك الفضل، فهو الذي أعاد اكتشاف هذه العناصر، وهو الذي حرّرها، وهو الذي جعلها تنطلق بهذه الصورة.
طبعاً في حنك بقول ليك إنّ فلوران لم يختر هذه العناصر للتقليل منه، وإذا كان ذلك الأمر حقيقةً، رغم علمي أنّ فلوران كان سبباً في أن يجعلهم يلعبوا في الهلال خاصةً في تلك الظروف، فإنّ ذلك يُحسب لفلوران، ولو كان عكس ذلك لقالوا عنه سمسار.
إذا لم يُجدِّد الهلال لفلوران، سوف نفقد أهم مسببات أن تلعب تلك المواهب للهلال وان توافق للدخول لكشوفاته، فهو الذي أغراها، وهو الذي شجّعها وهو الذي وافق عليها.
أمرٌ آخر لم أتحدّث عنه في المقالات السابقة، وهو انضباط فلوران والتزامه وعدم تضجره أو شكوته من حال البلاد كما يفعل أي مدرب. فلوران لم نشهد له غياباً، ولم يكن يمنح اللاعبين إجازات طويلة كما كان يفعل موسيماني في الأهلي، وكما يفعل معهم كولر الآن. لقد ظلّ فلوران يقوم بدوره على أكمل وجه، وكان نعم الأب والأخ للاعبي الهلال وهو يحسن التعامل معهم، ويقدِّر الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم.
مشكلتنا نحن في كافة المجالات وليس في الرياضة فقط، عندما نخفق نقوم أولاً بهدم مقومات النجاح قبل أن نزيل مقومات الفشل ونقضي على الإيجابيات قبل أن نقضي على السلبيات وأقلها فإننا نقوم بهدم المعبد على رؤوسنا لنبدأ من الصفر.
في مجالات كثيرة نحن نملك تاريخاً عظيماً وتجارب مشرفة، لكننا في كل شئ نبدأ من الصفر، ولا نبدأ من حيث انتهينا.
حتى الحكومات الجديدة عندما تأتي فإنّ أول ما تقوم به هو أن تنسف كل نجاحات الحكومة السابقة وتقصد أن تترك إخفاقاتها لتزاود عليها ولتبقى لها شاهداً على فشل الحكومة السابقة، أما النجاحات فهم لا يتركونها، فهي هدفهم الأول للإزالة والطمس حتى لا يبقوا لها أثراً.
أندية كثيرة وكبيرة في أفريقيا تتمنى أن تصل فقط لما وصل إليه الهلال، لماذا نترك ونهمل ما وصلنا إليه، لنبدأ مع الآخرين من الصفر أو من التمهيدي؟
يمتلك الهلال الآن رصيداً جيداً من المواهب والتجارب، ومن التجانس ومن التفاهم، فلا تفقدوا هذه المكاسب ولا تُضيِّعوها. أنا فخورٌ بهذا الهلال، وأشهد ونحن في زمن القهر هذا أنّ الهلال أسعدني وأفرحني كثيراً، وجعلني أرفع رأسي فوق وأقول أنا هلالابي.
شُكـراً لكل ما هو هلالي.

متاريس
لا أخاف على مجلس الإدارة ولا على العليقي تحديداً من الانتقادات التي يُمكن أن تُوجّه لهم في هذا التوقيت، أعتقد أنّ هذه الانتقادات طبيعية ويجب على مجلس الهلال وعلى العليقي تحديداً أن تكون لديهم القدرة للتعامل مع كل الظروف.
كل من يسقط في هذا الوقت يبقى هو ليس في قامة الهلال ولا أسفاً عليه.
في كرة القدم، الأوضاع لا تكون مثالية دائماً، إدارات حقّقت نجاحات عظيمة على غرار ريال مدريد وبرشلونة وإنتر ميلان وليفربول وسيتي عندما تخفق تتعرّض لمثل هذه الانتقادات.
الانتقادات دليل حُب، دليل اهتمام، دليل وجود.
لكن في كل الأحوال الناس عارفَـة قيمة ما قدّمتوه.
تثبتوا تشرفوا.. انهرتوا أنتم لا تهمونا في شئ.
هذه فرصة جيدة لنختبر قُدراتكم.
وكلما تتقدّم إلى الأمام نبقى في حاجة للغربلة والتصفية، حتى نصل للقب بمن يستحق أن يُكتب له هذا الشرف.
إنتوا فاكرين الموضوع ساهل كدا.
كدا وضحت والّلا أرجع ليكم تاني للحتة دي؟!

ترس أخير: ما شاء الله.. الكنترول روفا الأيامات دي بعمل في حاجات ما طبيعية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد