* لأول مرة في مسيرتي المهنية أعجز عن إيجاد صيغة حوار مع طرف آخر أختلف معه وأسعى لفهم طريقة عمله وتفكيره، وكثيرا ما كنت أجتهد لتحديد نقاط التقصير في مجالس الإدارات السابقة للتركيز عليها بهدف لفت الأنظار من أجل الإستدراك والتصحيح، إلا في عهد مجلس المريخ الحالي، فقد عجزت عن إيجاد لغة مشتركة للنقاش، وإحترت في تحديد النقاط التي أوجه إليهم فيها النقد، وذلك لسببين مهمين للغاية.. الأول متعلق بطبيعة بناء هذا المجلس – إذا كان يستحق كلمة بناء أصلا – وقد أكدت الخلافات الأخيرة أنهم غير متفقين حول الحد الأدنى من الأهداف المشتركة، أو المنطلقات التي يفترض أن تنطلق منها أية مجموعة تمثل مجلس إدارة لناد مثل المريخ، وكشفت القرارات والإستقالات الأخيرة كل العورات وجعلته يقف أمام المريخاب جميعهم حاسر الرأس، عاري الجسد وخالي الوفاض من أي فكرة للتطوير، وأفراده عاجزين تماما عن التعبير.. عن أنفسهم أولا.. ناهيك عن تمثيل نادي المريخ والتعبير عن شعبه العظيم.. وإعتماد لغة تخاطب مع الآخرين وأنا منهم.. وعن نفسي لم أترك بابا إلا وطرقته، حتى لا يأتي يوم أوجه فيه اللوم لمواقفي وأتحمل وزرا في عدم الوقوف مع هذه المجموعة.. منذ ظهورها الأول وحتى الأسبوع قبل الماضي عند الظهور الأول لسوداكال بعد انتخابه، وفي كل هذه الفترة كنت أعرض خدماتي ومازلت.. ليس تنازلا عن المباديء، ولكن من أجل تقديم خدمة إعلامية تفلح في إزاحة العتمة وتسليط الأضواء على الجوانب المظلمة للمجلس وتمليك الشارع المريخي الحقائق المجردة التي تساعد الأفراد والمجموعات على بناء المواقف السليمة .. وحتى لا يمضي أعضاءه في الإعتقاد بأنهم مظلومين ولم يمنحوا فرصة وأن الإعلام كان ضدهم منذ الفجر الأول، وفي كل محاولة اتأكد أنهم المجموعة الخطأ في المكان الصحيح.. وأنهم فاشلون حتى في إبراز الجوانب الجيدة فيهم، إما لعقدة متأصلة تجاه الإعلام والإعلاميين، أو لعدم إعترافهم بدور الإعلام كشريك أساسي لكل الرياضيين حول العالم.. وفي كل الأحوال يلخص ذلك مشكلة تعكس عجزا وفشلا في هذه المجموعة.
* الفشل لايكون ماليا بالضرورة.. ولكن في حالة مجلسنا هذا كانت هنالك جوانب أخرى لا تتطلب سوى القليل من التفكير، وقبل ذلك بعض القدرات للتفاعل والتعاطي مع ماتوفر من إمكانيات وعلاقات، وهذه أبسط الجوانب التي فشلت فيها مجموعة سوداكال.. أو مجلس المريخ المكون من مجموعتي (التحالف ومجموعة سوداكال) وكان من الطبيعي أن تنفجر الأمور وتضطرب السفينة وتغرق في عرض البحر..!
* تقريبا كنت الإعلامي الوحيد الذي حضر زيارة سوداكال الأولى لاستاد المريخ، وقد حرصت على ذلك لأشياء في نفسي، وكنت أتوقع في الأوضاع الطبيعية أن ينظم المكتب التنفيذي أو الإعلامي مؤتمرا صحافيا أو لقاء يتم فيه تقديم الرجل وإلقاء الضوء على الجوانب المظلمة في الشخصية، وعن نفسي كنت تواقا لذلك حتى أبرهن للناس أن الحوار الأول الذي أجريته معه من قبل لم يكن من بنات أفكاري، ومن ناحية أخرى كان شعب المريخ وما يزال في أمس الحاجة للتنوير ببعض الحقائق المتعلقة بمستقبل ناديهم.. عن الإنتخابات والجمعية العمومية مثلا، وملف العلاقات مع الإتحاد، وما أثير حول إستحقاقات اللاعبين والديون وملف الإستثمار وقضية (كاس) والنصر الذي تحقق بعودة لقب 2018 لخزانة النادي، وعدد من القضايا الأخرى المهمة التي جعلت سفينة المريخ مبحرة في بحر لجي متلاطم الأمواج، ولكنهم لم يناقشوا الأمر بذات الكيفية التي كنا نراها متناسبة مع طبيعة الأشياء والتوقيت.. وبالتالي لم يضفي خروج سوداكال من السجن أي جديد على الأحداث في هذا النادي.. مالم تكن قد ازدادت سوء على سوء..!
حواشي
* إعتقد المريخاب أن المجلس لم يتحمس لعودة لقب 2018 لخزينة النادي نكاية في الصديق الدكتور مزمل أبوالقاسم.. وهذا خطأ.. والصحيح الذي أراهن عليه أن المجلس (دغمائي) لا يتفاعل حتى مع مكاسبه.. ولم يعرف حتى الآن كيف يسوق إسم المريخ والمضي في طريق النجاحات..!
* يخوض المريخ اليوم واحدة من لقاءاته المهمة أمام الشرطة على ملعب ستاد القضارف.. وهذا اللقاء مهم للغاية.. ومن شأنه أن يحدد قدرة الفريق على المنافسة والدفاع عن لقبه..!
* السؤال المهم: أين أصيب المهاجم الريح حامد؟… إذا حملت الإجابة أنه أصيب في المريخ فذلك يعني أنه كان أول ضحايا الإعداد بتدريبات (أرنب نط) التي انتقدناها من قبل… أما إذا كان قد جاء مصابا من أهلي عطبرة فذلك يعني أن مسألة الكشف الطبي للاعبين الجدد قد أصبحت (في فتيل)..!
* بعضهم إتهمنا بشخصنة الخلاف مع الأخ مدثر خيري.. رغم أنني لم أسم ذلك خلافا بقدر ما هي وجهة نظر نقدية وجهتها إليه ومازلت عندها.. وقد أكدت الأيام صحة وجهة نظري وانتقاداتي وكان خيري سببا في تفشي الخلافات بين أعضاء المجلس ومن ثم الإستقالات..!
* مدثر خيري كان بإمكانه أن يقدم نموذجا لأنجح مدير تنفيذي للمريخ.. فهو يملك القدرات.. ولكنه اختار أن يكون الأكثر إثارة للجدل والخلافات.. وبالتالي بنى طودا ضخما بينه والآخرين..!
* لم يجتمع مجلس المريخ الحالي لفترة إمتدت لأكثر من خمسة أشهر.. أربعة أشهر في غياب الرئيس.. وشهر بعد عودة الرجل من (الحج)..!
* على الأقل كان يفترض أن يكون هنالك إجتماعيا تعارفيا يلتقي فيه الأعضاء بقائدهم للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا.. وليس عجيبا ولا غريبا إذا قلت أن هنالك أعضاء لم يتشرفوا بمقابلته حتى الآن.
* من بين كل هذه الحقائق توصلت للأسباب الحقيقية لحربهم على الأقطاب الداعمين للمريخ… لماذا حاربوا حازم مصطفى؟.. وسأعود للكتابة في ذلك بالتفصيل..!
* بعضهم سأل عن علي الفادني.. ولماذا اختفى دعمه للمريخ بذهاب جمال الوالي.. ولو ظهر وقرر أن يدعم النادي لحاربوه..!
* …. في العادة نشكو من قلة الكوادر المتطوعة لخدمة الكيان، وعندما يظهر أحدهم ويبدي الرغبة يتعرض للحرب ومحاولات الإغتيال للشخصية.. مع الحديث الممجوج عن أوضاعه المالية وعلاقاته بالبعض.. وهذه (شذوفرينيا) رياضية عجيبة.
* في عهد جمال الوالي كنا نجتهد لإيجاد جوانب القصور لتصويب الإنتقادات عليها من أجل تصحيحها.. والآن نجتهد في البحث عن جانب واحد إيجابي ولا نجد.. فالعتمة في كل مكان.. وكلما أشعل البعض (شمعة) يسارع البعض من أعضاء المجلس أو أنصارهم لإطفاءها.. لذلك.. من حقنا أن نطرح سؤالا ملحاحا: ماذا يفعل سوداكال وأعوانه بعد أن أحالوا المريخ إلى كتلة من الظلام؟… * المريخ حالته تصعب على العدو…!!