صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حالة فنية متأخرة

24

اللعب على الورق
جعفــر سليمــــان
حالة فنية متأخرة

• اللاعب البصمة .. لقب يستحقه وعن جدارة وإستحقاق العجب .. رمضان.
• متى إنحبست الأنفاس، وضاقت الروح في الصدور، إنبجس ماء العطاء من وادي موهبته الفذة، فسالت الفرحة ينابيع تروي ظمأ الصفوة كل وقت وحين.
• هذا النجم الخلوق ..الهادئ أصبح تأريخاً بحالة في المريخ واصطف في مقام واحد مع أساطير خلدوا أسمائهم بأحرف من ذهب في تأريخ الزعيم.
• بكل هدوء أحتل هذه المكانة السامية، وصار رمزاً للعطاء المستمر وبلا حدود ومهما كانت الظروف وتقلبات الأحوال.
• لا نكتب عنه هذه الحروف الجزلى، فرحاً بهدفه القوي بشباك أهلي شنديٍ، الذي أنقذ الزعيم من نتيجة سلبية كانت تشير إليها مجريات المباراة، سيما وأن نصفها الأول كان قد شهد تراجعاً غير مسبوق للفرقة الحمراء في الأونة الأخيرة.
• نكتب عن رمضان عجب هذه السطور الراقصة، لأنه لاعب من طينة النجوم الكبار الذين مروا على تاريخ النادي، وكل يوم يتأكد أنه جزء من تأريخ القلعة الحمراء، وأن إسمه الآن يجاوز العظماء الذين مروا على تأريخها.
• وحصر ما قدمه رمضان عجب للمريخ منذ أول يوم إرتدى فيه الأحمر لوناً لهويته، وحتى هدفه القوي بشباك حارس أهلي شندي المتميز إسحق، يكون أمراً عصياً وصعباً لأن ما قدمه يفوق كل حصر وتوقع وترقب.
• وقد فضلت أن أبدأ حديثي عن جولة الزعيم أمام الأهلي شندي والتي كسبها بهدف إرتقى بالفريق إلى صدارة الدوري الممتاز، لأنه العلامة البارزة في الفرقة الحمراء، ومن الطبيعي أن ترى العين السواري في عباب البحر.
• وعن المباراة نفسها، فقد إتفق الجميع أن الفرقة الحمراء قدمت عرضاً سيئاً جدا، وأن حظاً سعيداً لازم النجوم بعد أن أخفق ثنائي المقدمة الشنداوية ياسر مزمل وعيد مقدم في تأكيد الفرص التي إتيحت لهما أمام مرمى أبوعشرين الذين كان مكشوفاً لكل من يريد أن ينال منه.
• وقد إتفق كل من تابع المباراة أن الأهلي شندي كان هو الأقرب لتحقيق الإنتصار على المريخ، وأن أسوأ نتيجة كان من المفترض أن يخرج بها النمور الشنداوية هو التعادل أمام المريخ الذي يعاني فنياً.
• صب الأحباء في مجموعات التواصل الإجتماعي جام غضبهم في بعض الأسماء وركزوا على لاعبين بعينهم إتضح أن المسافة بينهم وبين المريخ تتسع يوما عن الآخر، وأنهم فقط في إنتظار إشارات الخروج.
• عني أرى أن الحكم على اللاعبين من (نصف موسم) فقط قد يكون أمراً غير منصفاً بالمرة، لأن اللاعب الذي يفد إلى نادي حديثاً يحتاج إلى فترة تعايش يبحث عن من خلالها عن ظروف عديدة تساعده على تقديم كل ما عنده.
• ولعل من أهم أسباب نجاح بعض اللاعبين الذين يمرون على تاريخ النادي مروراً سريعاً، وتحسرنا على ذهابهم بعد نجاحهم مع فرق أخرى، هو الإستعجال في إطلاق الأحكام عليهم، و (موسرتهم) من الوهلة الأولى.
• وللتدليل على سرعة بناء الأحكام على اللاعبين، نرى أن اللاعب الغاني الذي وصف ذات يوم بأنه صفقة خاسرة، وان كل المدربين الذين مروا على تدريبه لم يسعهم إن يدفعوا به أساسياً أو حتى منحه فرصة لتقديم نفسه، فكان أن اعتبرت خانته شاغرة إلى حين موعد تسجيلات الشتاء.
• ولكن بعد مشاركته خلال ربع ساعة فقط أو تقل، تحول الإنطباع عنه من الإتجاه السالب إلى الموجب، وبدأ الجميع يتحدث عن قدرات لا بأس بها عند الغاني، وأنه أفضل من آخرين منحوا الفرصة تلو الأخرى وهو ما لم يتوفر له، بل يطالب الغالبية من جمهور المريخ الآن بمنحه فرصة أخرى ليعبر عن قدراته التي بدأت تتضح.
• الرأي عندي أن مشكلة المريخ الآن فنية بحتة، وان الأسلوب الفني الذي يتبعه كابتن جمال أبوعنجة، والتحضير البدني للاعبين، يعتبر فقيراً للحد البعيد، حيث تغيب اللمسة الفنية والتدريبية عن الفريق.
• لا نقدح في كفاءة كيغن، ولكن نؤكد أنه لا زال يبحث عن الشكل العام للفريق من خلال قدرات المتاح له من اللاعبين الذين لم يكتملوا عنده بعددهم الكامل لدواعي الإصابة وهذا يعود لخلل تحضيري يتعلق بالإعداد بداية العام، علاوة على التعامل البدني مع اللاعبين خلال الموسم وهو ما تشير إليه الإصابات المتعددة وسط النجوم.
• العديد من المدربين لا يفلحون في تقديم شكل فني للفرق التي يتولوا تدريبها، وهذا لا يقلل من قدراتهم وإسمائهم التدريبية، لهذا يتوالي المدربون على الفرق كشيء طبيعي وموجود في عالم كرة القدم.
• ومع أكيد إحترامنا للطاقم الفني الذي تولى أمر المريخ في أسوأ فتراته على المستوى الإداري، ووسط ظروف قاسية جداً إلا أننا نرى أن المريخ يحتاج إلى جهاز فني بقدرات أعلى تتناسب مع قدرات النجوم الذين يشكلون كشف الفريق في الوقت الراهن!
• وهذا يبدو حلماً بعيد المنال مع شلة الفشل التي تلصصت سقيا التدريب عند أبناء النادي الذين لا يرفضون تلبية النداء، ولا يسألون عن المال ..وهذا عين ما تبحث عنه شلة الفشل الحالية.
• وطالما أن الوضع الإداري سيظل على ما هو عليه دون أن يطرأ جديد، فلا مناص من إستمرار جمال أبوعنجة ومعاونيه عشما في عمل أفضل في الفترة القادمة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد